Monday 7 July 2025
كتاب الرأي

مصطفى المتوكل الساحلي: حق "الفيتو" الذي يراد به الباطل

مصطفى المتوكل الساحلي: حق "الفيتو" الذي  يراد به الباطل مصطفى المتوكل الساحلي
حق "الفيتو" الذي  يراد به الباطل، يعطل البعض بمزاجه ما يريد ومن أقبحه رفض إيقاف جرائم حرب الإبادة في غزة؟  
 البلطجة الإمبريالية سياسة للتحكم في الدول، وابتزاز الثروات، والتفنن في تعليل دعم الإبادات الجماعية، وصناعة خرائط الهيمنة بزرع الفتنة و الكراهية والإقتتال الداخلي وجعل الخيانة مصدرا لجني الأموال،  واتهام الشعوب وقوى  الممانعة والمقاومة لكل أنواع الإحتلال العسكري والاقتصادي والثقافي بالإرهاب ومعاداة السامية...ومن تصريحات ترامب المستفزة  المنحازة للظلم والباطل والتي تعلن بصلافة أن حكومة ترامب وحكومة الاحتلال هيكل واحد :(..نتنياهو سيأتي إلى هنا وسنتحدث عن الكثير من الأمور، أيضا سنتحدث عن النجاح الذي أحرزناه. لقد وصلنا إلى نجاحات باهرة في إيران غير مسبوقة والضربات الجوية كانت دقيقة في إيران. وسنتحدث أيضا عن غزة)؟ !.
 
إنهما متواطئان ومتحالفان في الإبادة الجماعية والحصار والتخريب، ومتحدان على غزة بتزكية عملية من "النيتو"؟. إن النوايا والأفكار والتصريحات والأعمال التي تقوم بها أمريكا بتنسيق تام مع إسرائيل و "النيتو"، وبشراكات رسمية ظاهرة وخفية مع دول غربية متشبعة بالحربائية وسياسة الكيل بمكيالين  مؤيدين واقعيا لسلطة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين خاصة وأراض شرق أوسطية عامة. 
 
ومن تجليات لؤم وفضائح وخيانات هذه المجموعة الغربية تعمد تعطيل بعض مهام مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بالأمن والسلام والغداء والدواء والرعاية الصحية والتعليم وحقوق الانسان و..إلخ. واحترام حقوق الدول وشعوبها بالعالم، وزعيمتهم في كل هذا الإنحراف هي أمريكا التي تمارس تغولها المبلطج بالإنسحاب من اتفاقيات أممية أو إيقاف المساهمة المالية لبعض منظماتها، أو إطلاق التهديدات بفتح جهنم في غزة أكبر من التي فتحتها المنظمات العسكرية الإسرائيلية منذ القرن الماضي.
 
ومن أوجه تجليات الإمبريالية الديكتاتورية المتغولة:  
-  تسلط أغلب الدول الكبرى باستعمال ما يسمى "حق"    الفيتو ! الذي حولوه إلى فيتو "الباطل". 
 - ومنها البدعة الضالة بتكليف شركة أمريكية لتوزيع بعض الأطعمة بعد حصار  إجرامي يقارب السنتين الذي هو مصيدة الإكراه التي تخدم العسكر الصهيوني ليقتل منهم كما يريد وبالطرق المسايرة لمخطط الإبادة والتهجير أمام أنظار وصمت أصحاب هذا الفخ. إنهم رعاة الفاشية والنازية المتصهينة ، ومعهم بعض حكام الغرب المتناوبون الحاضنون  والحامون والمدعمون للكيان المحتل في كل جرائمه منذ عقود.
 
- أنهم أول من تجرأ على إعلان الإعداد لمخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
- تعمدهم إقصاء المنظمات الأممية من غزة ومنعها من التدخل الشامل وفقا لمعاييرها بأبعادها الإنسانية في علاقة بضرورات الحياة البشرية، حتى يخلو لهم المجال لتشديد الحصار برا وبحرا وجوا وتدمير كل مقومات الاستقرار والعيش.
إن الغايات من القبول باستمرار جرائم الحرب الصهيونية المدعمة أمريكيا وغربيا بتمطيط وتعطيل ما يسمى المفاوضات وبإطلاق غارات طالت فلسطين الكبرى والشام الكبير و ...  : 
- إعادة رسم خرائط الشرق الأوسط الجديد بضرب منظمات المقاومة.

