Sunday 13 July 2025
مجتمع

خروج تلميذتين من الداخلية: قضية ثانوية ابن رشد بوزان لم تبح بعد بكل أسرارها

خروج تلميذتين من الداخلية: قضية ثانوية ابن رشد بوزان لم تبح بعد بكل أسرارها

لا تكاد الثانوية التأهيلية ابن رشد بمركز جماعة أسجن الترابية الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة إقليم وزان، (لا تكاد) تنهض من كبوة حتى تسقط في أخرى. فبعد أن سجلت نهاية الموسم الدراسي الفارط أدنى نسبة في عدد التلاميذ الذين استطاعوا تجاوز عقبة امتحان الباكالوريا بإقليم وزان، مما جعل الأضواء الكاشفة تسلط عليها، ها هي قضية جديدة تعيدها اليوم إلى الواجهة..... قضية لم تبح بعد بكل أسرارها نظرا للملابسات المحيطة بها، ونظرا كذلك للطريقة التي انتهجها إلى حدود الساعة كل من يوجد معها في علاقة تماس لمعالجة آثارها السلبية، التي لا محالة بأن هذه الآثار سينتج عنها المزيد من تضييق مساحة  الثقة في المدرسة العمومية، وفي الغاية النبيلة من توفير الدولة للأقسام الداخلية الخاصة بالتلميذات، غاية يمكن تلخيصها في محاربة آفة الهدر المدرسي، وضمان الحق في التعليم الثانوي بشقيه للتلميذات اللواتي عانين من كل أشكال الإقصاء.

المعطيات التي تسربت يوم السبت 4 نونبر 2017 من اجتماع لمجلس القسم، المنعقد بغاية اتخاذ إجراء تأديبي في حق تلميذتين تتابعان دراستيهما بالسنة الثانية باكالوريا، تفيد بأن القضية شائكة وأكبر مما ينسب لتلميذتين من المفروض أن يوفر لهما القسم الداخلي الحماية، وأن السعي الحثيث وراء تحميلهما ما حدث لا تفسير له غير خندقته في محاولة للالتفاف على جوهر قضية هزت أركان المؤسسة التعليمية، وزعزعت الثقة في رسالتها التربوية.

التفاصيل التي فيها يظهر الشيطان نجدها حسب مصادر الجريدة المتعددة، في قضاء التلميذتين المذكورتين ليلتهما خارج جناح النوم بالقسم الداخلي التابع للمؤسسة التعليمية المذكورة، وهو ما يتنافى والمذكرات الوزارية المنظمة لتدبير الأقسام الداخلية. وتشدد نفس المصادر على أن مغادرتهما (التلميذتين) في سيارة ربضت بالقرب من مدخل الثانوية في آخر ساعة من الليل، لم تجر من دون علم إطار تربوي يشرف على إدارة مرافق القسم الداخلي، بل إن العملية تمت بموافقته وبمرافقته إلى مقصديهما الذي تضاربت حوله الأقاويل.... الترخيص للتلميذتين بمغادرة مقر إقامتهما في جنح الظلام، والسماح لهما بامتطاء سيارة خاصة، تصرف يصنف ضمن الأخطاء الادارية القاتلة، واخلال بالمسؤولية التي تحددها المذكرات الوزارية لإدارة مرفق القسم الداخلي .

الرأي العام الذي يتابع القضية، يطالب كخطوة أولى بالتراجع عن الاجراء التأديبي المتخذ في حق التلميذتين رغم أنه كان خفيفا، لأن القضية بتفاصيلها الأولى أكبر من ذلك، وفي الآن نفسه ينتظر ما سوف تعلن عنه  المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان من خطوات استباقية تطمئن أمهات وآباء التلميذات المقيمات بالقسم الداخلي المذكور، في انتظار ما سيحمله التقصي المحايد والموضوعي الذي يجب أن يفتح  حول القضية، على أن تعلن تفاصيله كاملة أمام الرأي العام .

وفي انتظار ما سوف يطمئن القلوب، فإن أمهات وآباء تلميذات مقيمات بالأقسام الداخلية، التقت بهم "أنفاس بريس"، يناشدون المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بوزان العمل على تعزيز الأقسام الداخلية المختلطة وتدير شأنها أطر تربوية ذكورية، بأن يسند مهمة التواصل مع جناح التلميذات لإطار تربوي نسائي يساعد الحارس العام، تجنبا للكثير من التأويلات السلبية المنظومة في غنى عنها .