الجمعة 19 إبريل 2024
تكنولوجيا

حميد العماري: التدابير الخمسة لإنجاح التحول الرقمي في المغرب

حميد العماري: التدابير الخمسة لإنجاح التحول الرقمي في المغرب حميد العماري (يمينا) وأحمد رضا الشامي

على خلفية تصريح أخير لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، الذي اعتبر فيه أن المجهودات المبذولة لإنجاح التحول الرقمي في المغرب تبقى غير كافية؛ اتصلت "أنفاس بريس" بالمسؤول عن المنصة التكنولوجية لمجمع الابتكار بجامعة الحسن الأول بسطات، الأستاذ حميد العماري، مستفسرة إياه عن توضيحات تتعلق بكيفية تسريع ورش الانتقال الرقمي في المغرب لمواجهة التحديات الراهنة التي ظهرت خلال تدبير جائحة كورونا، وهل التعثر حاصل في التكوين أم في الوسائل والتجهيزات الضرورية، ثم إلى أي حد يمكن تقييم تجربة الرقمنة في التعليم والعمل عن بعد وفي التجارة الإلكترونية، وإرساء إدارة رقمية لتجويد الخدمات المقدمة للمرتفقين؟ أسئلة أعد العماري للإجابة عنها هذه الورقة:

 

في هذا الزمن أصبح التحول الرقمي من الضروريات لمعيشة تواكب متطلبات العصر. فلا يكاد يخلو بيت من حاسوب، هواتف ذكية، تلفاز رقمي، أجهزة استقبال ذكية ... كلها تعمل بنظام رقمي حيث "0" و"1" المكون الرئيسي لنظم التواصل فيما بينها. وهذا يعني أن كل شيء يتحول إلى سلسلة من كلمات مرقمة تتكون من عدة اصفار"0" وعدة وحدات "1". كل واحد منها يسمى "bit"، والكلمة الصغيرة منها تسمى "octet".

الأرقام، الكلمات، السجلات، الصوت، الصورة، حركات الصور، مزج الصورة بالصوت... كلها خاضعة للرقمنة. إنه تحول رقمي لكل شيء، وجب علينا توظيفه في حياتنا اليومية لتسهيلها في جميع الميادين ... الدراسية، التجارية والاقتصادية، الإدارية والقانونية... فبمجرد كبسة زر قد تكون حصلت على ما تصبو إليه، بالحصول على المعلومة بسرعة، بدون عناء، بدون تنقل وتلوث، بدون هدر للوقت، وبتكلفة رمزية.

ولإنجاح التحول الرقمي وجب على الجميع الانخراط الإيجابي.

فعلى الرغم من الاهتمام الشديد بالتحول الرقمي، والمبادرات الإعلامية المتعددة، والنوايا المعبر عنها، إلا أن قلة من الجهات التي تحركت بشكل جدي نحو هذا التحول الرقمي. والطريق نحو تحقيق ذلك واضح المعالم من خلال خطوات جادة وملموسة تتجاوز التصريحات والإعلانات بحسب التجربة والخبرة لمسؤولين اداريين بجامعة الحسن الأول بسطات...

ورغم بعض التصريحات الرسمية والمشاريع المعلنة، إلا أن التطوّر على الواقع يظهر أن البنية التحتية الضرورية لعمليات التحوّل الرقمي مازالت محدودة، على أفضل تقدير. فقد حاولت بعض الشركات والمؤسسات إحداث تحوّل على نطاق ضيق، وأقدم بعضها على تنفيذ برامج خاصة بها لكنها لم تسع إلى تطويرها بالشكل المطلوب. وفي المقابل، تغيب العديد من الشركات عن المشهد، بل من شدة خوفها تقف مكتوفة الأيدي أمام الانتقال من الاستراتيجية إلى التنفيذ. ويمكن تحديد التحديات التي تواجهها الهيئات والشركات في المغرب في محاولاتها للتحوّل إلى رقمنة عملياتها وتفعيل الاستراتيجيات المناسبة للتغلب عليها وزيادة فرص النجاح والتطور المنهجي في التدابير التالية:

 

1- إقناع صناع القرار بالانتقال إلى التحول الرقمي والتحليلات بشكل كامل مع ما يتطلب ذلك من نفقات مالية وبشرية كبيرة، ويمكن أن تؤدي إلى استحداث طرق عمل مختلفة بشكل كبير عما سبقها. ويمكن أن تستغرق عملية التحوّل الرقمي عشر سنوات على الأقل وعلى جميع الأصعدة، حيث يمكن الوصول إلى المؤشرات الأولية خلال مدة تتراوح بين أربعة او خمسة أعوام. ويتوقف تعزيز الثقة لدى صناع القرار للتحلي بهذا المستوى من الالتزام على استقطاب قائد وفريق متميز يتمتع بخبرة واسعة في المجال الرقمي

2- توسيع نطاق المهارات الرقمية والتحليلية والنظم المعلوماتية على المشغلين بشكل واسع، وعليه من الضروري تشكيل فريق متكامل يعمل على مواكبة المسؤولين والإداريين في وضع مراجع للعمل الإداري والمساطر التابعة لها بهدف تحفيز عملية تطوير قدراتها الرقمية والتحليلية ويتمثل الهدف النهائي في الحصول على مراجع قابلة للتقييم والتحليل يمكن تحويلها إلى تطبيقات أو برامج جديدة.

كما يجب أن يتوفر للأفراد الذين يتم تأهيلهم لتقوية المهارات، على كل الحوافز الضرورية لمواصلة تعليم الآخرين بحيث تكون فعاليتهم في تدريب الآخرين جزءًا من تقييم أدائهم.

3- التركيز على منهجية الدراسة والتحليل في العمل، وتعزيز ثقافة التجربة والتأقلم السريع، ويتمثل أكبر العوامل المحددة للنجاح في التحوّل الرقمي في نمط التفكير والسلوكيات لدى الأشخاص الذين يتبوؤون المناصب القيادية العليا.

4- التبني بشكل كامل لسياسة الشفافية والمساطر والتقييم الذاتي والخارجي، مع التوفر على مجموعة متطورة من التقنيات لتطوير خدماتها بشكل مستمر والارتقاء بمستوى المؤسسات والهيئات.

5- استبدال النموذج التشغيلي القائم على القيادة والتحكم بنموذج آخر يتسم بالمرونة ويتمثل أحد العوامل الرئيسية للتميز بين المؤسسات الرقمية الرائدة في نموذجها التشغيلي المرن، في :

- توجيه المرونة نحو التقييم وفق المراجع والمساطر

- نقل تكنولوجيا المعلومات إلى الشبكة السحابية  (iCloud)

- صيانة وتطوير وتعميم تكنولوجيا المعلومات بالبلاد وخصوصا المناطق النائية مع توفير الصبيب الضروري للعمليات الرقمية مع توفير الأمن الرقمي الضروري...