السبت 4 مايو 2024
كتاب الرأي

مرفوق : هل وضع بنعبد الله حبل المشنقة على عنقه؟

مرفوق : هل وضع بنعبد الله حبل المشنقة على عنقه؟ محمد مرفوق
إذا كان الأمناء العامون لأحزاب الأغلبية المشاركة في الحكومة على علم مسبق بموعد اللقاء الملكي، يوم الاثنين المقبل 7 أكتوبر 2019 من أجل تنصيب الحكومة الجديدة التي حسم كل شيء بشأنها، فما هو الداعي الذي جعل نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، يعقد اجتماعا لمكتبه السياسي يوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 من أجل الإعلان عن قرار مغادرة حزبه سفينة الحكومة؟ موجها في نفس الوقت، دعوة لانعقاد دورة خاصة للجنة المركزية يوم الجمعة 4 أكتوبر 2019 قصد تدارس هذا القرار والمصادقة عليه، ومن تَمَّ إبلاغ رئيس الحكومة بالقرار النهائي؟ ؟
وإذا كانت الأمور قد حُسمت حتى قبل أن يجتمع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، فلماذا كل هذه المسرحية، وكل هذا التمثيل البئيس الذي لا يرقى حتى إلى درجة الفن الرديء؟!
سبق أن قلنا في النقابة المستقلة سماتشو بأنه حفاظا على ماء الوجه، وحتى لا يُقال بأن حزب المعقول تم طرده من الحكومة، اجتمع مكتبه السياسي على عجل ليعلن للعموم اتخاذه "قرار انسحابه" من الأغلبية الحكومية.
ولكن المكتب السياسي وضع نفسه في ورطة كبيرة بدعوته إلى انعقاد اجتماع دورة للجنة المركزية من أجل تدارس هذا القرار والمصادقة عليه!!
فإذا تمت المصادقة من طرف اللجنة المركزية على الخروج من الحكومة، وسيكون مجرد قرار شكلي في حد ذاته، ما دام قرار الطرد قد تم اتخاذه خارج إطار حزب الكتاب، في هذه الحالة ستبدو الأمور عادية وسيتم كل شيء بسلام.
ولكن، إذا أخدنا بعين الاعتبار سيناريو آخر خطير، يفول بحالة رفض اللجنة المركزية لمغادرة الأغلبية الحكومية، وهذا محتمل الوقوع! فماذا سوف يكون موقف "الحاج محمد بنعبد الله" هو وأعضاء المكتب السياسي المجتمعين بداية هذا الأسبوع والمتخذين "قرار الانسحاب"؟ في هذه الحالة كيف يمكن لنبيل بنعبد الله أن يُقنع رئيس الحكومة بفتح اللائحة من جديد وقبوله بتعيين الحزب على رأس وزارة الشبيبة والرياضة أو وزارة أخرى؟!! علما بأن مكونات اللائحة حُسم في أمرها مع الجهات العليا، والترتيبات الشكلية هي وحدها سارية المفعول الآن، ليتم الإعلان رسميا عن حكومة سعد الدين العثماني الثانية في غضون الأيام القليلة الآتية؟!!
وها يبقى حل وحيد أمام "الحاج محمد بنعبد الله"، هو وضع حبل المشنقة بيده على عنقه، ويأمر مكتبه السياسي بدفع الكرسي من تحت أرجله!!
كما أنه يتوجب في هذه الحالة، على كل أعضاء المكتب السياسي الموقعين على "قرار الانسحاب" تقديم استقالاتهم من قيادة حزب علي يعتة مع تقديم اعتذار لكل مكونات الحزب وتنظيماته الموازية..
وهذا هو المسلك والمخرج الوحيد للحزب الشيوعي المغربي، إن هو أراد استرداد سلامته وعافيته، وإعادة كسب ثقة المواطن المغربي في مبادئ الحزب ومواقفه..
اللجنة المركزية غدا ستكون أمام اتخاذ قرار حاسم، إن هي أرادت أن تخرج الحزب من متاهة ومستنقع الانتهازية التي أُقحم فيها كل هذه السنوات الأخيرة، عليها أن تصوت ضد قرار المكتب السياسي وتعلن رغبتها في أن يستمر حزب الكتاب ضمن تشكيلة الأغلبية. مسار ومستقبل الحزب بيدها الآن، قرار سيسجله التاريخ لها أو عليها، وستحاسب عليه مستقبلا إما قدحا أو مدحا
محمد مرفوق: الكاتب العام لنقابة "سماتشو" ورئيس اتحاد النقابات المستقلة