Monday 12 May 2025
فن وثقافة

رشيد أيلال، مؤلف كتاب «صحيح البخاري.. نهاية أسطورة».. الجهات التي هاجمتني جعلت من «خرافة» البخاري شخصية أسطورية

رشيد أيلال، مؤلف كتاب «صحيح البخاري.. نهاية أسطورة».. الجهات التي هاجمتني جعلت من «خرافة» البخاري شخصية أسطورية

يبدي رشيد أيلال امتعاضه من ما يصفه بـ«الهجوم الشرس» الذي يتلقاه منذ صدور كتابه «صحيح البخاري.. نهاية أسطورة»، مشيرا إلى أن الجهات التي تقف وراء هذا الهجوم تنتمي للتيار الوهابي، علما بأن هؤلاء لم يقرؤوا الكتاب. كما يتوقف عند التهجم الذي تعرض له من قبل الشيخ مصطفى بنحمزة الذي عرض 10 ملايين على من يؤلف كتابا مناقضا لمضامين كتابه.

 

* في أي سياق تدخل التهديدات التي تلقيتها مؤخرا، على تعود الى إصدارك لكتاب «صحيح البخاري.. نهاية أسطورة» أم هناك أسباب أخرى؟
- بطبيعة الحال فهذه التهديدات مرتبطة بإصداري لكتاب «صحيح البخاري..نهاية أسطورة»، علما أن التعليقات التي كانت تحمل هذه التهديدات كانت تحت خبر الإصدار في صفحتي في «الفيس بوك»، وبإمكانك زيارة صفحتي وستطلع على هذه التهديدات، وسأقول لك بالحرف ما كتب: «أنت يجب أن يسفك دمك» وستجد أيضا: «عليك أن تنفي من المغرب». وفي تعليق آخر ستجد: «يجب أن تحرق مع كتابك».. هؤلاء لم يقرؤوا الكتاب بل أصدروا أحكاما عليه من خلال عنوانه.. والهجوم الذي تلقيته شرسا انخرطت فيه بعض المؤسسات الرسمية في البلاد. فالشيخ الذي نحترمه رئيس المجلس العلمي لوجدة مصطفى بنحمزة اعترف في مواقع التواصل الاجتماعي أنه لم يقرأ الكتاب وقال إنه سمع عنه في موقع أو في جريدة.. لا يعرف حتى أين قرأ عنه.. كما أنه لا يعرف حتى عنوان الكتاب ومع ذلك وصفني بالسفيه وعاب علي حتى إقامة حفل توقيع للكتاب وسخر مني، حيث قال عني: «يريد صاحب الكتاب أن يرفع في العمارية..» وهو في الحقيقة لا يمثل القيم الدينية.. وبما أن حمزة لم يقرأ الكتاب شرع في الحديث عن كتاب الموطأ للإمام مالك الذي نتحدث عنه إلا بالخير في كتاب «صحيح البخاري..نهاية أسطورة». فما علاقة «الموطأ» بما كتبت في كتابي؟ ثم إنه أنهى المسألة بعرضه 10 ملايين لمن يدافع عن البخاري بكتابة كتاب مناقض لما ذهبت إليه.. وأنا أستغرب لعرضه هذا.. فإذا كان صحيح البخاري بهذه القيمة فقد بخس بنحمزة البخاري حقه.. فالبخاري عنده يساوي فقط 10 ملايين.. مع العلم أنه في التسعينيات من القرن الماضي كان الشيخ بنحمزة قد رفض حديث سحر الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري وضعفه.

* أشرت في كتابك إلى أن هناك رواية للرسول صلى الله عليه وسلم تنهى عن تدوين كلامه وقارنت هذه الروايات براوية أخرى تناقضها، فهل من تفصيل بهذا الخصوص؟
- معظم الشيوخ يؤيدون مسألة التدوين معتبرين أن النهي كان في بداية الوحي، حيث أن الصحابة ما كانوا يستطيعوا أن يميزوا بين القرآن الكريم والحديث، فنهاهم الرسول صلى الله عليه وسلم عن تدوين كلامه حتى لا يقع الخلط بين كلامه وكلام الله سبحانه وتعالى، وبعد ذلك نسخ هذا المنع بالحديث المعروف لأبي شاه. وشخصيا أرى أن هذا فيه اتهام وإهانة لكتاب الله سبحانه وتعالى. فالعرب آنذاك كانوا يميزون بين الأسلوب البلاغي المعجز للقرآن الكريم والكلام العادي للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر خطير جدا، فهذا يتضمن إشارة إلى أنه ليس هناك أي إعجاز بلاغي لكتاب الله، حيث يمكن أن يختلط بكلام البشر ولا يتم التمييز بين كلام البشر وكلام الله تعالى. وأعتقد أن هذا مجرد تأويل فقط من طرف هؤلاء الشيوخ، كما قالوا أيضا إن النهي يتعلق كتابة القرآن مع الحديث في صحيفة واحدة ولا أدري من أين أتوا بهذا الكلام.. لا وجود له حتى في الأحاديث التي يروونها هم بأنفسهم، فهذه تأويلات فقط.
يقولون إن حديث أبي شاه هو ناسخ لحديث المنع، وهذا أمر فيه أيضا مجازفة خطيرة لأن فيه اتهام للخلفاء الراشدين بأنهم علموا بهذا النسخ ولم يدونوا الحديث، فلو كان هناك ناسخ ومنسوخ هنا لكان حديث المنع أولى، لأن الخلفاء الراشدين منعوا تدوين السنة ومعروف أن عمر بن الخطاب قام بحرق النسخ التي دونت وقال: «أ كتاب مع كتاب الله»، وقال أيضا: «والله لا أشوب كتاب الله بشيء»، فاعتبر تدوين الحديث هو تشويش على كتاب الله تعالى..

* ماذا عن دلالات عنوان الكتاب «صحيح البخاري.. نهاية أسطورة»، علما أن هناك من يرى أنه يحمل حكم قيمة؟
- هم الذين «أسطروا» شخصية البخاري، وصحيح البخاري، عندما تجد شيخ الأزهر السابق يقول حرفيا «لا يجب أن نقيس البخاري بالمقياس البشري» ماذا يفعل هذا الرجل؟ إنه يرفع البخاري الى مقام الأسطورة، عندما يقال لك إن صحيح البخاري عندما يكون في منزل لا يحترق ولا يدخله اللصوص.. وإذا كان في قارب أو في مركب في البحر لا يغرق ذلك القارب.. هذه الخاصية ليست حتى لكتاب الله..ماهو رد فعلك عندما تجد قصيدة في كتاب بداية ونهاية « لإبن كثير يقول فيها عن صحيح البخاري : « حجاب من النار لا شك فيه» وأن الأحاديث الواردة في صحيح البخاري بها قام ميزان دين الرسول..بمعنى أنه انتظر ميزان دين الرسول 200 سنة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.. وهذا فيه اتهام واضح للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه قصر حتى جاء البخاري فقام بهذا الميزان.. هم الذين جعلوا البخاري أسطوريا ونحن نريد أن ننهي هذه الأسطورة كما تخيلوها هم، وهذا ليس حكم قيمة بل واقع مقرر، نريد أن نوقف حجم الخرافة المحيطة بذلك الرجل حتى أن سيرته كلها كما قرأتم في الكتاب مبنية على أحلام وأساطير.. وللأسف هذا ما يدرس  للطلبة في الجامعات.