الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

الزرايدي: على الإدارة المركزية لحزب الأحرار الانفتاح على جميع الأطر والانصات لجميع الآراء

الزرايدي: على الإدارة المركزية لحزب الأحرار الانفتاح على جميع الأطر والانصات لجميع الآراء عبد الرزاق الزرايدي
طالب عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط، رئيس مجموعة "رؤى فيزيون الاستراتيجية" بأن يكون المؤتمرالاستثنائي لحزب التجمع الوطني للأحرار المقرر يوم السبت 7 نونبر 2020، محطة للقيام بتقييم شامل، والانفتاح على الكفاءات وإنتاج خطاب سياسي يعيد الثقة للمواطنين ويحل مشاكلهم ما بعد كورونا.

جاء ذلك خلال لقاء مصور أجرته جريدة "أنفاس بريس"، مع هذا الإطار الحزبي، مجيبا عن التحديات التي تواجه الحزب، وكاشفا عن ما يقع داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، من دينامية، مشددا أيضا على ضرورة إجراء تقييم سياسي، لمتطلبات مرحلة ما بعد كورونا، التي تقتضي إنتاج خطاب سياسي، يقدم حلولا للمشاكل الاقتصادية والتحديات الاجتماعية التي تواجه المواطنين، داعيا أيضا إلى إفساح المجال للأطر والكفاءات ولرجالات المرحلة، لبث مزيد من الثقة لدى المواطنين والطبقات المتوسطة والشباب منهم على وجه الخصوص.. 

في هذا الحوار تحدث الزرايدي عن السياق العام في المشهد السياسي المغربي، واصفا إياه بأنه "مشهد انتظاري، لم يكن في مستوى تطلعات المواطنين، وتعرى في زمن كورونا، وتسببت في وجود ضبابية وتردد، وهذا عانت منه أغلب الأحزاب السياسية"، يقول الزرايدي، مضيفا، "هناك معاناة فئة واسعة من المواطنين بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة، وهناك مشاكل اجتماعية ونفسية، ومن حسن حظ المواطنين أنهم وجدوا دولة قوية، تقوم بمجهود كبير لطمأنتهم، وترسيخ الحماية الاجتماعية، ولكن بالمقابل هناك أحزاب، ومنها حزبنا، وهذا نقد موضوعي، وذاتي، لم تكن في مستوى الحدث، ولا تنصت للمشاكل التي يعانيها المواطنون، وفِي مقدمتها مشاكل الصحة والتعليم، وإفلاس المقاولات، وهنا تزداد معاناة المواطنين، لأنهم تأثروا بشكل كبير بما يقع، وهنا لابد أن يبرز دور السياسيين لكي يخرجوا إلى الميدان، ويجدوا الحلول، ويحدثوا خلايا نحل للأفكار والاستشراف من أجل أن يحس المواطن بأن السياسي هو موجود لكي ينصت إلى مشاكله وهمومه ويجد حلولا لها" يقول الزرايدي.

وبخصوص المؤتمر الاستثنائي لحزب التجمع الوطني للأحرار، فينتظر أن يعرض لتصويت المؤتمرين "تمديد ولاية جميع هيئات وهياكل الحزب إلى ما بعد الانتخابات"، وفِي مقدمتهم استمرار تزكية عزيز اخنوش رئيسا للحزب وهو مؤتمر يأتي تفعيلا لمقتضيات المادة 3-33 من النظام الأساسي، وبتقنية المحادثة المصورة كما تسمح بذلك المادة 7 من النظام الداخلي للحزب، نظرا للحالة الوبائية التي تمر بها البلاد في سنة انتخابية.
وحسب عبد الرزاق الزرايدي فالأهم ليس هو انعقاد المؤتمر، بل برنامج الحزب السياسي، "أعتقد أن حزب التجمع الوطني للأحرار، عليه أن يقوم بتقييم موضوعي، ويقدم برامج عملية للواقع المعيش للمغاربة، وهذا يدفع الحزب للتفكير  بجد لمرحلة ما بعد كورونا، وهذا يتطلب في نظري رجالات وكفاءات للمرحلة، كما قال الملك في خطابه الأخير عند افتتاح البرلمان، أننا بحاجة إلى الكفاءات، وللأسف لحد الآن، بما ذلك حزب التجمع الوطني للأحرار، لم نشاهد بعد وجود رجالات المرحلة، ما زلنا ننتظرهم، وهذا ما ينبغي على المؤتمر الاستثنائي الإجابة عليه، هل هناك رجالات وكفاءات جديدة لمرحلة ما بعد كورونا؟ هل هناك وجوه جديدة بطاقة وحيوية جديدة؟ وهل هناك أفكار جديدة حتى يثق المواطنون في السياسة، وتكون هناك مصداقية؟"
وأضاف الزرايدي "لايمكننا الحديث بخطاب جديد وبوجوه قديمة، وليس بتزكية الأميين وتجار الانتخابات أن نقنع المواطنين، لما بعد كورونا، وبالمرحلة الجديدة، باعتقادي هذا تقييم ينبغي أن يكون، وعلى الحزب وعلى المؤتمرين أن يتكلموا على هذه المواضيع، التي تهم الواقع المعيش للمغاربة.

