الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد العزيز رزنارة: كلنا في "شهادة الزور".... عرب

عبد العزيز رزنارة: كلنا في "شهادة الزور".... عرب عبد العزيز رزنارة
لم أكن أتوقع أن هناك في عالمنا العربي من ينافسنا في هذه المهنة التي لا يعرفها البعض منا. إنها مهنة "شاهد زور" أو كما يقول إخواننا المصريون "شاهد ما شافش حاجة". 

الكثيرون من سكان الدارالبيضاء، ومدنا أخرى بكل تأكيد، يعرفون أن هناك أشخاصا يتواجدون حوالي المحاكم ومكاتب العدول حيث يتم تحرير العقود والتوكيلات والمصادقة عليها. ولأن أغلب هذه المعاملات تحتاج إلى شهود للمصادقة عليها، فإن هناك من يعرض الشهادة دون أن يعرف حتى محتوى ما سيشهد به أو عليه. وتوجد بحي الأحباس بالدارالبيضاء حديقة مقابلة للمحكمة الشرعية ومكاتب العدول ومسجد الأحباس يجتمع فيها هؤلاء "الشهود" لأداء المهمة مقابل دراهم معدودة. 
إلا أنني فوجئت بأنه في مصر طوروا المسألة بشكل احترافي وعلني وأنشاوا لهم استراحة ومقهى كتبوا على بابه "استراحة شهود الزور" هكذا وبدون مواربة أو حياء. 

لا أدري إذا كان الأمر فعلا يتعلق بشهود الزور فعلا كما هو الحال لدينا أم أن التسمية لها تفسير آخر. 
في انتظار أن ينيرنا أحد الأصدقاء من مصر حول الموضوع، لا نملك إلا أن نعترف لمصر والمصريين بالريادة في مثل هذه القفشات والنكث التي يجب المحافظة عليها وتسجيلها كجزء من التراث اللامادي..... أو المادي إذا كانت الشهادة فعلا بمقابل.