الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

محمد الدرويش: نظام "الباشلور" نهاية قبل المخاض

محمد الدرويش: نظام "الباشلور" نهاية قبل المخاض محمد الدرويش
جوابا على تساؤل مطروح حول احتمال تراجع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على عن نظام الباشلور، رغم أن مئات الطلاب مسجلون في وحدات تكوين اختيار الباشلور؟
يرى محمد الدرويش رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين في تقرير توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه، أنه في سياق ردود الأفعال التي خلفها مشروع نظام الباشلور وانطلاقا من مجموعة من المعطيات التي رافقت الاعلان والاعداد لمشروع الباشلور منذ سنة 2018، مرورا بلقاء مراكش والولجة ومجموع البلاغات والمذكرات والتصريحات التي صدرت عن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة السابقة، واستنادا إلى آراء ومواقف مجموعة من المؤسسات الدستورية، والاجتماعية، والمدنية، وآخرها الرأي الذي صدر عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول طلب الرأي الذي تقدم به رئيس الحكومة السابق يوم 13 شتنبر 2021، وهو رأي استند فيه المجلس الى الخطب الملكية، ومقتضيات الرؤية الاستراتيجية 2015 – 2030، و كذلك أحكام القانون الإطار 17 – 51، وتوصيات اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، ونتائج دراسات المندوبية السامية للتخطيط بخصوص إدماج خريجي التعليم العالي في سوق الشغل، والدراسات والأبحاث التي قامت بها الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس، وكل ما راكمه المجلس منذ تأسيسه من نتائج لقاءات ودراسات وطنية ودولية في الموضوع”.
ليخلص الدرويش بعد سرد كل هذه الحيثيات إلى أنه واستحضارا لرأي المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين في مجموعة من القضايا وإشكالات منظومة التربية والتكوين عموما والتعليم العالي والبحث العلمي؛ خصوصا وما عبرت عنه جهات أخرى مؤسساتية أو أفرادا، كل ذلك يوحي باحتمال كبير تراجع الحكومة عموما، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار خصوصا، ومجالس الجامعات والمؤسسات على وجه أخص، عن النظام البيداغوجي الجديد الباشلور، والاحتفاظ فقط بالنظام الحالي 3 و5 و 8، وذلك سيكون حسب اعتقاده نتيجة طبيعية للتسرع غير المفهوم للوزارة في الحكومة السابقة في إنزال مشروع نظام الباشلور دون توفر الحد الأدنى لضمان نجاحه من موارد مالية وبشرية؛ واستشارات واسعة مع مكونات التعليم العالي؛ من الأساتذة والإداريين والطلاب، وكذا تجاوبا مع آراء المؤسسات الدستورية والاجتماعية والمدنية والهياكل الجامعية التي عبرت صراحة عن ملاحظاتها ومؤاخذاتها في المشروع.”
ويضيف الدرويش“ أن كل المؤشرات تحيل على ضرورة عدم المضي في تطبيق نظام الباشلور، أي التراجع عن المشروع في الصيغة التي تم اعتمادها من قبل عشرة جامعات، في حين لم يطبق في جامعتين اثنتين، هما جامعة ابن طفيل، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله، بسبب رفض السيدات والسادة الأساتذة الباحثين لهذا المشروع نظرا لعدم وضوح الرؤيا في إعداده وعدم إشراكهم وعدم صدور النصوص التشريعية المؤطرة له، وأوضح الدرويش انه إذا ما استحضرنا أن أعداد الطلاب المسجلين اليوم في هذا النظام هو ما يقارب 23500 طالب موزعين على 165 وحدة تكوين تقريبا، وهو رقم ضعيف جدا إذا ما قورن بعدد طلاب التعليم العالي اليوم والذي يقارب المليون و300 ألف طالب، وحتى لا تتحمل الوزارة والجامعات مسؤولية ضياع وتيه هؤلاء الطلاب الباشلوريين وقبل فوات الأوان أي قبل انتقالهم إلى الأسدوس الآخر، فإن التراجع يفرض نفسه بقوة، وطي صفحته. وهذا أمر لا ينتظر إلا القرار السياسي للحكومة عموما، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبعده سيتم تصريف القرارات البيداغوجية والإدارية من قبل مجالس الجامعات والمؤسسات والرؤساء والعمداء والمدراء واللجان البيداغوجية.