الاثنين 29 إبريل 2024
سياسة

الوصايا العشر لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي

الوصايا العشر لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي

عقد حزب المؤتمر الوطني الاتحادي مؤتمره الوطني التاسع، بحضور أكثر من 650 مؤتمرة ومؤتمر  أيام 20، 21، 22 أكتوبر 2017 بمركز مولاي رشيد للشباب ببوزنيقة، تحت شعار "يسار فاعل.. تغيير شامل".

وصادق المؤتمر على التقريرين الأدبي والمالي، كما تم انتخاب المجلس الوطني الجديد للحزب. واعتبر بلاغ صادر بالمناسبة بأن الحزب في اختياره لشعار المؤتمر السالف الذكر، يعبر الحزب عن قناعة سياسية مفادها أن المغرب يعيش انحباسا شاملا على المستويات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية. هذا الانحباس يقتضي، حسب الحزب، تغييرا شاملا تقوده القوى السياسية الديمقراطية والتقدمية لإحداث التغيير المنشود.

وأطلق حزب المؤتمر الوطني الاتحادي، في فترة الإعداد لمؤتمره الوطني عدة مبادرات متميزة في المشهد السياسي بالمغرب، تمثلت في أولا: مراسلة أكثر من ثلاثين مثقفا ومثقفة بالمغرب بغرض التوصل بتحليلاتهم لواقع المغرب، وكيفية إحداث التغيير المنشود مند عقود من قبل المغربيات والمغاربة. وثانيا: فتح الحزب عبر صفحته على الفايسبوك نقاشا مع عموم المغربيات والمغاربة تحت عنوان "مغربي، مغربية رأيك يهمنا". هذا النقاش تضمن طرح خمسة أسئلة، من أجل استطلاع رأي المغاربة والمغربيات حول الواقع السياسي الحالي وتطلعاتهم لتغيير ممكن. وثالثا: أنشأ الحزب كذلك  مجموعة خاصة على الفايسبوك للنقاش مع كل مناضلات ومناضلي الحزب عبر مجموعة من الأسئلة اختير لها عنوان "المؤتمر الوطني التاسع... لنفكر جميعا". ورابعا: تنظيم الحزب ندوة وطنية علمية تحت عنوان "التغيير الديمقراطي المخرج الوحيد لواقع الانحباس الشامل". شارك فيها نخبة من المفكرين من قبيل: عالم الاجتماع إدريس بنسعيد والباحث مختار بنعبدلاوي والباحث في الاقتصاد بفرنسا ياسر التمسماني، بالإضافة إلى الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني عبد السلام العزيز، حيث تم تقديم عروض علمية حول إشكالية الانتقال الديمقراطي.

وتوجت أشغال المؤتمر التاسع  للحزب بصدور بيان ختامي اعتبر في البداية بأن هذه النسخة، محطة تتزامن مع الشهر الذي اغتيل فيه الشهيد المهدي بنبركة، باعتباره يشكل في ذاكرة الحزب الجماعية وعقله السياسي المشترك عنوانا للوفاء والالتزام السياسي والفكري للمشروع التحرري الديمقراطي في أبعاده الإنسانية والحضارية. كما أن المؤتمر التاسع وهو يعي اللحظة التاريخية وسياقاتها السياسية والاجتماعية، يستحضر الوضع العام المتسم:

أولا: دوليا باستفحال الأزمة الرأسمالية، واتجاهها نحو مزيد من استغلال خيرات الشعوب والدول النامية، وذلك بكل أشكال التدخل المباشر وغير المباشر.

ثانيا: عربيا باستمرار النهج الإمبريالي في دعم الكيان الصهيوني الإرهابي الغاصب لتحقيق مزيد من المكاسب اللاشرعية في احتلال الأراضي العربية، وإبادة الشعب الفلسطيني، وإنعاش التوتر وتعميق الهوة بين الدول العربية وتأزيم علاقاتها، وإحكام النهج التبعي للدوائر الرأسمالية عبر إخضاعها لقرارات المؤسسات الدولية، وتهديد أمنها الداخلي.

ثالثا: وطنيا بفشل كل المخططات "الإصلاحية" و"التنموية" التي تنهجها الدولة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومجاليا وبيئيا، وبانفضاح زيف خطاباتها وشعاراتها، وبتراجع كل مؤشرات الديمقراطية والتنمية، وتفاقم الهجوم على الحريات وركون الدولة إلى منطق السلطوية والقمع والتضييق غير المبرر على القوى الديمقراطية والتقدمية، ولعل أساليب تعاطيها مع أشكال الحراك الشعبي بالريف وزاكورة وغيرهما من المدن والقرى لدليل على الجوهر الحقيقي للنظام السياسي.

