الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

يوسف لهلالي: إسلام فرنسا رهينة الانتخابات المقبلة بهذا البلد

يوسف لهلالي: إسلام فرنسا رهينة الانتخابات المقبلة بهذا البلد يوسف لهلالي
أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان "وفاة" المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، الذي يعد المحاور الرئيسي للسلطات العمومية حول شؤون الدين الإسلامي بهذا البلد. هذا القرار فاجأ الفاعلين الاساسيين في شؤون الاسلام بفرنسا، خاصة أن باريس تجمعها اتفاقيات ثنائية تخص المجال الديني مع العديد من البلدان منها المغرب من أجل تنظيم شؤون الاسلام. لكن المفاجأة الكبرى بهذا القرار، وهذا الاستبعاد للجمعيات الممثلة للإسلام بفرنسا و"التحالف مع الإسلام القنصلي الجزائري".
رد رئيس المجلسي الفرنسي لديانة الاسلامية محمد المساوي لم يتأخر وقال لأحد القنوات ألفرنسية ردا على تصريح الوزير " ان قرار دارمانان يثير الاستغراب ولم يسبقه أي أنظار، وهي تصريحات خطيرة جدا والذي تحدث فيها عن قطيعة مع مؤسسة من حجم المجلس الفرنسي لديانة الاسلامية" كما عبر رئيس المجلس عن استغرابه من هذا الموقف خاصة ان المجلس مازال هو المحاور لمختلف المؤسسات الجمهورية."
جيرالد دارمانان برر قراراه بهذه القطيعة بتردد بعض المنظمات المشكلة للمجلس في التوقيع على ميثاق قيم الجمهورية، الذي يرغب فيه الرئيس إيمانويل ماكرون، وهو يقصد جمعيتين تركيتين رفضتا التوقيع. وبرر هذه الاختيارات حسب الوزير " بإرادة رئيس الجمهورية لوضع حد لما يعرف باسم "الإسلام القنصلي" الذي يروج له "الأئمة الجزائريون المنتدبون".
وأضاف المساوي ان المجلس الفرنسي لديانة الاسلامية هو مؤسسة قائمة على القانون الفرنسي ولها تمثيلية وطنية ومحلية تتشكل من 25 مجلس جهوي ولها مئات المساجد التابعة لها ولا يمكن هكذا اعلان القطيعة معها بدون أي سابق اندرا أو أزمة.
وحول حديث الوزير عن الاسلام ألقنصلي، قال محمد الموساوي ان الامر غير صحيح، هذه جمعيات فرنسية ويحكمها قانون فرنسي، ولا يمكن الحديث عن اسلام قنصلي، التعاون مع بلدان مثل المغرب يتم في إطار اتفاقات تجمع بين الدول. وقال رئيس مجلس الفرنسي لديانة الاسلامية، انه يحتمل ان هناك دعم لوزير الداخلية لعميد مسجد باريس وللجزائر. هذا الاخير الذي التقى بالوزير، وقام بجولة في الجزائر وقدم تصريحات خطيرة، يقصد شمس الدين حفيظ، عميد مسجد باريس. ومؤخرا، ماذا يفعل هذا "العميد" لقد تم استقباله بضجة كبيرة في الجزائر العاصمة من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون". والذي قال في تصريح له بالجزائر بأنه سوف يقوم بتطبيق ورقة سير حول اسلام فرنسا كلفه بها وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، وسيعبئ الجالية الجزائرية على الصعيد السياسي عشية الانتخابات الرئاسية لعام 2022
واستغرب محمد موساوي ان السلطات الفرنسية لم تتدخل لتنبيه عميد باريس لأنه لا يحترم ميثاق الاسلام الفرنسي الذي وقع مع باقي المكونات الممثلة للإسلام بفرنسا.
هذه السلوكات من عميد مسجد باريس الذي يمثل الاسلام الجزائري الرسمي بفرنسا، لم تثر أي ازعاج لوزير الداخلية الفرنسي جيرار درمنان، مما يجعل الخلفية الانتخابية هي التفسير الاكثر واقعية لهذأ الموقف.
الوزارة الوصية هي حاضرة في هذه القرارات المرتبكة والتي تتعارض مع الميثاق الذي وضعته الجمهورية للإسلام الفرنسي والذي طالب به من رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، الذي اراد ادخال اصلاحات على الاسلام الفرنسي في مجال التنظيم والتمثيلية دون أن يتمكن من ذلك حتى الان، لكن يبدو ان اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية في اقل من أربعة أشهر هي ما يبرر هذه التناقضات في المواقف في التعامل مع ممثلي المجلس الفرنسي لديانة الاسلامية.