الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

دبيش: سبتة ومليلية والجزر الجعفرية مغربية رغم أنف الإسبان

دبيش: سبتة ومليلية والجزر الجعفرية مغربية رغم أنف الإسبان عبد الوهاب دبيش

تعتزم إسبانيا دمج سبتة ومليلية في فضاء شنغن، في مناورة جديدة تسعى من ورائها إلى تحصين مستقبل المدينتين وإشراك الاتحاد الأوروبي في أي أزمة مستقبلية.

فهل سيرد المغرب على مناورة إسبانيا بتقديم ملف المدينتين المحتلتين للجنة الرابعة للأمم المتحدة لتصفية الاستعمار؟ بل وماذا ينتظر المغرب إزاء الاستفزازات المتكررة للجارة الشمالية؟

"أنفاس بريس" ناقشت الموضوع مع عبد الوهاب دبيش، المؤرخ وأستاذ التاريخ، فأمدها بهذه الورقة التالية:

 

"آخر الأنباء تتحدث عن رغبة الحكومة الإسبانية دمج المدن المحتلة بشمال المملكة المغربية في نطاق الاتحاد الأوروبي لتحمي نفسها بتوريط المجموعة الأوروبية في صراعها مع المغرب.

 

سبتة ومليلية مدن مغربية، وهما جزء لا يتجزأ من التراب المغربي والتاريخ المغربي والحضارة المغربية؛ فكيف تجرؤ إسبانيا على الدفع بملفهما إلى بروكسل؟ ألا تخشى أن يتم تبني الملف من قبل اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة، وتعبئ الجمعيات المناهضة للعنصرية والاستعمار لحث إسبانيا البلد المحتل لإعادة المدينتين إلى أهلها الطبيعيين، المغاربة؟

 

وهل تريد أوروبا أن تتبنى موقفا لن يجر عليها غير حقد العالم، وأساسا القارة الإفريقية لمحاكمة الدول الأوروبية على ماضيها الأسود الاستعماري العنصري المحتل والمقيت؟

 

أنا لا أتوقع إلا أن ينحاز الاتحاد الأوروبي إلى جانب المحتل، ولا أراهن على الأحزاب الأوروبية لأن مجتمعاتها انحازت وبشكل لافت إلى اليمين المتطرف العنصري!؟

 

لقد عودتنا أوروبا الحالية أن لا تحيد عن تاريخها الأسود في علاقتها بالقارة الإفريقية، وعودونا على أن لا يعتذروا عن ما فعلوه بالإنسان والمعادن بالقارة، وإلى اليوم.

 

على بلادنا أن تعبئ مجتمعها من الآن لكي تقف في وجه الإسبان وعجرفته وعنصريته؛ ولا تهمنا في شيء شراكة مع أوروبا، نحن أهم خاسر فيها، نخسر فيها قدرتنا على المنافسة وموادنا الأولية ومواطنينا وكرامتهم ونخوتهم، ونخسر معها ومن خلالها حلفاء جدد يقاسموننا نفس الهم ونفس الصراع.

 

إن إسبانيا ربما تريد أن تعود إلى ما قبل التحاقها بالاتحاد الأوروبي نهاية السبعينيات؛ وآنذاك سيعرف العالم أن أموال دافعي الضرائب الأوروبيين حقيقة أين تذهب مساعداتهم؟؟

 

إنها تذهب في أيد لا يهمها من الاتحاد الأوروبي غير مساندة طغاة جدد يقفزون على التاريخ قفزهم على القضايا العادلة للعالم.

 

المغرب أولا وأخيرا، من سبتة إلى لگويرة، ومن لم يستسغ ذلك فليشرب ماء المحيط الأطلسي، وإن لم تكفه فليزد عليه المحيط الهادئ!؟؟"