الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الحق غريب: كيف ستمر إمتحانات الدورة الربيعية 2019-2020 بكلية العلوم بالجديدة ؟

عبد الحق غريب: كيف ستمر إمتحانات الدورة الربيعية 2019-2020 بكلية العلوم بالجديدة ؟ عبد الحق غريب
غداً الخميس 10 شتنبر 2020  ستجري كلية العلوم بالجديدة امتحانات الدورة الربيعية 2019-2020 بمدينة الجديدة وبثلاثة مراكز تابعة لها (سيدي بنور وسطات والزمامرة).. وإلى حدود الساعة لا يزال المئات من الطلبة غير مسجلين في لوائح الإمتحانات، بسبب اعتماد العمادة لطريقة غير ناجعة، رغم أن بعض الأساتذة الباحثين نبهوا المسؤولين إلى ذلك واقترحوا عليهم الطريقة الأنسب وحذروهم من صمّ الآذان.
هذا الصباح، العشرات من الطلبة وبعض الآباء  يتوافدون على العمادة من أجل تسجيل أسمائهم، دون جدوى..  لا أحد يستجيب لطلبهم، وكل ما تقوم به العمادة، تقول لهم: "سيرو حتى ليوم الإمتحان وجيوْ، وغادي نفرقوكم"..
أليس هذا قمّة الإستهتار بالطلبة؟
ألا يعبّر هذا عن احتقار واستهزاء المسؤولين بنفسية الطلبة؟
أليس هذا تعبير عن انعدام الحس بالضمير والمسؤولية؟
كيف ستكون نفسية طالب لا يعرف المدرج ولا رقم الإمتحان، وهو الذي فُرض عليه تأجيل هذه الإمتحانات مرتين متتاليتين؟
أما المشكل الكبير الذي يمكن أن يقع يوم الإمتحان هو وفود عدد من الطلبة، يفوق بكثير العدد المرتقب (بما فيه الإحتياط) من القاعات وأوراق الإمتحانات والأساتذة الذين سيقومون بالحراسة.. وهذا احتمال وارد وبشكل كبير، وقد وقع سابقا بكلية العلوم وفي ظروف عادية.
تنظيم هذه الإمتحانات  يشوبها العديد من الاختلالات والهفوات، بالرغم من أن بعض الأساتذة الباحثين سبق أن نبهوا عمادة الكلية لذلك وحذروا المسؤولين من صمّ الآذان.. ولا حياة لمن تنادي.
من المشاكل المتوقعة، والتي قد تعصف بمصداقية هذه الإمتحانات، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
1- كما سبق الذكر، حضور عدد من الطلبة غير المسجلين يفوق توقعات العمادة؛
2- فتح أظرفة نفس الإمتحان بالمراكز الأربعة في أوقات  مختلفة، ما قد يؤدي إلى تسريب الأسئلة في زمن التكنولوجيا المتقدمة؛
3- قبول إجراء طالب للإمتحان بمراكز القرب (أي بعيدا عن إدارة الكلية بالجديدة)، دون أن يتوفر على بطاقته الوطنية وبطاقة الطالب للتحقق من هويته (نسي الطالب بطاقته في منزله؟؟؟).. وهذا يقع كل سنة بكلية العلوم، وفِي هذه الحالة يُطلب من أحد الأعوان الذهاب إلى إدارة الكلية من أجل إحضار البطاقة التقنية للطالب المعني للتأكد من هويته...
كان الله في عون طلبة كلية العلوم الذين يعانون الأمرين.. يعانون من تأجيل الإمتحانات مرتين متتاليتين بسبب تداعيات كوفيد-19 والإرتجال في قرارات الوزارة، وما لذلك من انعكاسات سلبية على نفوسهم، ويعانون من سوء تدبير الإمتحانات من قبل عمادة فاقدة للبوصلة، وتأثير ذلك على معنوياتهم وعلى مصداقية شواهدهم.
في الأخير، يمكن القول أن عمادة الكلية، ورغم المجهودات التي يقوم بها البعض من أجل أن تمر هذه الإمتحانات في ظروف عادية، لم تلتزم بالهدف الأساسي والرئيسي الذي من أجله تم اعتماد مراكز القرب، ألا وهو أن يبقى الطلبة بالقرب من منازلهم وتفادي تنقلهم إلى الجديدة ضمانا لصحتهم وسلامتهم، ومخافة انتشار فيروس كورونا، ذلك أن عددا كبيرا من الطلبة القاطنين بسيدي بنور مثلا، سيجرون الإمتحان بكلية العلوم بالجديدة. 
نتمنى التوفيق والنجاح للطلبة في هذه المرحلة الإستثنائية والعصيبة، وأن تمرّ هذه الإمتحانات في أحسن الظروف لضمان صحة وسلامة الجميع. 
ملحوظة: في هذه الأثناء التي أستعد فيها لنشر هذه المقالة (الثانية والنصف بعد الزوال)، توصلت بمكالمة هاتفية من إدارة كلية العلوم تطلب مني الإلتحاق بالمؤسسة لأسهر على عملية إعادة توزيع أوراق امتحان المادة التي أدرسها لأن اليوم تم تسجيل عدد إضافي من الطلبة.
 
                                                                                             عبد الحق غريب  أستاذ التعليم العالي