Friday 4 July 2025
سياسة

الملك يبلل ريق عطشى المغرب بإعفائه للفاسي الفهري

الملك يبلل ريق عطشى المغرب بإعفائه للفاسي الفهري

في ظل الأزمة الخانقة التي تعيشها العديد من المدن والقرى المغربية على مستوى الخصاص المائي، أتى الأمر الملكي ليُسقط أول الغيث على عطشى البلد، ويبلل ريقهم بقرار إعفاء الرجل الذي تفنن في تعميق تلك الكارثة التي عصفت بما بقي من صبر الكثير من المتضررين. إلى درجة صار معها اسمه "علي الفاسي الفهري" أقل شهرة من لقبه الجديد كـ "مهندس العطش".

والحقيقة، أن ليس في الأمر أدنى مبالغة إذا ما تم النظر لصفته، مديرا عاما للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وما اقترن بها كمحصلات طالما أنها تحرم التعايش السلمي مع أي مصطلح يفيد الإنجازات وتحقيق الأهداف. إذ في الوقت الذي توحي طبيعة الموقع كون الشغل الشاغل للمسنود له هو توزيع الماء بالدرجة الأولى على المواطنين، يجيب ما هو كائن بأن السيد المدير رائد في توزيع "الحراك" ونقل عدواه على أوسع نطاق ممكن، وكأنه في صراع ثأري مع أجواء الأمن والأمان.
ومن ثمة، لما ترجى المغاربة في أن يكون الفاسي الفهري على قدر مستوى ما كلف به، وبالتالي سندا داعما لحاجاتهم من مياه الشرب. كان فعلا سندا ودعما، لكن لإثارة المزيد من حنقهم، بل و وصلة وصل بين ساكنة المناطق التي تعاني وتلك التي كان قدرها الإبتلاء بهذا المسؤول كناقل وفي للاحتقان والقلاقل إليها.
وهنا، قد يتساءل البعض عن الجهة المكونة، كانت جامعة عمومية أو مؤسسة عليا خصوصية، وطنية أو في أي بلد آخر، تمنح خريجيها هذا النوع من "الديبلومات"، تبعا لما قدمه مهندسنا من تجربة أبانت عن خبرة متمكنة في الزيادة من تجفيف الصنابير الشحيحة، وقطع وصال الجافة أصلا ومعها الأمل في ترقب المزية منه، حتى وإن استمر على رأس المكتب لعشرات من السنين الآتية.
لكن، وكما كان من سوء الحظ تلقي هذا الوزن الثقيل من الصدمة في الفهري، كان كذلك من حسن الحظ وجود ملك أبى إلا أن يلعب دور صمام أمان شعب بأكمله، سواء كان في المداشر أو القرى أو المدن. ويُدخل يوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2017 في تاريخ القرارات الحاسمة، ليس فحسب عبر إرسال برقية غضب المغاربة للمدير السابق علي قبل أن تكون قلقا شخصيا، وإنما من خلال أيضا إخبار من سيحل محله، بأن تعيينه المقبل أساسا وقبل التفكير في أي شيء هو لخدمة الشعب. فإن وجد في نفسه ما يؤهله لذلك، مرحبا، وإن شابه شك فليتراجع قبل أن يكون مآله مآل سابقه، وربما أعسر بما أنه رأى العبرة ولم يعتبر. وسمح لشخصه التلاعب في عنصر حيوي يقف على أهميته مصير حياة أمة حتى لا تزول، وإلا لَما خلق منه كل شيء حي.