الجمعة 19 إبريل 2024
جرائم

اعترافات سوماح تكشف قذارة الإرهابي علي عراس

اعترافات سوماح تكشف قذارة الإرهابي علي عراس علي عراس

اعترافات السلفي عبد الرزاق سوماح، المسؤول الرابع بحركة "المجاهدين" الإرهابية، أماطت اللثام عن "أسطورة" التعذيب التي كان يروج لها الإرهابي والمعتقل السابق علي عراس ومن معه. إذ يبدأ سوماح اعترافاته بالحديث عن البدايات الجنينية لبداية الحركة الجهادية، ومنهجها الإرهابي الذي كان يتركز على تسليح الأعضاء المنتسبين للحركة، حيث كانت الحركة تتبنى الجهاد في مواجهة النظام، وكان مخططها منذ البداية هو زرع البلبلة في البلاد وإثارة الفتنة عبر تهريب السلاح للقيام باغتيالات ونهب الأموال.

 

مشروع علي عراس الذي كان الرأس المدبر لتدريب "الجهاديين" بالمغرب وتسليحهم كان سيكون داميا لو كتب له النجاح، لولا الألطاف الإلهية هي التي أنقذت المغرب من مجزرة بشرية.. "بهذا العمل الإرهابي كنا سنفسد أكثر مما نصلح"، يؤكد عبد الرزاق سوماح.

 

انتمى الإرهابي علي عراس إلى حركة المجاهدين عام 1981 وهو على دراية بالخلفية الإرهابية للحركة.. يتقن العديد من اللغات، ويتحدث العربية والريفية بطلاقة.. لكنه كان يفضل الحديث باللغة العربية في مختلف حواراته، بالإضافة إلى الريفية أحيانا إذا التقى مع بعض زعماء الحركة المتحدرين من الريف. المسؤول الأول عن التمويل المادي واللوجستيكي بالحركة

 

يروي سوماح أن عبد العزيز النعماني لما كلفه بتأسيس مكتبة إسلامية ببلجيكا، كان المشروع غطاء لتمويل الحركة ماديا ولوجيستيا لتسليحها بالعتاد والمتفجرات. فعلي أعراس كان من الأوائل الذين هربوا الأسلحة إلى بركان عام 2003 (كالاشين ومسدسان بذخيرتيهما)، السلاح الذي عثر عليه بطنجة وكان عبارة عن مسدسين، وكذا السلاح الذي وجد بتيفلت وألقي القبض علينا بسببه.

 

علي أعراس كان هو المسؤول الأول عن تهريب الأسلحة داخل التراب المغربي، كما أن السلاح الذي هرب إلى المغرب عام 2005 كان هو المخطط لهذه العملية، مستفيدا من خبرته العسكرية ببلجيكا. ومن كان يقول إن علي أعراس لا يتقن اللغة العربية، يضيف عبد الرزاق سوماح، فهذا قول مردود عليه، إذ كنا نتحدث في مجالسنا باللغة العربية والدارجة المغربية.. فالدور المركزي الذي كان يقوم به داخل الجماعة وإشرافه على التمويل والدعم اللوجيستي والمادي والمعنوي كان يفرض عليه التردد على المغرب كل صيف، وحتى بعد موت النعماني ظل علي أعراس هو العقل المدبر لتبييض الأموال في فرنسا وبلجيكا وتهريبها إلى التراب المغربي من أجل توظيفها في العمليات الإرهابية.. وكان يمدني شخصيا بالأموال تبعا لمسؤوليتي داخل الحركة.

 

عندما ألقي القبض علي عام 2012 كنت أنتظر تعذيبا شديدا، لاسيما وأنني كنت الشخص الأخير من المؤسسين للجماعة الذي ألقي عليه القبض، كما كان اسمي مدرجا لدى الأنتربول وعلى قوائم الإرهابيين المطلوبين. لكني لست وحدي الذي فوجئت بالمعاملة الإنسانية، بل جميع المعتقلين الذين كان يبلغ عددهم العشرين، استغربوا من الأجواء الحسنة التي مر فيها التحقيق، على عكس ما كان يبلغنا من إشاعات وتهويل، والإثباتات مسجلة والوثائق موجودة، فلا داعي لتصديق مثل بعض الأكاذيب التي كانت تروج كاستعمال "القرعة" من أجل انتزاع الاعترافات. وجميع هذه التحقيقات موثقة بالمكان والزمان في محاضر الشرطة.. حتى أن الكذب ليس من شيم المسلم..

 

الموضوع باختصار يشبه لعب مباراة في كرة قدم انهزمنا فيها بكل روح رياضية. وطوال فترة العقوبة الحبسية لم نتعرض إلى أي معاملة حاطة بالكرامة الإنسانية ولم نخضع للتعذيب، نقلنا من سجن إلى سجن، وكنا نجد المعاملة المحترمة نفسها.

 

نحن أذنبنا لا أنكر ذلك، وإلا ما معنى لتلك الأسلحة المهربة التي ضبطت بحوزتنا، كانت ستوظف في اتجاه واحد وهو سفك الدماء. إلقاء القبض على علي أعراس وباقي أعضاء الجماعة كان فيه خير كثير وحقن للدماء وإنقاذ للأرواح.

 

أما عن الفيديو الذي سجل في معتقل "سلا 2" عام 2002، بخصوص التعذيب الجسدي الذي تعرض إليه، فكيف أن علي عراس ألقي القبض عليه في 2010 والفيديو مسجل في 2012؟ كيف ستظل بصمات التعذيب على جسده ظاهرة طيلة عامين؟ هذا افتراء، خصوصا وأن السجناء السلفيين مشهود لهم بالكذب ويستحلون الافتراء وشهادة الزور على الدولة التي يعبرونها بمثابة عدو لهم، ويلجأون إلى التمويه ودهن أبدانهم بالغاسول والحناء في ادعاءاتهم بانهم تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة، وفي قرارة انفسهم بانهم سيخلقون إشكالا للنظام، وهذه معاملات شنيعة بالنسبة لمن يصفون أنفسهم بأنهم مسلمين ومؤدبين، في حين يصبح عندهم الكذب حلالا، هذا بالنسبة للمسلم، فما بالك بمن يدعي الجهاد، والجهاد هو ذروة سنم الإسلام.. هذا عار.

 

ويستطرد عبد الرزاق سوماح: "أنا كنت شاهدا على فترة الثمانينات، وأؤكد أن هذه الملفات لم تعد مربحة، والاسترزاق والتجارة بها لا يجدي نفعا، ومر عليها الزمان منذ السبعينات وسنوات الرصاص. فمثل هذه الشهادات والادعاءات صعبة للغاية، وإلقاء التهم من السهولة بمكان ولكن تبريرها وتأكيدها صعب وعذابه شديد في الدنيا والآخرة".