الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

فاتحة لمين: قناة العيون تبكي أبا بعين غزيرة

فاتحة لمين: قناة العيون تبكي أبا بعين غزيرة الراحل محمد الأغضف والزميلة فاتحة لمين

خلف رحيل محمد الداه الأغظف، المدير المركزي لقناة العيون الجهوية، يوم 2 ماي 2021، عشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، أسى كبيرا، ليس في الوسط الإعلامي، بل الوطني ككل، بالنظر لما كان يتمتع به الراحل من دماثة أخلاق ومهنية عالية، ووطنية صادقة..

"أنفاس بريس" تنشر شهادات في حق الراحل، ممن عاشوا معه مرحلة تأسيس قناة العيون الجهوية؛ وفي ما يلي شهادة فاتحة لمين، صحافية بقناة العيون الجهوية:

 

هو مثال لأعظم حالات العطاء، والتفاني في خدمة المبادئ والقيم الإنسانية العظيمة، ولطالما سجل التاريخ لأسماء رجال مضوا، وتركوا سجلاً مفعماً وحافلاً بسيرة حسنة، وعطاء مهني قل نظيره.

اليوم وأسرة قناة العيون الجهوية تنعي مديرها، فإنها وعامليها يعلمون أن الراحل الكبير قد ترك من بعده سجلاً عظيماً لا يبقى سوى لرجال أعطوا طيلة رحلة حياتهم عطاء أكبر، وتفانوا في سبيل خدمة وطنهم.

لقد كان الراحل الكبير قدوة للرجال الذين حملوا الأمانة بإخلاص كبير، وأثَّروا في مفاصل حياة محيطهم المهني بشكل غير مسبوق. فقد صنع الفقيد وعلى مدى 16 عاما مدرسة إعلامية راسخة، قل ما عرف العالم العربي لها مثيلاً، في الإعلام الجهوي.

هي التجربة الأولى عربيا وإفريقيا، نجح في كسب الرهان، وكان أهلا للتحدي، فمر بالمولود الإعلامي الجديد آنذاك إلى بر الأمان.

قناة العيون، اليوم، تبكي أبا بعين غزيرة.. رحل المعلم، رحل الوالد، رحل الأخ، ورحل الصديق.

قاد الراحل محمد لغظف الداه أول تجربة للتلفزيون الجهوي في القارة الإفريقية، وأشرف على وضع اللبنات الأولى لإطلاق قناة العيون، خاصة أن الرجل الذي مارس العمل الإذاعي في سبعينات القرن الماضي، وتتلمذ في مدرسة حزب الاستقلال، في جريدتي “لوبينيون” و”العلم”، ثم ترأس مكتب الجريدتين في العيون في وقت مبكر، كما أنه كان أول صحافي مغربي يجري انتدابه كمراسل لدى بعثة "المينورسو".

في العام 1993، سيشتغل الفقيد مراسلا لوكالة الأنباء الفرنسية، خاصة وأنه عرف بإتقانه الكبير للغة الفرنسية، وإلمامه الواسع بملف الصحراء، بكل جوانبه. وهب حياته للصحافة محررا ومعلما لجيل كبير من الشباب، الذين اقتدوا به وتأثروا بأسلوبه الساحر في الكتابة، التي حملت مضامين موضوعية إيجابية في قوالب تحترم الإنسان وفكره وتفكيره بدون أن تجرحه أو تؤذيه، كان أخا كبيرا وأبا بكل ما تعنيه الكلمة لجيل تخرج من مدرسته يحمل صفات مهنية في أصعب مهن الحياة.

رحل رائد من رواد الإعلام السمعي البصري بالمغرب، الداه محمد لغظف، يغادرنا إلى دار البقاء. وداعا مدير قناة العيون.