الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

الدكتور أزرق يرصد مشاكل السمع والصمم.. اقرأ التفاصيل وتعرف على طرق العلاج

الدكتور أزرق يرصد مشاكل السمع والصمم.. اقرأ التفاصيل وتعرف على طرق العلاج الزميل أنور الشرقاوي (يمينا) والدكتور عبد الناصر أزرق

استضاف الزميل أنور الشرقاوي معد ومقدم برنامج "ملتقى الصحة" بقناة (لودجي راديو ولودجي تفي TV) الدكتور عبد الناصر أزرق، أخصائي في الأنف والأذن والحنجرة، للحديث في موضوع "مشكل السمع/ الصمم" وانعكاساته على المجتمع وعلى الدراسة والعلاقات الإنسانية، والإجابة عن إشكاليته وطرق علاجه الحديثة.

عن تعريف الصمم بالمفهوم الطبي أكد الدكتور عبد الناصر أزرق بأن الصمم مشكل حقيقي، خصوصا حينما يجد الإنسان صعوبات في التواصل مع الناس، وصعوبات في التلقين والتعليم. وكذلك له انعكاسات على مستوى الإضرابات النفسية. مضيفا بأن هذا المشكل الصحي يعني نقص تدريجي وتدهور في حاسة السمع، على اعتبار أن حاسة السمع مهمة ويكفي أن نعلم بأن القرآن الكريم تحدث عن السمع 17 مرة. مشيرا إلى أن مجموعة من الآيات يسبق فيها ذكر السمع عن البصر؛ وهذا يؤكد أهمية السمع سواء عند الكبار أو الصغار.

 

وأفاد ضيف البرنامج على أن مشكل الصمم يصنف ضمن خانة مشاكل الصحة العمومية في المغرب حيث استند على أرقام وإحصائيات تخص الأطفال تتراوح بين 10 و15 في المائة والذين من المحتمل أن يعانوا من مشكل الصمم (مشكل دائم أو مشكل مؤقت). بالنسبة للكبار الذين يتجاوز سنهم 65 سنة يشكلون نسبة من 8 إلى 10 في المائة. وشدد على أن المسنون يتعرضون لبعض الأمراض من بينها مشكل الصمم، فضلا عن مرضى داء السكري بدورهم تتقلص مردودية الأذن (أي حاسة السمع).

 

وبخصوص علامات مشكل الصمم عند فئة الأطفال الصغار إلى حدود سن التمدرس، أوضح الدكتور بناصر أزرق، أنه يمكن أن نلاحظ عدم تركيز الطفل على الصوت الخارجي (تلفاز أو هاتف أو ناقوس البيت ..) بحيث يكون انتباهه ناقصا إزاء الصوت الخارجي، وقد نلاحظ ذلك خلال الطفولة الأولى حينما لا ينتبه الطفل مثلا لصوت اللعب التي يلعب بها وتحدث صوتا. كذلك في التعليم الأولي (ما بين سن 3 إلى 6 سنوات) يجب على المربيات أن ينتبهن إلى الأطفال الذين يفضلون الإنزواء بعض الشيء ويلعبون بشكل غير اعتيادي...هذه العلامات قد تكون مؤشرات حقيقية على مشكل السمع.

 

نفس الشيء بالنسبة للأطفال ما بين 6 إلى 12 سنة يمكن أن نكتشف مشكل السمع لدى من يجد صعوبة في مادة الإملاء، ويفضل أن يجلس في الصف الأمامي؛ أو أن يعيد المعلم إلقاء جملة أو تمرين معين؛ دون الحديث عن تدهور النتائج الدراسية كمؤشر على هذا المشكل الذي يجب أن ننتبه إليه ولمؤهلاته السمعية العادية التي تجعله يتلقى من أستاذه الدرس كما يجب.