- التحكم في بعض الدول التي لاتقوم إلا بتقمص الممانعة عبر بلاغاتها منذ عقود  لضمان إدماجهم  في جوقة القابلين - لجعل   الكيان المحتل اليد المنفذة لقرارات الإمبريالية الصهيونية   في الشرق الاوسط - بسعيهم الحثيث لضم  القدس الشرقية للغربية  لتصبح مركزا للسلطة العالمية للديانات السماوية / الابراهيمية ، ولتتقاسم السلطة الدينية مع   شبه الجزيرة العربية. فإذا كانت الدولة السعودية هي حامية وخادمة الحرمين الإسلاميين ، فإن كيان الاحتلال سيحكم القدس كعاصمة للديانات الثلاث بمذاهبها المختلفة ليكون من يحكم أرض فلسطين هو خادم الديار المقدسة "السامية" الذين سينظمون مواسم الحج والزيارات :  اليهودية، والمسيحية الكاتوليكية والبروتيستانتية والاورتودوكسية...وكذا المزارات المقدسة عند المسلمين. 

ولعل "تصريح  ترامب " الحمال لتحذيرات متعددة بأنه يريد تقاسم مداخيل موسم الحج لأن الرب واحد إنه لن يعدم الأسباب ليجد آلية جبائية لاستخلاصها، وقد يصل  إبتزازه إلى أن يفاوض على أن يتركوا للمسلمين الحج الاسلامي  مقابل أن تكون فلسطين الكبرى لهم...أو يهددوا بضرورة استرجاعهم لأراض بالجزيرة العربية ومنها   المدينة المنورة التي كانت تقطن بها  قبائل يهودية :  بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَبَنِي النَّضِيرِ، وَبَنِي قُرَيْظَةَ...، و قد يسعون  إلى المطالبة بدعم من لوبيات "الفيتو" باسترجاع أراض غادرها اليهود في كل الدول العربية والإسلامية منذ الأزل، وليضغطوا  لتعديل القوانين في الدول التي غادروها ما بعد 1948 بضمان الحق في الانتماء الأصلي وامتلاك الجنسية. ولم لا لإلزامها بأن تضمن لهم التمثيلية في مؤسساتها بنسب يحددونها تماشيا مع ما هو معمول به في بعض الدول الغربية وحتى الدول الشرقية حيث يجمعون بين جنسيتين مواطنون أمريكيون أو بريطانيون أو ألمان أو فرنسيون. فمنهم مجندون وضباط في الكيان، والبعض الآخر يشكلون لوبيات مجندة لدعم الاحتلال بكل الطرق.
 
إن الخطر الأكبر للصهيونية العنصرية  هو مخططات تسيير إرهاب "المستوطنين المتطرفين" بحماية ودعم من الجيش الغاية من إفراغ الأسر من منازلها بالمدن المخيمات  مع هدمها، و تهجير أكبر عدد ممكن من المناطق القروية والفلاحية والرعوية المستهدفة لإقامة مستوطنات جديدة بأفق منظور عندهم بإنهاء حلم قيام الدولة الفلسطينية.
 
إنهم أينما يتوجهون لايأتون  بخير ولاحول ولا قوة إلا بالله هكذا وصف القرآن في سورة الأحزاب أحوال المسلمين بالمدينة من تحالف الأحزاب من قريش واليهود والمنافقين من خارج المدينة ومن داخلها بحصار قوي عسكري واقتصادي و..."اِذْ جَآءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنَ اَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ اِ۬لَابْصَٰرُ وَبَلَغَتِ اِ۬لْقُلُوبُ اُ۬لْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ اِ۬لظُّنُونَاۖ (10) هُنَالِكَ اَ۟بْتُلِيَ اَ۬لْمُومِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاٗ شَدِيداٗۖ (11)".
 
فكيف أحوال الشعب الفلسطيني  بسبب الحرب الجهنمية بأحدث الآليات والطائرات وأقوى القنابل  والحصار المطبق الممارس عليهم من قيادات لأحزاب تحكم دولا كبرى منحت لنفسها بقوة الحروب ما سمي "حق الفيتو" ليرتكبو أكبر جريمة  باستعمالهم للفيتو الرافض لايقاف الحرب. 

إنه "باطل هذا الفيتو ". ليكن الله في عون الشعب الفلسطيني