لم تعد تفيدنا الشعارات، لأن المغاربة يريدون حلولا، لأن وقع الأزمة الاقتصادية خطير، والأفق المسدود  بحاجة إلى رجالات الاستشراف، ويتوفرون على حس قيادي، ومستعدون للتضحية.

وأعتقد أنه من وأحب الإدارة المركزية للحزب أن تنفتح على جميع الأطر، وينبغي دعم بنيات الاستقبال، ولابد أن ننصت لجميع الآراء، وينبغي أن نبادر للانفتاح على الأطر والكفاءات لأنه باعتقادي هي لحد الآن هي مهمشة، وهي بعيدة عن الطبخة الانتخابية التي يتم التحضير لها، وعن حرب التزكيات والريع، والسباق المحموم حول الامتيازات، وهذا لا يخدم العملية السياسية لحزب التجمع الوطني للأحرار، لأنه قام بمجهود تواصلي جبار  واستثمر في الإعلام وفِي مشروع مسار الثقة، ويتوفر على طاقات مهمة، فمن العار أنه حزب في طليعة الأحزاب الذي تعد أجوبة وحلولا لواقع المغاربة، لابد له من اعتماد منهجية لكي يقنع بمسار الثقة، ونستمر في هذا المسار دون إقصاء وننفتح على جميع الطاقات، لأن الحزب ليس ملكية أحد وهو ملكية لجميع مناضلات ومناضلي حزب التجمع الوطني للأحرار.

كما يجب على الحزب أن يعمق فكره السياسي، ويعزز تواجده السياسي، ويكسب معركة القلوب، وبدونها، ومن دون فلسفة النضال ونتقرب من هموم الناس، وننصت لمشاكلهم الاجتماعية، سيكون حينئذ حزب نخبوي ولن نربح رهان الانتخابات، وسنترك للأسف المجال فارغا لتيارات أخرى ستتملك هذا الخطاب وتذهب لكسب تعاطف الناخبين، واستمالتهم لربح الاستحقاقات القادمة.

هذا باعتقادي تقييم موضوعي، ينبغي أن نقوم به داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، ونفتح المجال لرجالات المرحلة القادمة ما بعد كورونا، دون أن ننسى أيضا أن هناك في الحزب هامات وقامات سياسية، كأمثال الأخ محمد أوجار، هو دائما ينصت للكفاءات ويستقبلها ويجيبها في الهاتف، ليس كأناس آخرين، كان يحتضننا دائما، فنحن علينا ندعم القيمة السياسية، والعمق والفكر السياسي، لأننا حزب الديمقراطية الاجتماعية، لأننا لسنا حزبا للمصالح، أو un bureau de déplacement، فالمواطنون يريدون منا خطابا سياسيا قويا وهو الذي به سنجد حلولا لمشاكل المواطنين ونقنعهم بممارسة العمل السياسي، خصوصا منهم الطبقة المتوسطة التي تنفر من العمل السياسي والشباب النافر من العمل السياسي"، يقول عبد الرزاق الزرايدي.