صدر حدبثا للشاعر والناقد الفني عبد الرحمان بنحمزة كتاب جديد باللغة الفرنسية يحمل عنوان "كل شيء ليس سوى أحلام: أنطولوجيا موضوعاتية"، عن دار النشر لوفيو لوجيس.
ويضم الكتاب الجديد، الذي يقع في 123 صفحة من القطع المتوسط، بين دفتيه مختارات موضوعاتية موجهة أساسا إلى الشباب وتلاميذ الثانوي وطلبة الجامعات، فضلا عن عشاق الأدب الرفيع والشعر الفرنسي.
وذكر الكاتب، الذي صنف الأشعار إلى 22 موضوعا، في تصديره للكتاب أنه عمل على تطعيم تلك الأشعار بتأملاته وبانتقاءاته حسب ميوله الأدبية. مضيفا أن "القارئ ينخرط في سلسلة من عمليات التوارد، حيث تستدعي كل إحالة أدبية إحالة أخرى". ما أحدث "صندوق عجائب" حسب تعبير محمد الصفريوي.
فبخصوص موضوعة العيد، كتب بنحمزة أنه "إذا كانت العلاقات الإنسانية في زمن الحرب تتسم بالخلاف والشقاق والشيطنة، فإنه في زمن السلم وخلال الأعياد، يسود الود والملائكية، مما يسهم في تثمين قيم الإخاء والتضامن والطيبوبة". مضيفا أنه "سواء تعلق الأمر بزفاف، أو ذكرى، أو عيد ميلاد أو مناسبات مشابهة، فإن الاحتفال حاضر بكل متطلباته المادية والعاطفية، ونعلم بها تبعا لمخطط للاحتفال موضوع مسبقا ومستوحى من العادات القديمة أو في ارتباط بمبادرات أو إرادات توافقية حسنة"، مشيرا بالخصوص إلى قصيدة "العيد" لمحمد خير الدين.
وبترجمة قصيدة "الشجرة" للشاعر السوري أدونيس، غير بنحمزة موضوعه إلى "الأشجار، مفيدة وجميلة". مستطردا أن "الشجرة شاهد على حضارات منصرمة وحاضرة، وتظل في قسم كبير الباني والصامت والكريم. سواء سميت أوكاليبتوس أو زيتونة أو صنوبرة ... إلخ. فإن تأثيرها يظل هو نفسه.. معتبرا أن حماة الطبيعة لهم الحق في أن يحذروا ويتنبؤوا بجميع أصناف المخاطر، وأن يروا في الشجرة هدفا للاستغلال الإجرامي البشع، في العديد من مناطق الأرض".
ومن المواضيع الأخرى التي يتناولها الكتاب: الأمراض التي أصابت مؤلفين، والأغذية، والعيد، والصداقة، والأسفار، استنادا إلى أبحاث من الأدب الفرنسي أو المترجم إلى اللغة الفرنسية وكذا دراسات سوسيولوجية وفلسفية وأعمال الشعراء.
يشار إلى أن عبد الرحمان بنحمزة، وهو كاتب وناقد فني، معروف أيضا بأعماله الشعرية ومنها "المسافر" (1975) و"هنا يحدث ذلك" (2004)، وأعماله النثرية ومنها "بورتريه بيت" (1977) و"قصر النظر الذريعة" (2014).