Monday 14 July 2025
مجتمع

لماذا لا تحول وزارة الصحة مستشفى للاحسناء باليوسفية إلى محطة طرقية؟

لماذا لا تحول وزارة الصحة مستشفى للاحسناء باليوسفية إلى محطة طرقية؟

"في مصلحة التخطيط التربوي المرتبط بالنمو الديمغرافي ترتكز الأطر المهندسة في التخطيط على إحداث مؤسسات تعليمية مستقبلية على إحصائيات عدد الولادات التي تستقبلها المستشفيات ومصالح الحالة المدنية التي تتلقى التصريحات بحسب دائرة نفوذ المستشفى"، يقول أحد الأطر التعليمية الذي يستغرب لارتفاع أرقام توجيه النساء الحوامل من مستشفى للاحسناء بمدينة اليوسفية منذ إحداثه، صوب مستشفيات مراكش أو أسفي العمومية. وأضاف في حديثه لـ "أنفاس بريس" قائلا: "لماذا لا يحولون مستشفى للاحسناء إلى محطة طرقية، أفضل من إلصاق تهمة تقديم خدمات طبية وعلاجية لساكنة إقليم اليوسفية؟".

أسباب نزول هذا الكلام لها ما يبررها مجددا في قضية توجيه الحوامل إلى مراكش وأسفي، حيث عرف مستشفى للاحسناء ليلة السبت 04 نونبر 2017 توجيه ثلاث حالات ولادة متفرقة اثنتان صوب أسفي وواحدة نحو مراكش. وفي هذا السياق أكد (ع/ص) أن المولدة بذات المستشفى رفضت استقبال زوجة أخيه التي باغتها المخاض على الساعة الواحدة ليلا، ولم تحمل نفسها عناء فحصها، رغم أنها أكدت للقابلة/ المولدة أن توقيت وضعها قد حان تبعا لاستشارة طبيبها الخاص ووفق معلومات ملفها الطبي الذي تحمله معها قصد الإفادة. وأضاف (ع/ص) الغريب في الأمر أن جواب المولدة كان صادما، حيث قالت بسخرية "إيوا سيري عند الطبيب اللي كنت متبعة معاه"، حسب قوله.

لم ترد عائلة (ع/ص) اتخاذ قرار سريع حتى لا تتعرض زوجة ابنهم لما لا يحمد عقباه، واختارت التوجه على عجل لمستشفى محمد الخامس بمدينة أسفي، حيث تمت الولادة بعملية قيصرية، ومرت الأمور بسلام، كما اطمأنت العائلة على حالة سيدة أخرى تم توجيهها من اليوسفية صوب أسفي كذلك.

هذا الملف الذي حول حياة العديد من العائلات إلى جحيم حقيقي بعد وفاة زوجات أبنائهم في الطريق على متن سيارات الإسعاف بحثا عن قاعة توليد تضمن كرامتهم الإنسانية، (هذا الملف) يسائل حكومة سعد الدين العثماني ووزير الصحة، ويطرح عدة علامات استفهام حول أسباب عدم التفاعل مع مطالب ساكنة إقليم اليوسفية التي تقتنص الموت نسائها كلما تعلق الأمر بحالة ولادة من أوساط الفئات المعوزة والهشة التي لا تتحمل تكاليف ومصاريف التنقل من مستشفى للاحسناء صوب مستشفيات آسفي ومراكش.

فهل نذكر وزارة الصحة بآخر حالة تغمدها الله برحمته، والتي وافتها المنية في الطريق نحو مدينة مراكش خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر؟