 وأضاف البيان أن شعار المؤتمر "يسار فاعل تغيير شامل" يعبر بوضوح فكري وسياسي عن حاجة مجتمعية وضرورة وطنية تتطلب تجديد الوعي والارتقاء به إلى مستوى المرحلة التاريخية التي يمر منها المغرب، وطرح الإشكالية المرتبطة بطبيعة وجوهر النظام السياسي المغربي وإشكالية الانتقال إلى الديمقراطية بما تستلزمه من متطلبات تخطي حالة الانحباس السياسي وتحقيق التغيير الديمقراطي الشامل. وأشار البيان إلى أن المؤتمر الوطني التاسع إذ يعي هذه اللحظة المفصلية الدقيقة بسياقاتها المعقدة والمركبة، وبعد استحضار قضية وحدتنا الترابية وما تعرفه من تطورات، يؤكد:

أ/ على موقفه الثابت من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية تشكل جوهر الصراع ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية، وينوه المؤتمر بالموقف المبدئي والشجاع للمجموعة الكونفدرالية في مجلس المستشارين التي عبرت عن الإرادة الجماعية للشعب المغربي الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، من خلال رفضها لحضور وزير الدفاع الإسرائيلي/الصهيوني السابق في "ندوة" داخل قبة البرلمان المغربي.

ب/ يؤكد موقفه التاريخي من قضية وحدتنا الترابية، ويعتبر أن الدولة ارتكبت أخطاء في التعاطي مع هذه القضية باستفرادها بتدبير هذا الملف الوطني، بمقاربات ظلت حبيسة رؤية مؤطرة بالهاجس الأمني في مضمونه الضيق، ولم يتم استحضار البعد الاجتماعي المندمج في إطار التنمية الشاملة للأقاليم الصحراوية.إن حزب المؤتمر الوطني الاتحادي مؤمن، تاريخيا، بضرورة الربط الجدلي بين تحرير الأرض وتحصين الوحدة الترابية والبناء الديمقراطي. كما يطالب الدولة بضرورة فتح ملف استرجاع المدينتين السليبتين سبته ومليليه والجزر التابعة لهما من الاستعمار الإسباني.

ج/ يعتبر أن المغرب يحتاج تغييرا ديمقراطيا شاملا، يمس بنية الدولة، وينقلها من طبيعتها المخزنية التقليدانية القائمة على ملكية تنفيذية، إلى ملكية برلمانية تُقتسم فيها السلطة، وتوزع فيها الثروة بمنظور تنموي شامل يراعي الأبعاد المجالية والمتطلبات الحقيقية للمواطنين، ويقطع مع كل أشكال دعم لوبيات المال والامتيازات، وينهي كل أساليب الريع السياسي والإداري والاقتصادي، ويضع حدا لحالة الانفصام القائمة بين طبيعة النظام السياسي وخطابه "الحداثي"، وهو ما يفرض ضرورة مراجعة شاملة للدستور وفق مقاربة جديدة عمادها الاحترام الحقيقي لحقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية.

د/ يدين بقوة حملات الاعتقال العشوائية والمحاكمات الانتقامية التي تطال مواطنين بالريف وزاكورة ذنبهم الوحيد أنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة، ويطالب بإطلاق سراح كافة المعتقلين والمضربين عن الطعام بشكل مستعجل لإنقاذ أرواحهم.

هـ/ يعتبر أن أصالة الهوية المغربية تقتضي الاستثمار الفعلي والديمقراطي للتنوع اللغوي والثقافي المغربي في ثرائه وتنوعه وعمقه، وهو ما يقتضي الأجرأة الفعلية لتعميم اللغة الأمازيغية في المؤسسات والإدارات.

 و/ يعتبر أن الحكومة الحالية هي استمرار ممسوخ لسابقتها في اجتهادها في تنفيذ إملاءات الدولة المخزنية في تبعيتها للمؤسسات المالية الدولية، ولا أدل على ذلك فشلها في تنفيذ شعاراتها الانتخابية في محاربة الفساد وتحقيق الرخاء الاقتصادي.

ز/ يؤكد على ضرورة تسريع وتيرة إعادة بناء حركة اليسار وذلك بالإعداد الفكري والسياسي والتنظيمي لتحويل هذا الشعار إلى واقع ملموس، وترجمته عمليا. وفي هذا السياق فإن المؤتمر يؤكد إرادته السياسية للمساهمة في توفير شروط اندماج أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي مع ما يقتضيه الأمر من انفتاح على كافة القوى والفاعلين التي يشترك معها في التقدير السياسي، على أساس أن يشكل هذا الاندماج اللبنة الأساسية لوحدة حركة اليسار.

ن/ يجدد دعوته إلى تأسيس جبهة اجتماعية ديمقراطية لمواجهة الهجوم على المكتسبات الاجتماعية وضرب الحقوق الاقتصادية، وتدهور القدرة الشرائية، واتساع دوائر الفقر والبطالة والرشوة والتهميش الاجتماعي، وفضح ناهبي خيرات البلاد، ومحاسبتهم.

ح/ يؤكد أن انفتاح المغرب على الواجهة الإفريقية خيار إيجابي إذا استحضر البعد الوطني في التنمية، ويتشبث ببناء المغرب الكبير المحكوم بوحدة التاريخ والأفق المشترك لشعوبه،و يعبر عن استعداده للمساهمة في إطلاق دينامية يسارية مغاربية للدفع في اتجاه بناء فضاء مغاربي للحرية والديمقراطية والتنمية الشاملة.

ط/ يؤكد دعمه للطبقة العاملة المغربية، ولنضالاتها البطولية ولاسيما تلك التي تقودها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وارتباطه بالفعل النضالي العمالي ارتباطا عضويا في إطار استراتيجية النضال الديمقراطي.