Friday 4 July 2025
سياسة

عبد الوهاب دبيش: المقاربة القانونية والحقوقية لقضية الصحراء لا يمكن أن تلغي أصلها التاريخي

عبد الوهاب دبيش: المقاربة القانونية والحقوقية لقضية الصحراء لا يمكن أن تلغي أصلها التاريخي

في تعليق له على ما حمله الخطاب الملكي، ليوم أمس الاثنين 6 نونبر 2017، بمناسبة الذكرى 42 لانطلاق المسيرة الخضراء، تطرق الأستاذ الجامعي عبد الوهاب دبيش لمجموعة نقاط أساسية في ملف قضية الصحراء المغربية، وخاصة تلك المتعلقة بالشق التاريخي استنادا إلى ما أشار له الملك وهو يتحدث عن خطاب جده الراحل محمد الخامس بمحاميد الغزلان. وفيما يلي نص تدوينة عبد الوهاب الدبيش:

"أعاد الخطاب الملكي، يوم أمس الاثنين 6 نونبر 2017، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لحدث المسيرة إلى الواجهة المقاربة التاريخية للقضية.. إذ أن تذكير العاهل العالم، والمغاربة على وجه الخصوص، بأن القضية يجب أن تعود إلى أصلها بتذكر خطاب محاميد الغزلان الذي ألقاه الراحل المجاهد محمد الخامس فيه نوع من الإصرار على أن المقاربة القانونية والحقوقية لا يمكن أن تلغي بشكل من الأشكال الأصل التاريخي الذي به انطلقت القضية عندما تقدم المغرب بطلب الحسم لدى محكمة لاهاي في سنوات السبعينيات.

فكل أو جل المؤرخين كانوا يطرحون سؤال غياب التاريخ في معالجة المشكل. التاريخ الذي أراد به الخصوم طمس هوية الانتماء إلى المغرب بحكم خصوصية الثقافة واللغة المتداولة بالأقاليم الجنوبية. صحيح أن هذه الخصوصية أعطت مجتمع البيضان الذي لا يشمل فقط الأقاليم الجنوبية للمملكة، ولكن يمتد إلى موريتانيا والمرتبط بقضية لا يجب للمنتظم الدولي أن يتخذها شماعة يعلق عليها خطاب الانفصال لأنها قضية تتعلق بممارسة عبودية نبذتها البشرية منذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إبان الثورة الفرنسية.

وعودة الطرح التاريخي تسائل الجيران وتسائل الدولة الجارة بالأساس. فالقضية بهذا المعنى لا تشمل جزءا يسيرا من رمال الصحراء، ولكنها تطرح قضية التراب الصحراوي المغربي ككل، سواء تعلق الأمر بما لدينا أو ما يوجد تحت مراقبة الأوليغارشيا العسكرية الحاكمة في الجزائر.

إن أقاليم توات وعائلة النواتي موجودة بفاس وبغيرها من المناطق المغربية وعائلة الفردوسي المنتمية لإقليم القتادية وعائلة الكورارى المنتمية لإقليم كورارة، كلها أسماء لأعلام بشرية تجد أصولها في العمق الصحراوي المحتل من قبل الجزائر.

ويبقى السؤال الجوهري الذي سيؤرخ حكام قصر المرادية، هو ماذا كانت تمثل إيالة الجزائر ترابيا حين احتلها الفرنسيون بداية ثلاثينيات القرن التاسع عشر؟ أكيد أن الأرشيف الفرنسي يملك الإجابة الشافية التي ترضي فضول المجتمع الدولي حقوقيا وقانونيا وتاريخيا. وليذهب مناصرو الانفصال إلى جهنم.".