الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

مقتل شاب صحراوي من ضحايا تسفير أطفال مخيمات تيندوف بإسبانيا في ظروف غامضة..

مقتل شاب صحراوي من ضحايا تسفير أطفال مخيمات تيندوف بإسبانيا في ظروف غامضة.. الشاب الصحراوي المقتول
تتداول تطبيقات التواصل أنباء متواترة حول وفاة غامضة لشاب صحراوي متبنى من طرف عائلة إسبانية بمنطقة قرطبة. وفي حين تحمل عائلته البيولوجية الصحراوية المتواجدة بمخيمات تيندوف المسؤولية لعائلته بالتبني ولقيادة البوليساريو التي عكفت على تسفير أطفال المخيمات وتسليمهم للعائلات الإسبانية ضمن ما يسمى ب"برنامج عطل السلام" الذي تنظمه بتنسيق مع الجمعيات الإسبانية المتضامنة معها. فإنها تبرز توظيف عملية استقبال الأطفال الصحراويين لأجل حشد الرأي العام الإسباني والتأثير فيه، ما يفضي في الغالب إلى حالات انتهاكات صارخة لحقوقهم، تنتهي في بعض الأحيان بانتحار بعضهم أو تشرد وضياع البعض الآخر، في ظل عجز أسرهم البيولوجية الصحراوية المتواجدة بالمخيمات عن التدخل لحمايتهم وتملص البوليساريو من مسؤولياتها إزاءهم.. 
قريبة الضحية المسمى قيد حياته لمام ول شيغالي، توضح في تسجيلات صوتية لها عممتها عبر تطبيقات التواصل ملابسات وفاته، مبينة تعرضه لاعتداءات سابقا من طرف أفراد من عائلته الاسبانية بالتبني، بسبب إعرابه لهم عن نيته العودة لعائلته البيولوجية الصحراوية، حيث قاموا بضربه واحتجازه بالإضافة لسرقة وثائقه الثبوتية ومفاتيح سيارته الشخصية، قبل أن يضطروا لإعادة متعلقاته بعد تهديده لهم بمتابعتهم قضائيا.. بحسب إفادة قريبته البولوجية. لكن أسرة الضحية حملت أيضا المسؤولية أيضا لقيادة البوليساريو ولمكتب الجبهة بإسبانيا الذي ظل عاجزا عن التدخل لحماية الشاب الصحراوي، رغم مناشدات عائلته وذويه، قبل وفاته الغامضة.. 
الحادثة تسلط الضوء على معاناة أطفال المخيمات الذين كانو عرضة لعمليات تسفير واسعة النطاق، لأغراض سياسوية محضة، حيث ينتهي المطاف بمعظمهم عرضة لعديد الإنتهاكات الحقوقية، فيتم تبنيهم قهرا من طرف بعض الأسر الاسبانية ويفصلون عن محيطهم الإجتماعي الطبيعي رغما عن أسرهم البيولوجية في المخيمات، كما يُجبر الكثير منهم على الممارسات الدينية المناقضة لمعتقداتهم ويتعرضون للتنصير والتغريب، الأمر الذي يؤثر على هويتهم الدينية والثقافية، فضلا عن بعض حالات الإعتداءات الجنسية والجسدية المسجلة، في حين تسجل أيضا عمليات اختطاف لبعضهم أثناء زيارتهم للمخيمات لإجبارهم على المكوث فيها من طرف عائلاتهم الأصلية، لا سيما في صفوف الإناث منهم، بسبب حساسية وضعهن الإجتماعي في الثقافة المحلية... 
معاناة تنضاف إلى عديد الإنتهاكات الأخرى التي تطال الأطفال بمخيمات تيندوف، كتجنيدهم على نطاق واسع، ما أفضى إلى رواج أنباء من طرف جهات إعلامية محسوبة على البوليساريو حول حالات مقتل مراهقين في صفوف مقاتلي الجبهة مؤخرا. إلى جانب عديد الفيديوهات التي تظهر تحريض الأطفال على ممارسة العنف، وتلقينهم خطاب الكراهية، وهو ما أثارته عديد المنظمات الحقوقية مؤخرا على مستوى الأمم المتحدة. في حين كان الأطفال أيضا عرضة لعمليات تهجير ممنهجة طوال العقود الماضية إلى كوبا ويوغسلافيا وليبيا وعديد الدول الأخرى الداعمة للبوليساريو، حيث يتم غسل أدمغتهم وتلقينهم للإيديولوجيات المتطرفة التي كانت تتبناها بعض دول المعسكر الشرقي إبان الحرب الباردة، وبالتالي وقوعهم فريسة للتعبئة السياسوية والبروباغاند الدعائية، على حساب حقوقهم في الرعاية والتمدرس والحياة الطبيعية في كنف أسرهم. 
وفي حين يتم التكتم على حالات الإعتداءات التي تطال الأطفال الصحراويين المسفرين من طرف البوليساريو، حتى باتت من الطابوهات المحظورة في المخيمات، بسبب الآلة الدعائية التابعة للجبهة المهيمنة في تيندوف، ولأسباب ثقافية، تضع هكذا مواضيع في خانة "العار والفضيحة"، فتتسرب من حين لآخر أنباء حول بعض الحالات، من قبيل إبنة القيادي في الجبهة البشير مصطفى السيد التي ظهرت في مشاهد سينمائية إباحية، بعد أن انتهى بها المطاف ممثلة محترفة بإسبانيا. لكن ومع تحرر ساكنة المخيمات من سطوة الجبهة الدعائية بفضل مواقع وتطبيقات التواصل الإجتماعي، فقد بدأت أسر الأطفال ضحايا التسفير الإجباري تقدم على الخروج بتصريحات حول حالات الانتهاكات التي تطال أبناءها، وتوضح ملابسات تلك الإنتهاكات. 
ورغم توجيه عائلات الأطفال الضحايا أصابع الإتهام لقيادة البوليساريو بالوقوف وراء الإنتهاكات التي طالت أبناءهم، إلا أن المسؤولية القانونية تظل قائمة في حق الدولة المستضيفة للاجئين الصحراويين أيضا، حيث يتم توظيف ما يسمى "برنامج عطل السلام" الذي يشمل أطفال المخيمات بهدف التغطية على الإهمال الذي يتعرض له اللاجئون في تيندوف عبر تصدير أطفالهم إلى الخارج، في ظل تملص الجزائر الإلتزامات الملقاة على عاتقها، بدل أن توفر لهم الحد الأدنى من الظروف المعيشية الملائمة، وأبسطها الغذاء والدواء والمدارس والمستشفيات، ما يفضي بهم إلى العيش في ظروف مأساوية، يتم توظيفها لأجل إبراز مظاهر الصراع الإنسانية في المخيمات سعيا لابتزاز مواقف المجتمع الدولي ومساومته.