وأخيرا انساب الماء بشكل طبيعي إلى مدينة تطوان التي عاشت انحسارا كان ينذر بوضعية متأزمة للتزود بالماء. إذ عرفت وضعية المخزون المائي بالسدود المزودة بالمدينة والشريط الساحلي تحسنا ملموسا، نتيجة تهاطل أمطار الخير على أهل تطوان ونواحيها، استجابة لدعوات وتضرعات الناس من الخيرين والكرام والصلحاء الذين لم ينفكوا يبتهلون إلى الله ليمطرهم بشآبيب رحمته، وهو ما أدخل الفرحة على الساكنة، بعد تهاطل الأمطار، ليبعد عنهم شر الاحتباس المائي.
وقد كانت ساكنة تطوان كما هو معهود فيها تعبر بشكل حضاري، وبصبر وتأن، في التعاطي مع وضعية ندرة الماء إلى أن جاء الفرج من عند الله.
وقد وصلت النسبة الإجمالية لامتلاء السدود 13 مليون متر مكعب، فضلا عن تخزين 10 مليون متر مكعب بحقينة سد واد مرتيل رغم أنه ما زال في طور الأشغال.
وتجدر الإشارة إلى أن الحاجيات السنوية من الماء في المنطقة تبلغ 38 مليون متر مكعب. كما أن حجم إنتاج الماء المعالج مرتبط بكميات المياه المتوفرة في السدود وبمحطات المعالجة.
ورغم أهمية طاقة معالجة وإنتاج المياه، فإن سدي سمير ومولاي الحسن بن المهدي لا يتعدى مخزونهما إلى حدود اليوم على التوالي نسبتي 13% و15%.
وعلاقة بموضوع الأشغال التي تمت مباشرتها لتأمين تزويد مدينة تطوان والنواحي بالماء الصالح للشرب، وذلك لتفادي أي وضعية ندرة في مستوى المخزون من هذه المادة الحيوية، وضمان مستويات آمنة لحقينات السدود، تم إنجاز قنوات على طول 24 كلم لتزويد سد مولاي الحسن بن المهدي انطلاقا من سد طنجة المتوسطي بصبيب يصل إلى 500 لتر في الثانية، وذلك في غضون شهرين على أبعد تقدير احتسابا منذ الآن. بالإضافة إلى إنجاز محطة للماء الصالح للشرب على سد واد مارتيل بنفس الصبيب المذكور، والتي سيتم تشغيلها خلال الشهر المقبل. فضلا عن ربط سد مولاي بوشتى بسد النخلة عبر قنوات تمتد على طول 25 كلم وتؤمن نفس الصبيب كذلك.
وترقبا لاستمرار التساقطات المطرية بالوتيرة التي عرفتها الأسابيع الماضية، علمت "أنفاس بريس" من مصادر مطلعة أنه سيتم منذ اليوم الاثنين 19 دجنبر 2016 تعليق برنامج التقنين المعمول به خلال هذه الفترة، وذلك بالرجوع إلى وضعية التزود الاعتيادي بالماء الصالح للشرب.
وصدق الحق في قوله تعالى: "هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد".