الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

جمال العسري: الصراع الحقيقي لن يظهر داخل «البيجيدي» إلا بعد بروزه داخل حركة التوحيد والإصلاح

جمال العسري: الصراع الحقيقي لن يظهر داخل «البيجيدي» إلا بعد بروزه داخل حركة التوحيد والإصلاح جمال العسري

لا يمكن نفي وجود حركة تصحيحية داخل حزب العدالة والتنمية، فهناك تململ وعدم رضا داخل حزب العدالة والتنمية، صحيح أنها لم تصل لدرجة الصراعات والانشقاقات التي تعرفها أحزاب اليسار، ولكن هناك نوع من التململ والاختلاف الذي طفا على السطح منذ إزاحة الأمين العام السابق عبد الإله بنكيران. فطريقة إزاحته لم ترق لمجموعة من مناصريه، وخاصة ما يسمون بـ «الصقور والشباب». لذا رد فعل بنكيران الذي فضل الارتكان للهدوء والصمت لم يساعد على تقوية الحركة التصحيحية وتمكينها من الذهاب بعيدا، وهو ما أدى إلى خمودها دون انطفاء جذوة نارها.

 

الآن ونحن على أبواب الانتخابات هناك أصوات تقول إن «البيجيدي» هو الحزب الوحيد الذي سيتمكن من حصد أصوات مهمة في غياب أي حزب منافس، خاصة في ظل تنامي أصوات مقاطعة الانتخابات المقبلة، والعزوف الانتخابي. فمن سيصوتون ضد حزب العدالة والتنمية اختاروا العزوف والانسحاب والمقاطعة في ظل عدم ثقتهم في أحزاب اليمين، وفي ظل الصراعات التي تعرفها فيدرالية اليسار الديمقراطي.. هذه المقاطعة ستخدم حزب العدالة والتنمية. والمخزن بحاجة إلى حزب العدالة والتنمية ولكن ليس كحزب قوي يمكن أن يحصل على مقاعد في البرلمان ما بين 100 و200، لأن المخزن عبر تاريخه حتى ولو كنت من مسانديه لن يرضى بوجودك كحزب قوي.

 

أما بخصوص الحركة التصحيحية فتعود إلى وجود اختلاف حول التدبير السياسي، ولا تعود إلى اختلاف ايديولوجي أو اختلاف حول التوجه الفكري للحزب، فلا وجود لأي انقلاب فكري داخل الحزب، مادام الجناح الدعوي للحزب، أي حركة التوحيد والإصلاح، لا يوجد داخله أي اختلاف فكري، ولا وجود لمراجعات فكرية داخل الحركة الحاضنة للحزب. وبالتالي فالحركة التصحيحية لا تنصب على التوجه السياسي أو إيديولوجية الحزب، بل هي حركة تصحيحية تنصب على التوجه التدبيري للحياة السياسية للحزب، وقد ظهرت بعد ظهور أصوات تنادي بتقديم «ترضية» أو حسن نية للمخزن عبر العودة إلى السياسة القديمة، أي تقليص عدد المرشحين في الانتخابات المقبلة، من أجل إعطاء إشارة للأحزاب بكون «البيجيدي» لا ينوي الهيمنة على الحياة السياسية.

 

وهذا التقليص الذاتي للمرشحين يواجه معارضة حقيقية داخل فئة الشباب التي لم ترض بهذا التقليص، كما لم ترض بتهميشها، كما لم ترض بطريقة استوزار أمكراز كوزير للشغل، حيث اعتبروها محاولة لكتم الأصوات المعارضة لفئة الشباب. وبالتالي فهي حركة تصحيحية ليس لتوجه الحزب ولأفكار الحزب بقدر ما هي حركة تريد أن تصحح...

 

- جمال العسري، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد