رغم أنه أسر غير ما مرة لبعض مجالسيه في مقهى شهير بشارع أنفا، أن لا علاقة له بتيار "المعطي بوعبيد"، لاحظت مصادر مهتمة بالشأن التنظيمي والسياسي لحزب الحصان أن عبد الله الفردوس، مدير جريدة "رسالة الأمة" يخدم هذا التيار بإعلانه حالة الحصار على كل أنشطة محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري.
مقابل ذلك تحظى أنشطة مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، وأنشطة ابن المحاكي عبد الله الفردوس عثمان الفردوس، كاتب الدولة المكلف بالاقتصاد الرقمي بعناية فائقة وتتبع ذلك، حيث تتصدر أخبار أنشطته الوزارية بالصفحة الأولى.
وأضافت المصادر ذاتها أن الفردوس يلعب على الحبلين، فمن جهة يشتري ود "تيار المعطي بوعبيد" بمصادرة أنشطة ساجد الوزارية، ومن جهة أخرى يخشى ردود فعل هذا الأخير الذي كان له الفضل في تنفيذ الحكم برجوعه، أي الفردوس، إلى إدارة الجريدة، مبررا ذلك أمام قيادة الحزب التي كانت ضد هذا الرجوع بضرورة احترام حكم قضائي، علما أنه من الناحية السياسية ليس له الحق في ذلك لأن قيادة الحزب على عهد المرحوم عبد اللطيف السملالي هي التي عينت الفردوس على رأس الجريدة بعد اتفاق ودي مع محمد تملدو صهر المرحوم السملالي، الذي كان مديرها حينذاك. علما أن جريدة "رسالة الأمة"، لسان حال حزب الاتحاد الدستوري، دعمت بالملايين من الدراهم من طرف رجال الأعمال بالحزب منذ تأسيسها في يوم 9 أبريل 1983، وكان أول مدير لها آنذاك امحمدي العلوي وزير السياحة سابقا.
وأكدت المصادر نفسها أن الفردوس استغل الثغرات القانونية في قضية إزاحته سياسيا وإعلاميا، ونسي أن القيادات الحزبية التي تتحلى بالأخلاق السياسية، والتي أشرفت على إدارة الجرائد الحزبية لم تدع ملكية هذه الجرائد رغم أنها قانونيا في وضع صحيح كرؤساء مجالس الإدارات، لكن سياسيا وأخلاقيا تعرف أنها لا يمكن أن تدعي ملكية ما لا تملك، حيث يذكر في هذا الإطار مواقف لقياديين حزبيين شرفاء هم: عبد الهادي خيرات مع جريدة "الاتحاد الاشتراكي" التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي، وحتى موقف أبناء علي يعتة مع جريدتي "بيان اليوم" والبيان"، التابعتين لحزب التقدم والاشتراكية، أو عائلة المرحوم التهامي الخياري الذي كان يرأس حزب جبهة القوى الديمقراطية ومدير صحيفة "المنعطف"، وكذا موقف عبد الله البقالي مدير جريدة "العلم" لسان حزب الاستقلال، الذي لو طلب منه التخلي عن إدارة الجريدة لقبل بذلك دون تردد وبكل روح نضالية لإحساسه بالانتماء وعلمه أن جريدة "العلم" أسسها الرواد في يوم 11 شتنبر 1944.