الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

لعبة"الدخول المدرسي القاتل": من ينفخ في صور المصيبة؟

لعبة"الدخول المدرسي القاتل": من ينفخ في صور المصيبة؟ محمد الشمسي
تتوجه يوم الاثنين 7 شتنبر 2020 ما يقارب 8 ملايين نسمة من تلاميذ وأطر تربوية وإدارية صوب مدارسهم بمختلف درجاتها تنفيذا لقرار الوزير أمزازي ذي المهام الخمسة في الحكومة ( التربية الوطنية - التكوين المهني - التعليم العالي - البحث العلمي - الناطق الرسمي باسم الحكومة).
طبعا كان قرار أمزازي بفتح المدارس والاعداديات والثانويات والجامعات والمعاهد شيئا مفعولا وما على " العباد أو العبيد" سوى السمع والطاعة...
بالمقابل يواصل فيروس كورونا عربدته وشيوعه وانتشاره لا توقفه كمامة ولا غرامة ولا تباعد ولا تباغض ولا الحواجز الأمنية ولا وصلات تحسيسية تلفزية بئيسة ومفلسة ومملة، " الفيروس خدام كيقتل في عبد الله"...
رجال لفتيت من جهتهم وبما أوتوا من سلطات غير مسيجة ولا محدودة في ظل قانون طوارئ ملتبس يقررون عكس ما يراه أمزازي، إغلاق مدارس هنا وهناك، وحملات وب" البوق" تحث الآباء والأمهات على عدم إرسال أبنائهم لمدارسهم يوم الاثنين وربما تحت طائلة اعتبار الفعل جريمة ضمن جرائم خرق الطوارئ الصحية..
ومدارس "خرجت ليها نيشان" وأعلنتها علنا في يافطة معلقة بمدخل بابها" مكاين دخول مدرسي لا نهار 7 و لانهار 8 ولا نهار 9 وحسمت بالقول" الدخول معلق الى إشعار غير معلوم"...و"قضيو بداكشي ديال عن بعد، راه فعلا كلشي في هاد لبلاد عن بعد نيت"...
في ظل هذا التجاذب بين وزيرين في حكومة اختفى رئيسها حين حميت المعركة وظهر يلتقط له صورا مع " ملكة جمال" "بلا حشمة" منشرحا مبتسما بلا قناع حسب الظاهر من الصورة، علما ان هناك أقنعة مثل الفيروسات لا تراها العين بل يكشفها " الدوام والعشرة"، وقد أوتي كمامته بيمينه"، يطرح المواطن الغلبان الذي وجد نفسه وحيدا إلا من إغراقه بقوانين خرجت بعمليات قيصرية في ظل تفشي الجائحة، وخلفه عياله يمسكون بتلابيب ثيابه مذعورين ، يسكنه سؤال لن يجد له مجيبا" ماذا نحن فاعلون يا حكومة ؟، فهذه استمارة الوزارة وقد وقعناها مصدقين لما جاء فيها، وهذه وزارة الداخلية تخطب في الأزقة والشوارع والأحياء أن الزموا بيوتكم وادخلوا جحوركم ليحطمنكم كورونا بنتوءات تاجه، فإلى أين السبيل؟"...
سدد أولياء التلاميذ ل"شركات التعليم الخصوصي"  واجبات أشهر مضت لم ير فيها أبنائهم حيطان المدرسة ولا وجوه الاساتذة إلا من خلف حاسوب أو هاتف ذكي، وأرغمتهم تلك "المدارس المصوصية" ( صيغة مبالغة لفعل مص) على أداء واجبات إعادة تسجيل لن يقوى أكبر " لحسايبية" على معرفة معيار تحديدها ، وواجبات شهري شتنبر "على الريق" ويونيو من السنة المقبلة مثل "مؤخر صداق" بمعنى "لخلاص كاش و دابا و لهلا يقريك..."، ولن يمر أسبوع أو أسبوعان حتى تتحول المدرسة إلى بؤرة ويتدخل العامل أو الوالي ويوقف عملية " الاحتيال الدراسي" وتصبح مصيبة الأب أو الأم مصيبتان، مصيبة الرعب إلم تكن مصيبة العدوى ومصيبة الجيب ...
في" سكاول أمزازي" صدرت مذكرة التعليمات لكن بدون توضيحات، الكل يستفسر عن الممول الرسمي لمذكرة الوزير، الذي يوفر نفقات المستلزمات الصحية من معقمات وغيرها؟،  ومن هو الراعي الرسمي الذي سيقوم بفعل التعقيم؟ ...
أخبرني صديقي يعمل أستاذا بالقول أنه " ماكاين لا معقمات ولا معقمين ولا فلوس" ولا يفصله عن يوم" دخلة الوزير" سوى يومين،  وزاد صديقي انه وزملاءه في مدرستهم لجؤوا الى " تقنية الصينية" أو " عاون الوزير" على شاكلة " عاون لفريق" ، لجمع ما يمكن جمعه لاقتناء "باش يديبانيو واخا عا السيمانا الاولى من شتنبر" وقد جمعوا "شي بركة تديهم 20 يوما" ...وزاد صديقي انه لن يتحمل وزملاءه وزر التعقيم حتى لا يجنون على انفسهم وعلى تلاميذتهم لانهم ببساطة لا يفقهون في شؤون التعقيم دون الحديث عن أن عقد عملهم مع الوزارة يتوقف على الفعل التربوي وليس " الفعل التعقيمي"...
وأنا أخط هذا العمود علمت أن عدد الاصابات ليوم الاحد 6 شتنبر  وصل الى 2234 ومات 32 شخصا، في الدارالبيضاء وحدها تم تسجيل قرابة 800 حالة اصابة..."واش هادي فالات الخير؟".
سأحتفظ بأبنائي في بيتي رغم أني "شريت ليهم خنشة ديال الادوات" سأحتفظ بهم حتى " يتفاهم لفتيت الآمر بالاغلاق مع أمزازي المتعطش للفتح، حينها سنرى من سيربح في "لعبة الدخول المدرسي" أو لعبة الموت ، وهل ستكون المواجهة في ساحة المعركة أم سيخوضون معركتهم ضد الفيروس عن بعد؟...
انصتوا جيدا ...هناك من ينفخ في صور المصيبة ...