الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

حبيبي: في الحاجة لنقاش وطني حقيقي حول المدرسة

حبيبي: في الحاجة لنقاش وطني حقيقي حول المدرسة عبد الالاه حبيبي
هل هناك نقاش وطني حقيقي حول المدرسة المغربية في سياق الوضع الوبائي أم أن الأمر يرتبط بصلاحيات المسؤولين الجهويين ترابيا لاتخاذ القرار الذي يرونه مناسبا حسب ما يصلهم من معطيات من مختلف الجهات التي لها علاقة بالموضوع....الموقف يتطلب رؤيا تربوية واخرى صحية دون نسيان الاكراهات الاجتماعية للاسر التي لا يمكن لها البقاء في البيت للسهر على تنظيم تلقي الابناء للدروس عن بعد...فما بالك بالاسر التي لا يمكن لها الاستغناء نهائيا عن خدمات الحضانات التي تتكفل بالمواليد والصبيان بالنظر الى وضعية الامهات العاملات طول النهار في الإدارات أو الوحدات الانتاجية او غيرها....لقد تحمل هؤلاء اعباء الحجر الصحي الأول وتدبرن امرهن بدعم اسري او تضامن بين الجيران أو استقدام أحد أفراد الاسرة للمساعدة في حماية الأطفال خلال فترة غياب الأمهات عن البيت، حيث يظل الاطفال محتجزين بين الجدران ليلا ونهارا دون ترفيه أو أية انشطة تعوضهم أجواء المدرسة.. هذا وضع قاس جدا ومعقد ومكلف لهذه الأسر التي لا يمكن لها الاستمرار في هذا الوضع الى ما لانهاية... لهذا وجب أن يكون النقاش موسعا ومستفيضا ومتنوع المصادر والمقاربات حتى لا تختزله رؤيا واحدة والتي تؤثر حتما على القرار الاداري الحاسم والذي يصعب تغييره او تعديله عندما يأخذ مسار التنفيذ والالزام...هناك رغبات ومصالح وارادات طبعا تربك احيانا الخطط والتصورات لكن لن ينبغي ان تحجب عنا الواقع العنيد الذي تعيشه الاسر ذات الدخل المحدود ومعها اسر الطبقة المسماة تجاوزا "متوسطة"، لانها تشكل النسبة الاكبر في مطلب التعليم الحضوري؛ حيث ان هذا الخيار المعبر عنه عمليا يعتبر مؤشرا على اشكالات اجتماعية معقدة خلقها الوباء والقرارات الناجمة عن الحد من انتشاره، يمكن لهذه الاشكالات ان تتعاظم وتتكاثف لتخلق وضعا غير متوقع قد يعصف بكل الاهداف المخطط لها في سياق خيارات الجهات من نمط التعليم الذي تم اقراره مؤقتا او بالتناوب او الى اجل غير محدد.. من هنا وجب مراعاة الرغبات المعبر عنها لانها تمثل ارادة جماعية وخيارا لعدد كبير من الاسر...لكن ما يمكن فعله في سياق التجاوب والتفاعل مع خيارات الاسر ومطالبها هو تحديد دفتر تحملات وطني يقدم المساطر الكبرى ويعهد به للجهات من أجل تكييفه مع المعطيات التي يفرزها الواقع المدرسي محليا... من هنا سنفسح المجال للمسؤولين التربويين الجهويين والاقليميين والمحليين بان يشتغلوا بهدوء ومسؤولية ووعي لايجاد الصيغ المقبولة اجتماعيا وصحيا مع بلورة بدائل وسيناريوهات في حالة ظهور بؤر لتكييف الدراسة مع الاجراءات المستجدة دون اللجوء إلى الاغلاق وارسال التلاميذ الى بيوتهم التي من الصعب أن يجدوا فيها من سيتكفل بهم تعليميا وأمنيا بالنظر الى وضعية الاسر التي يشتغل فيها الوالدان معا...