السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

مذكرات امحمد التوزاني: تفاصيل اللقاء الأول بالزعيم الأممي المهدي بنبركة (الحلقة 1) 

مذكرات امحمد التوزاني: تفاصيل اللقاء الأول بالزعيم الأممي المهدي بنبركة (الحلقة 1)  امحمد التوزاني (يمينا) والراحل المهدي بن بركة

المناضل امحمد التوزاني.. سليل حركة التحرر المغاربية والعربية من مواليد سنة 1938 بتازة، حمل في المنفى 13 اسما حركيا من بينه صديق غسان كنفاني، رفيق درب الفقيه البصري، ناضل بمعية وتحت قيادة الشهيد المهدي بنبركة وعبد الرحمان اليوسفي ومحمد باهي، وغيرهم..

التحق بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية في مرحلة التأسيس وتكلف ضمن اللجنة التنظيمية للمؤتمر بالجانب التنظيمي واللوجستيكي إلى جانب المرحوم مصطفى القرشاوي وفاصل الناصري وأحمد الخراص.

التقى أول مرة بالشهيد المهدي بنبركة عام 1962 حين كلف بمهمة استقباله بفاس والذهاب به إلى تاهلة ليؤطر تجمعا جماهيريا كان قد هيأ له الفرع الحزبي هناك.

ساهم في تأسيس حركة الاختيار الثوري بعد انتقاله إلى باريس إلى جانب عبد الغني بوستة السرايري وأحمد الطالبي المسعودي رغم كفره بمغامرات قائده ومثله الأعلى محمد الفقيه البصري..

"أنفاس بريس" تشرع في نشر مذكرات المناضل امحمد التوزاني، والتي تسلط الضوء على حقبة مهمة من تاريخ المغرب السياسي...

 

+ أهلا بك السي امحمد التوزاني.. بداية إلى أي العوائل ينتمي السي امحمد؟

- أنا من عائلة معروفة بتازة لها مكانتها في المجتمع المحلي، وأفراد العائلة ينتمون للفئات الميسورة في المجتمع. الوالد محمد بن امحمد التوزاني فلاح يملك بضع هكتارات يحرثها بمساعدة من كانوا يسمون الخماسة والرباعة، والوالدة هي زهور بنت إدريس الواضلي القادري الذي كان له مكتب عدلي بفاس.

عدد الإخوة خمسة أختين و ثلاثة إخوة، مهنيا كلهم أطر من مستوى جيد، أما الأبناء فهما إتنان، ولد و بنت ولدا بفرنسا و بها يعيشان إلى اليوم، و زوجتي هي ابنة المقاوم أحمد المالكي الملقب ب جحا.

 

+ ماذا عن مسقط رأس السي امحمد وطفولته؟

- تلقيت تربية محافظة من والدي، بحيث أن الطفل يجب أن يكون طيعا أمام والديه وأعمامه و أن لا يناقش قراراتهم وأوامرهم، كنا لا نخرج من البيت إلا للصلاة والدراسة وقضاء أغراض العائلة، لقد كنت أستيقظ صباحا لصلاة الفجر في سن مبكر، وما يلزم ذلك من وضوء في منطقة تتميز ببرودتها القاسية في فصل الشتاء.

التحقت بالمسيد (الكتاب )الذي كنا نذهب له بعد صلاة الصبح ونستمر به إلى غاية العصر باستثناء يوم الجمعة.

بالمسيد كانت الحصيلة إيجابية، وهي حفظ القرآن الكريم بكامله وألفية بن مالك ولامية الأفعال ومتن بن عاشر في الفقه المالكي وغير ذلك.

 

+ وبعد مرحلة التربية والتكوين في لمسيد إلى أين كانت الوجهة؟

- في سنة 1947 أخذنا الوالد إلى جامعة القرويين أنا وأخي محمد وابن خال الوالد، ويعود الفضل في تسهيل إجراءات التسجيل والسكن بالقرويين لعمي الحامل للشهادة العالمية وللسيد محمد المجزري وهو فاسي ينتمي للعائلة.

