الجمعة 10 مايو 2024
خارج الحدود

"نوفيل أوريزون":طرد الجزائر لمهاجرين من جنوب الصحراء جريمة ضد الإنسانية

"نوفيل أوريزون":طرد الجزائر لمهاجرين من جنوب الصحراء جريمة ضد الإنسانية

وصفت مجلة (نوفيل أوريزون) الأسبوعية السنغالية، طرد السلطات الجزائرية لمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، ب"الأمر المرعب" الذي يشبه "جريمة حقيقية ضد الإنسانية".

وأوضحت الأسبوعية في عددها للأسبوع 15- 21 دجنبر الجاري، أن "ما تسمح السلطات الجزائرية لنفسها بالقيام به في بلدها ضد شباب من جنوب الصحراء كانوا يرغبون في العبور إلى الإلدورادو الأوروبي المتوهم، هو أمر مرعب شبيه بجريمة حقيقية ضد الإنسانية".

وجاء في مقال المجلة تحت عنوان "الأرض الموعودة غير الممكن ولوجها" أن الخطأ الوحيد الذي ارتكبه هؤلاء المهاجرون كان "اختيارهم للجزائر وليس لبلد آخر في المغرب العربي أو المشرق بهدف الولوج إلى القلعة الأوروبية حيث يعتقدون أنهم سيجدون لهم موطئ قدم تحت الشمس".

وأضافت المجلة أنه "عبر تجميعهم في معسكرات اعتقال حقيقية قبل نقلهم إلى جنوب الجزائر، وطردهم بعدها إلى الصحراء الكبرى، تكون السلطات الجزائرية قامت بذلك دون احترام لأي من الحقوق الأساسية المعترف بها للكائن البشري".

ونددت بكون "هذا السلوك من جانب السلطات الجزائرية يعكس في الواقع الازدراء والتمييز والعنصرية التي يقع ضحيتها السكان السود سواء الأصليون منهم أو المهاجرون".

وبعدما نوهت بالسياسة الخارجية الإفريقية للمملكة المغربية التي تثق تمام الثقة بأن مستقبلها ومصيرها سيكون بشراكة مع الدول جنوب الصحراء، أثارت الافتتاحية الانتباه إلى أنه من الفضائحي وغير المسؤول أن لا يدين المثقفون ووسائل الإعلام والنخب الإفريقية هذه "الجريمة" الجزائرية وهذا "الطرد المستهدف للسود" حتى وإن كان الشباب المهاجرون الذي يمرون عبر دول المغرب العربي مخطئين في اعتقادهم أن أوروبا هي الأرض الموعودة.

وكتبت المجلة أنه من الواضح أن هؤلاء الشباب لم يكونوا ليعبروا الصحراء ويخضعوا لكل هذا الإقصاء والنبذ، لو لم تبد لهم آفاق ومستقبل مشرق تتاح لهم في بلدان الاستقبال، مضيفة أن هذا لا يمنع من القول بأن "مطاردة السود الأفارقة من جنوب الصحراء" من طرف الجزائر يشكل مساسا لا يوصف بحقوق الإنسان.

وخلصت المجلة إلى القول إن شرف الإنسان وكرامته اللذين طالما دافع عنهما مثقفون من قبيل الشيخ أنتا ديوب، وفرانز فانون، وليوبود سيدار سنغور، وإيمي سيزير، وماركوس كرافي، يفرضان اليوم على القادة والنخب في عالم السود الرفض القاطع لهذه العلاقات غير المشرفة والمهينة التي تريد بعض الأطراف إخضاع الشباب الأفارقة الذين لهم حقوقهم مثل جميع الناس له.