 

وبخصوص المسنين الذين يفضلون الانزواء وعدم مشاركة الناس حديثهم، نبه بناصر أزرق بأن هذا السلوك قد يكون بسبب إحراجهم أثناء التواصل مع الآخر، وهو مؤشر على أن هناك تدهور في حاسة السمع، وهذا الإنزواء يمكن أن يحدث اضطرابات نفسية للكبار، وقد تصل إلى درجة الاكتئاب، على اعتبار أن الصمم عند الكبار يأتي في سن متأخرة.

 

أما بخصوص التقنية الحديثة لاكتشاف الصمم عند الأطفال حديثي الولادة (أربعة أنواع)، والتي يمكن استعمالها منذ الولادة تتعلق بالكشف المبكر من خلال جهاز يلتقط الذبذبات الطبيعية عبر الأذن، أو يلتقط ذبذبات ناقصة وغير طبيعية وهذه الأخيرة مؤشر على أن الرضيع مصنف في خانة مشكل السمع. وهناك تقنيات أخرى بسيطة تستعمل للكشف المبكر تهم الأطفال في سن معينة عن طريق ميزان السمع المقرون بالصورة؛ وتقنيات أخرى تدخل في مجال التخصص الطبي (وتقنيات الفحص التي تضبط نسبة ومستوى السمع).

 

في سياق متصل أكد الدكتور بناصر أزرق على أن هناك نقص كبير على مستوى المناطق النائية (على الصعيد الوطني) بخصوص انتشار الاختصاصيين في الأنف والأذن والحنجرة، بحيث أن عدد 620 طبيب مختص هو عدد ضعيف مقارنة مع عدد سكان المغرب، وحتى في الحواضر الكبرى هناك نقص كبير. ويمكن أن نتغلب على هذا المشكل في السنوات المقبلة بفضل أفواج المتخرجين من كليات الطب.

 

وعلى مستوى برامج وزارة الصحة ذات الصلة بالكشف المبكر عن مشكل الصمم، أوضح ضيف البرنامج، أنه منذ بداية الألفية الأولى برز برنامج وطني والذي يساهم فيه عدة زملاء من كل القطاعات (الجامعي و الصحة العمومية و القطاع الخاص والقطاع العسكري..) هناك برنامج وطني قادر أن يلعب دوره الريادي في مجال الوقاية وتعميم الفحوصات المبكرة عند الأطفال.

 

وعن جهاز السمع أفاد بناصر بأنه ينقسم إلى ثلاثة أجزاء: أولا الأذن الخارجية والتي يمكن أن يكون فيها مشكل (نقص في تكوين الأذن أو انسداد في الأذن الخارجية)؛ ثانيا الأذن الوسطى وهي عبارة عن غشاء طبلي ومحيطه؛ وثالثا الجهاز المعقد وهو الأذن الداخلية التي تتكون من خلايا وشعيرات عصبية وسوائل خاصة وعروق وعصب السمع. وكل جزء يتميز بخاصيته. وهذه الأجزاء الثلاثة لها تقنيات متطورة وعمليات جراحية مبسطة للعلاج دون تعقيدات؛ على اعتبار أن التقنيات الجراحية والعمليات تطورت في المغرب.

 

ونبه الدكتور بناصر إلى أن الأذن تتميز بقدرتها على أن تنظف نفسها بنفسها تلقائيا، دون أن نخاطر بتنقيتها من الشمع بوسائل بدائية قد تتسبب في تعفنات بتلك الحركات المرفوضة صحيا وطبيا، (تقب الغشاء الطبلي) حركات غير سليمة وجب تفاديها.

 

الآلة السمعية الخارجية رغم أن ثمنها مازال مرتفعا شيئا ما -يقول ضيف البرنامج- إلا أنها تساعد الأذن التي ضعف وتراجع سمعها، بحيث أن هذه الآلة تساعدها بتلقي الصوت الخارجي بعد معالجته ليصبح قريبا للصوت الطبيعي، وهي تقنية قديمة بدأت قبل زرع القوقعة بطرق متعددة. وقد شهدت مؤهلات الآلة الخارجية للأذن تطورا كبيرا على مستوى الجودة والمردودية في تلقي الصوت الخارجي...