 

+ كيف مرت مرحلة الدراسة بالقرويين؟

- درست أربع سنوات بجامعة الرصيف التابعة للقرويين كسنوات إعدادية للالتحاق بالسلك الأعلى، ثم ست سنوات لنيل شهادة الباكالوريا، وكان رئيسها آنذاك الأستاذ الطايع بلحاج .

 

+آنذاك كان نيل شهادة "لبروفي" يعتبر إنجازا مهما، فما هي الخطوة التي أقدمت عليها بعد حصولك على الباكالوريا؟

- بعد أن نلنا شهادة الباكالوريا أنا وأخي محمد وابن خال الوالد تفرقت بنا السبل، وبالنسبة لي اخترت الالتحاق بدار المعلمين العراقية بفاس بموافقة من وزارة التربية الوطنية المغربية حيث درست سنتين،  وبعد ذلك سجلت في المعهد العراقي في سلك التعليم الإعدادي، لكن في انتظار المناداة علينا لإتمام دراستنا لعامين أخريين مارست مهامي كمعلم بتازة في الموسم الدراسي 60/61 بمدرسة (كانكودير/....)

 

+ بعد دراستك لسنتين بالمعهد العراقي العالي لتخريج أساتذة التعليم الإعدادي في تخصص الاجتماعيات وبدل التحاقك بالعمل للتدريس تم اعتقالك، كيف حصل ذلك؟

- في صيف 1963 عدت إلى تازة لقضاء العطلة، وفي انتظار التعيين للالتحاق بمقر عملي الجديد كنت أنفذ قرارا حزبيا الاتحاد الوطني للقوات الشعبية حيث كنا نعبأ للانتخابات الجماعية، وأثناء تناولي للكلمة باسم فرع الحزب بتازة بسوق الثلاثاء بأكنول تم اعتقالي من طرف قائد الدائرة النقيب محمد اعبابو وكاتبه عصمان وذلك يوم 13 يوليوز 1963.

 

+ متى التحق السي امحمد التوزاني بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية؟

- التحقت في مرحلة التأسيس، وقد تكلفت ضمن اللجنة التنظيمية للمؤتمر بالجانب التنظيمي واللوجستيكي مع كل من المرحوم مصطفى القرشاوي وفاصل الناصري وأحمد الخراص .

 

+ متى التقيت أول مرة بالشهيد المهدي بنبركة؟

- كان ذلك سنة 1962 حينما كلفني أحمد بنقليلو بالذهاب إلى فاس لاستقبال المهدي بنبركة في محطة ستيام والذهاب به إلى تاهلة ليؤطر تجمعا جماهيريا، كان قد هيأ له الفرع الحزبي هناك، وبمبادرة مني ذهبت إلى تاهلة واستطلعت الأمر وسألت المناضلين عن سير الاستعدادات، غير أنهم قالوا لي وبالرغم من جاهزيتهم للنشاط أنهم يفضلون عدم قدوم المهدي خوفا عليه من الاغتيال لأنهم شاهدوا الدكتور الخطيب بالمنطقة بمعية مجموعة من أفراد الدرك الملكي ومعهم عناصر مشبوهة.

بعد التقصي ذهبت إلى فاس في الموعد بسيارة الوالد واستقبلت المهدي، أخذنا فطورنا في أحد المقاهي، وأخبرته برأي الإخوة في تاهلة بخصوص ذهابه إلى هناك، لكن بنبركة أصر أن نأخذ الطريق إلى تاهلة، وبعد أن قطعنا مسافة 15 أو 20 كيلومتر من الطريق طلب مني العودة به إلى حيث أخذته خصوصا، وأنه مازال يعاني من الكسر الذي أصيب به في محاولة الاغتيال الأولى بوادي يكم بالصخيرات، وكان لايزال يرتدي في عنقه " الحزام الواقي".