السبت 4 مايو 2024
سياسة

المؤتمرالتاسع لحزب المؤتمرالوطني الإتحادي وتحديات الإحتباس السياسي لتسريع اندماج قوى اليسار

المؤتمرالتاسع لحزب المؤتمرالوطني الإتحادي وتحديات الإحتباس السياسي لتسريع اندماج قوى اليسار

لحظة متميزة تلك التي شهدها رحاب مسرح محمد السادس بالدارالبيضاء يوم الجمعة 20اكتوبر 2017حيث بدأت اشغال حزب المؤتمر الوطني الإتحادي في النسخة التاسعة من مؤتمره الذي سيستمر طيلة ثلاثة أيام. فعلى ايقاع شعارات قوية وأناشيد حماسية كانت تهتز لها القاعة، انطلق المؤتمر بالجلسة الإفتتاحية التي عرفت حضورا لافتا لمناضلات ومناضلي الحزب وكذلك ضيوفه من حلفائه من فدرالية اليسار الديمقراطي ومن أحزاب ونقابات وفعاليات حقوقية وفكرية سياسية تقدمية من داخل المغرب وخارحه ومن تونس، خاصة حزب التيار الشعبي وحزب الوطن.

واستحضرت الجلسة في البداية شهداء الحركة الإتحادية والحركة التقدمية المغربية من أمثال المهدي بنبركة وعمر بنجلون وغيرهم الذين ضحوا بدمائهم من أجل مغرب لكل أبنائه وبناته، كما تم استحضار حركة 20فبراير ومطالبها في مغرب المساواة والكرامة والديمقراطية والعدالة الإحتماعية وكذلك ساكنة الريف التي تخوض نضالا بطوليا من أجل مطالب اقتصادية واجتماعية عادلة وحقوق مشروعة. وفي فقرة أخرى تم عرض فيلم قصير حول مسار يفتح الامل في بناء صرح أخر للمغرب الممكن في توحيد اليسار تجسد في تأسيس فيدرالية لليسار الديمقراطي.

ويمكن القول بأن السياق العام للجلسة الإفتتاحية ركزعلى جانبين اثنين: يتعلق الأول بالاحتباس الذي يطبع المشهد السياسي المغربي اليوم، أما الجانب الثاني فتمحور حول الإصرار على وحدة صف اليسار وتوسيع قاعدته كي لايبقى منحصرا في الفدرالية بمكوناتها الثلاث فقط، وهو ما يستشف من خلال كلمات كل من علي بوطوالة، الذي قدم  باسم الفدرالية ، السياق للعام الوطني والدولي وأكد بان اليسار يبقى وفيا لمبادئه في السعي نحو تحقيق مشروع مجتمعي مبني على الحرية والديمقراطية والاشتراكية.

من جهته أبرز المصطفى براهمة، الكاتب الوطني لحزب النهج الديمقراطي، أن المؤتمر يأتي في ظل سياق حراك الريف وحراك زاكورة والحوار المغشوش مع النقابات و واعتراف الدولة بفشل نموذجها التنموي، مضيفا ان المؤتمر فرصة سيدافع فيها عن أسس المنهج التنموي والديمقراطي لليسار من أجل القطع مع الإمبريالية وسياسة الإستدانة ومواجهة اقتصاد الريع والسلطوية والتحكم والإستبداد. وهذا الوضع يتطلب من اليسار العمل على بلورة قيم سياسية واجتماعية واطلاف مسلسل تحالف اليسار على قواعد مشتركة

واعتبر الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإتحادي عبد السلام العزيز، في مداخلته أن مؤتمر الحزب هو مؤتمر اليسار ككل، وتأكيد على التزامه السياسي والفكري والتنظيمي مع كل الديمقراطيين اليساريين في مهامهم. ولعل من أول هذه المهام النضال من أجل التغيير الديمقراطي وتحويل هذا الشعار الى واقع ملموس بدمقرطة النظام السياسي في المغرب ، وأكد حزب المؤتمر في هذا الاطار إرادته السياسية في توفير شروط الإندماج لفدرالية اليسار الديمقراطي في اجل لا يجب أن يتعدى سنتين، على أن ينفتح المشروع على اليساريين الديمقراطيين الآخرين بحيث تشكل مبادرة فدرالية اليسار النواة باعتبارها نتاج لمسار طويل منذ 2007،مذكرا أن المغرب في حاجة إلى حزب اشتراكي قوي قادر على مواجهة كل التحديات.