الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

الفنان عاطر يفضح المرشحين بأغنية "اَلنَّائِبْ اَلْغَالِي وَلَّا دُومَالِي" (مع فيديو)

الفنان عاطر يفضح المرشحين بأغنية "اَلنَّائِبْ اَلْغَالِي وَلَّا دُومَالِي" (مع فيديو)
لم يدفن الفنان الكوميدي الساخر محمد عاطر رأسه في الرمل مثل النعامة حتى تمر عاصفة الانتخابات بما لها وعليها كما فعل من يدعون أنهم فنانو الشعب، بل أنه تعاطى مع لحظة استحقاقات 8 شتنبر 2021، بمسؤولية الفنان الذي اختار بقناعة أن ينحاز لطبقته، و أن يدافع ويترافع عن تخليق الحياة العامة، ويسجل موقف ونبض الشارع، مستعملا إبداعه الفني والموسيقي والغنائي ليمرر رسالته بكل مسؤولية، ويفضح سلوك النائب البرلماني في القبة، ويسقط قناع ممارسات المرشح بمختلف مواقع المسؤوليات بالمؤسسات المنتخبة.
لقد اختار الفنان محمد عاطر أن يوظف كلمات من قاموسنا السياسي المغربي ويمرر موقفه من خلال إبداع جديد قدمه لجمهور الناخبين (ات) بمناسبة الإنتخابات، محافظا على إيقاع وموسيقى أغنية شعبية متداولة بين مختلف فئات المجتمع، حيث رود معاني القطعة الغنائية بكلمات ذات حمولة مباشرة تناسب اللحظة التاريخية التي ينتظرها المراقبون والمهتمون بالشأن الوطني لإفراز مؤسسات تمثيلية ذات مصداقية ومشروعية منتخبين صادقين ومخلصين وملتزمين بوعودهم الانتخابية وبرامجهم التعاقدية مع المواطنات والمواطنين، ويحترمون لونهم السياسي، تميزهم الكفاءة والجدية والإلتزام والإنضباط.
وقد كان لي شرف سماع كلمات أغنية محمد عاطر قبل تسجيلها و وضعها على منصة اليوتوب وتوزيعها بين الأصدقاء والمتتبعين للأعمال الفنية لصاحب برنامج ريحة الدوار الذي يحظى بسمعة طيبة في أوساط المجتمع المغربي وخصوصا بعالمنا القروي.
تقول الكلمات التي أبدعها الفنان محمد عاطر لتناسب أغنية المرشح/النائب:
"اَلنَّائِبْ اَلِّلي صَوَّتْنَا عْلِيهْ يَا حَسْرَةْ
وَغْبَرْ بِخَطْرَةْ
سِيرْ صَوْتَكْ خَلِّيهْ عْطِيهْ لِلنَّزِيهْ يَا ﯕَلْبِي
اَلنَّائِبْ اَلِّلي اخْتَارُوا ﯕَلْبِي يَا حَسْرَةْ
بَاعْ فِينَا وَشْرَا
سِيرْ صَوْتَكْ خَلِّيهْ رَاهْ خْسَارَةْ فِيهْ يَا ﯕَلْبِي
اَلنَّائِبْ اَلْغَالِي، وَلَّا دُومَالِي
وَادْخَلْ اَلْقُبَّةْ، وَاجْمَعْ اَلْحَبَّةْ
سِيرْ عَيَّطْ عْلِيهْ تَلْقَاهْ طَافِيهْ يَا ﯕَلْبِي
اَلنَّائِبْ دْيَالِي، مَبْقَاشْ مْسَالِي
يَاوْ دَارْ اَلْفِيلَّا، وَ الطُّومُوبِيلَا
سِيرْ قَلَّبْ عْلِيهْ لَا أَنْتَ لَقَيْتِيهْ يَا ﯕَلْبِي
اَلنَّائِبْ اَلِّلي نْصَوَّتْ عْلِيهْ هَاذْ اَلْخَطْرَةْ
بِالْمَعْقُولْ لَابَسْ اَلْعَشْرَةْ
صَوْتِي نَعْطِيهْ، نَعْطِيهْ لِلنَّزِيهْ يَا ﯕَلْبِي"
لقد اشتغل الفنان السي محمد عاطر دون تصنع بأسلوبه البسيط والمميز بالسهل الممتنع، الذي ينفذ لعمق أحاسيس المتلقي/الجمهور، بلكنة صوته ولحنه البدوي، وجعله يتفاعل مع المضمون والمعنى دون عناء، بحكم أن المواطن (ة) المغربي يعرف جيدا طينة المرشحين الذين حولوا المؤسسات المنتخبة كبقرة حلوب، (اَلنَّائِبْ دْيَالِي، مَبْقَاشْ مْسَالْي، يَاوْ دَارْ اَلْفِيلَّا وَالطُّومُوبِيلَا...) ولم يعد يظهر له أثرهم في الوجود وتركوا الناخبين دون تحقيق وعودهم والترافع عن آمالهم وانتظاراتهم.
عمل فني رائع، يحتاجه المواطن المغربي لينعش ويسترجع ذاكرته في علاقة مع التراجعات الخطيرة التي عرفتها كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية منذ عقد من الزمن، لتنضاف إليها مآسي اجتماعية أكثر فظاعة في زمن كورونا وجائحتها التي فرخت جوائح عبارة عن كائنات انتخابية تغير معاطفها وأقنعتها كلما حلت مناسبة انتخابية.
الفنان محمد عاطر سلط الضوء بأغنية " اَلنَّائِبْ اَلِّلي صَوَّتْنَا عْلِيهْ يَا حَسْرَةْ...وَغْبَرْ بِخَطْرَةْ"، رفقة مجموعة الفنان الشعبي "هريمو"، على الإنتهازيين والوصوليين من النواب والمرشحين الذين حولوا كراسي المسؤولية إلى وظائف للنفخ في حساباتهم البنكية والعيش في بحبوحة الريع والإستثمار في العقارات والصفقات بعد تجربتهم الإنتدابية السيئة الذكر. لكنه يخلص في ختام الأغنية إلى الموقف المنتصر للنزاهة والوضوح والمعقول بقوله: "اَلنَّائِبْ اَلِّلي نْصَوَّتْ عْلِيهْ هَاذْ اَلْخَطْرَةْ، بِالْمَعْقُولْ لَابَسْ اَلْعَشْرَةْ، صَوْتِي نَعْطِيهْ، نَعْطِيهْ لِلنَّزِيهْ يَا ﯕَلْبِي". ليؤكد بأن الصوت الإنتخابي يجب أن يمنح للنائب/المرشح النزيه.
شكرا الفنان الكوميدي الساخر محمد عاطر على تفاعلك الفني مع نبضات الشارع المغربي، وانتظارات المواطنات والمواطنين الذين يحبون الوطن ويتطلعون لغد أفضل، ويهبون للمساهمة في صناعة لحظات الأمل والفرح حينما تدق ساعة قول الحقيقة والإدلاء بصوت النزاهة لمن يستحق في زمن التمييع و الرداءة والسخافة.