الأحد 28 إبريل 2024
خارج الحدود

إدريس قصوري: الاتجاه المتطرف الألماني أكبر مستفيد من تراجع حزب "ميركل"

إدريس قصوري: الاتجاه المتطرف الألماني أكبر مستفيد من تراجع حزب "ميركل"

اعتبر المحلل السياسي، إدريس قصوري، ما حصل عليه حزب الاتحاد المسيحي في ألمانيا من نتائج انتخابية غير مرض، وهو الهيأة السياسية التي كان يعول عليها للحفاظ على مكانة البلاد من حيث الازدهار والتقدم. مردفا بأن تلك الحصيلة والتي وصفت بالكارثية لم تسجل منذ سنة 1949 رغم الظرفية التي أتى فيها الحزب وشكلت ميزة أساسية بالنسبة إليه. فضلا على ما حازه سنة 1990 حين انقض على أزيد من 50 في المائة من المقاعد بمفرده ولم يكن وقتها في حاجة إلى طرف ثالث.

وأضاف قصوري بأن الخط السياسي الألماني اليوم لا يسجل تراجع "ميركل" كيمين وسط فحسب، ولكن كذلك تراجع يسار الوسط والممثل في الإشتراكيين الديمقراطيين بالذين يعد تأخرهم أكثر من تراجع "ميركل". أما الخطير في الأمر، يقول المحلل السياسي، فهو عدم وصول حزب الديمقراطيين الأحرار الذي كان يصنف دائما ثالثا إلى نسبة 10 في المائة من الأصوات التي كان عادة يتجاوزها، تاركا الموقع للحزب المتطرف.

وعليه، يؤكد إدريس قصوري، فإنه على مستوى الحسابات الإيديولوجية يصنف الاتجاه المتطرف لحزب البديل والحزب الجمهوري الشعبوي هو المستفيد الأكبر. وهذه الاستفادة ستجعل حتما الحزب الاشتراكي يتحالف مع "ميركل" ليفوت الفرصة على مزيد من الاختراقات للحزب المتطرف الذي استغل تراجع حزب "ميركل" والاشتراكيين وأساسا من تراجع الديمقراطيين الأحرار.

ويرجع المحلل السياسي قصوري سبب تحقيق الحزب المتطرف لهذا الاختراق إلى تخلي الاتحاد المسيحي عن ميزته الرئيسية في بناء ألمانيا ودفعها نحو التقدم. لهذا وبعد مرور 70 سنة تراجع إلى الخلف ولم يعد يعتبر كمتغير ومحدد جوهري في الانتخابات، فضلا عن صعود الاهتمامات الإيديولوجية في المرحلة الأخيرة بالنسبة لأوروبا بشكل عام.

ومن جهة أخرى، حسب قصوري دائما، فإن الحزب المتطرف اخترق أيضا القوانين الضابطة للانتخابات الألمانية، حيث وفي الوقت الذي وضعت الأخيرة ضوابط من قبيل ضرورة حصول أي حزب يشارك في البرلمان على ثلاث مقاعد بالدوائر أو نسبة 5 في المائة على الصعيد الوطني، يظهر الآن أن الحزب المذكور استطاع ولأول مرة تكسير هذه الضوابط، وبالتالي لم يبق لها معنى.