الجمعة 3 مايو 2024
سياسة

ع.الكريم سفير: هذه وصفتي للحد من ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية

ع.الكريم سفير: هذه وصفتي للحد من ظاهرة العنف داخل المؤسسات التعليمية

على هامش حادث ورززات.  قال رئيس الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة الأستاذ عبد الكريم سفير في حواره مع جريدة " أنفاس بريس أن "اعتقال مرتكبي العنف يدخل في صميم تفعيل القانون، لكني لا أعتبره سيحل المشكلة لأن جذورها تمتد عميقا في المجتمع، وتتطلب تكاثف مجهودات كل الفاعلين في الحقل الأسري، المدرسي والإعلامي والمدني والسياسي".

++ كيف تقرأ تنامي ظاهرة العنف ضد الاساتذة بالمؤسسات التعليمية ؟

ظاهرة العنف المدرسي ليست ظاهرة جديدة، فقط أننا صرنا  اليوم نعيش في ظل مجتمع التواصل والمواقع الإجتماعية التي أخرجت هذا الموضوع من السرية إلى العلنية.  أما عن أسبابها فيمكن أن نرجعها عامة إلى انتشار العنف في كل مستويات الوجود الإجتماعي. وهو مرتبط بتخلي عدد من الأطر الإجتماعية عن مهامها التربوية من الأسرة والمدرسة والإعلام والمجتمع المدني والتأطير السياسي، إضافة إلى تفشي ظاهرة المخدرات في أوساط الشباب وغياب أي استراتيجية لمحاربتها.

++ هل اعتقال تلميذ جانح سيحد من الظاهرة ؟

اعتقال مرتكبي العنف يدخل في صميم تفعيل القانون، لكني لا أعتبره سيحل المشكلة لأن جذورها تمتد عميقا في المجتمع تتطلب تكاثف مجهودات كل الفاعلين في الحقل الأسري، المدرسي والإعلامي والمدني والسياسي. واستغلال ظاهرة العنف يمتد اليوم من العنف ضد الأصول/الأسرة إلى العنف ضد عامة المواطنين في الشارع. إلى العنف ضد رجال الأمن. كما ترتبط هذه الظاهرة بانسداد الآفاق أمام الشباب واستفحال الأمية والبطالة والفقر والهشاشة. كما أن المؤسسة السجنية لم تعد تقوم بدورها التربوي والتكويني والتقويمي والذي يفسر  بظاهرة العود إلى الجريمة بعد قضاء العفوية السجنية.

++ هناك 8 ملايين تلميذ ولا يمكن أن نسفه هذا العدد كله من خلال تحميلهم مسؤولية العنف. ألا تعتقد أن لبعض الأساتذة يد في هذه الظاهرة ؟

+ لا يمكن رد ظاهرة العنف المدرسي إلى المدرسين وكل من يميل إلى هذا الكلام فهو يجهل ملابسات العملية التربوية وتعقيداتها البيداغوجية والإكراهات التي تواجه المدرس وهو يقوم بواجبه المهني. فإذا كان أب لا يقوى على تربية طفل أو طفلين فعليه أن يتصور أستاذا أمام أكثر من 400 تلميذ وتلميذة في غالبيتهم غير مهتمين بالتحصيل الدراسي، وكل همهم هو أن يجعلوا من الأستاذ أو الأستاذة أضحوكة وهو ملزم بإنجاز برنامج دراسي طويل في زمن قياسي. لا ننسى أن تلاميذ اليوم ليسوا ملائكة بل يعمدون إلى استفزاز المدرسين بشتى الطرق. وعوض أن يطالبوا المدرس بإنجاز الدرس فهم يفرحون لخلق المشاكل حتى تمر الحصة. وهذا السلوك يعبر عن اشمئزازهم من المدرسة التي تستهلك وقتهم دون فائدة، إذ لا تطالبهم  في الإمتحانات بالتفكير وإعمال العقل، بل فقط بالحفظ والإستظهار مما يشجع الغش وانتقاء الحاجة إلى المدرس والدرس. كما أن حاجتهم لم تعد إلى المعرفة والتعلم بل فقط إلى النقطة وفي هذا يتساوى التلميذ والأسرة.