الجمعة 26 إبريل 2024
فن وثقافة

الحاج يونس.. قاوم إن الصبح لناظره لقريب!!

الحاج يونس.. قاوم إن الصبح لناظره لقريب!! بالشفاء العاجل للفنان الحاج يونس ليعود إلى عوده وعشاق عزفه

كان لابد أن أقول كلمة عابرة في حق الفنان "الرّقيق" الحاج يونس وهو يصارع وباء كوفيد 19. أول مرة أكتب عن الحاج يونس دفاعا عنه من هجمة مرتدة وشرسة من نجمة مشهورة، لم تكن مشهورة حين انتشلها الحاج يونس من قعر النسيان. إلى اليوم أعتبرها شخصيا نجمة خابية وخافتة!!

 

الحاج يونس قدم نفسه قربانا للعشرات من المشاهير. حين تقف أمامه يشعرك بعطف أبوي غريب، كأنه يعرفك من زمن بعيد.

 

تواضع الحاج يونس وطباعه المغربية الأصيلة هي التي جعلته شجرة أركان نادرة عرضة ليتسلقها الآخرون.

 

أجمل ما فيه ابتسامته وبساطته وتلقائيته. ورث عنه هذه الخصال ابنه طارق يونس الذي تربطني به صداقة شخصية. الابن نسخة كاربونية عن الوالد. شموخ وعزة نفس وإيثار وبساطة وتواضع.

 

لن أتحدث هنا عن أعمال الحاج يونس، سفير آلة العود في مختلف أقطار العالم. أتحدث فقط عن الحاج يونس الإنسان، المواطن المغربي البسيط.

 

تحدثت معه أول مرة عبر الهاتف بعد ردي على "النجمة" التي تنكرت للتاريخ ونهشت اليد التي انتشلتها من قعر النسيان. متأثرا يشكرني على ما كتبته كأنه اعتراف أو ردّ دين، كأنّي شاهد إثبات ضد جريمة لم يقترفها الحاج يونس، وأنا الذي قدمت دليل براءته للمحكمة.

 

تصلني عبر سماعة الهاتف كلماته الدافقة والدافئة. يشكرُني على شهادة اعتراف.. لا أريده أن يشكرني، بل أنا من يشكره على ما قدّمه، والوجوه التي تنكرت له، لكن لكل بداية فنية ذاكرة تزيل كل المساحيق والأتربة العالقة.

 

كان لابد لي أن أقدم شيئا للحاج يونس في محنته الصحية، ولو كلمة شكر، واعتراف بأنه قامة فنية كبيرة، وشجرة أركَان نادرة وأصيلة من تربة هذا الوطن.

 

الحاج يونس يعلمك كيف تنحني ولو كنتَ شجرة تعانق عنان السماء.

 

الحاج يونس وهو يقاوم الوباء الخبيث يحتاج منا الدعاء في سجودنا وليس النسيان.

 

قاوم إن الصبح لناظره لقريب!!!!