الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

الفليبينية الفائزة بجائزة نوبل تتهم عمالقة التكنولوجيا بترويج روايات مسمومة عن كورونا

الفليبينية الفائزة بجائزة نوبل تتهم عمالقة التكنولوجيا بترويج روايات مسمومة عن كورونا الصحفية الفليبينية ماريا ريسا، الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2021
"يتطور العالم بشكل متسارع جدا، وبالذات في ظل الثورة الصناعية الرابعة وعصر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والعوالم الافتراضية..لدرجة أن هناك من يقول إن "البيانات هي النفط الجديد"، فعمالقة التكنولوجيا( غوغل، آبل، ميكروسوفت، فايس بوك، آبل ) يتنافسون من أجل قتل حرية المعلومات ونشر روايات قد تكون أحيانا مسمومة خدمة لأجندات جيو- سياسية".
هذا ما أشارت إليه الصحفية الفليبينية ماريا ريسا، الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2021 وهي تتسلم الجائزة؛ مؤكدة انخراطها في مواجهة المخاطر المالية والسياسية الهائلة التي لا تزال تشدد الخناق على حرية المعلومات، حيث بعثت ماريا ريسا(58 عامًا)، برسالة مدوية عندما تم تسليم جائزتها إلى العائلة المالكة في أوسلو في أوائل دجنبر، قالت فيها أن غوغل وأمازون وفايس بوك وآبل وميكروسوفت تقتل حرية المعلومات وتنشر روايات مسمومة حول أزمة كوفيد19.
وأضافت قائلة : "سمحت قوتهم شبه الإلهية لفيروس الكذب بأن يصيب كل واحد منا ، ويضعنا في مواجهة بعضنا البعض، ويخرج مخاوفنا، وغضبنا، وكراهيتنا، ويمهد الطريق لظهور حكام سلطويين وديكتاتوريين".
بعد تغطية حياتها المهنية بالكامل حول الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان والإرهاب في بلدها ، بالكاد وصلت الصحفية إلى النرويج لتسلم جائزتها، وهي تراقب سيطرة عمالقة التكنولوجيا على الرأي العام ، فضلاً عن إنكار الحقائق والمعلومات الموثوقة التي تعتبر ضرورية في فترة انتشار الوباء.
في فرنسا وعشية الانتخابات الرئاسية وضعت غوغل يدها على وكالة " فرانس فريس " بما يعنيه من إحكام الرقابة غلى محتويات الوكالات وإخضاع الصحفيين لدورات تدريبية مشتركة في هذا الصدد، حيث أعرب رئيس لجنة نوبل النرويجية بيريت ريس أندرسن، عن قلقه العميق بالقول: " إن إبلاغ المعلومات إلى الجمهور يمكن في حد ذاته منع الحرب. إن دور الصحافة هو رفع الحجاب عن العدوان وإساءة استعمال السلطة ، بما يسهم في إحلال السلام."
إن ما يحدث في العالم اليوم من صياغة كثير من المفاهيم القائمة على أساس "التخمة" المعلوماتية والاتصالاتية الضخمة والقدرة الهائلة على التحكم في المعلومات يدلل على أن البشرية في مرحلة انتقالية، وأن القادم سيكون أكثر غرابة وربما جنونا، في ظل تقلص مساحة الحضور الإنساني في كثير من القطاعات لمصلحة الحضور الآلي، ولعل أزمة كوفيد خير دليل.