قال محمد ياسر اكميرة،عضو المجلس الوطني للحزب الإشتراكي الموحد ، إن الأزمة السورية ليست محصورة في مدينة حلب بعد التطورات الأخيرة التي عرفتها، بل هي دائمة منذ سنين وعلى امتداد التراب السوري، مشيرا الى أن بداياتها تعود الى المنعطف الخطير الذي عرفه الحراك الشعبي السوري الذي ووجه بالقمع لما كان مطالبا بإصلاحات ديمقراطية حقيقية وعميقة، وأضاف اكميرة أن عسكرة الثورة شكلت فرصة لجعل سوريا (والعراق إلى جانبها) مرتعا لقوى إقليمية ودولية كثيرة جعلت من الأراضي السورية مسرحا لصراعات مصالحها الإستراتيجية مسخرة لصالحها أطراف الصراع الداخلي، ومنها من كان دعمه واضحا لما يسمى المعارضة الجهادية المسلحة سواء باستقدام العناصر أو بالتسليح والتمويل والتدريب .
ولفت اكميرة الإنتباه الى أنه كان من المفيد للحراك الشعبي السوري أن يحافظ على سلميته رغم تعرضه لقمع النظام، حيث كان سيقدم تضحيات لا محالة ولكن الخسائر لم تكن لتصل أبدا إلى هذه الفظائع التي نشاهدها الآن، فبالإضافة إلى الخسائر المرعبة على جميع المستويات – يقول اكميرة - صارت السيادة الوطنية السورية نفسها على كف عفريت.
كما أبدى ياسر اكميرة أسفه للتلاعبات الإعلامية الكبيرة فيما يخص الأزمة السورية، باعتبارها جزء من المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد سوريا والمنطقة ككل، بالإضافة الى تجييش الرأي العام من القوى السياسية في المنطقة والتي لها مرجعية دينية بأساليب منحازة متاجرة بمآسي الشعب السوري وشعوب المنطقة عموما.
كما تطرق في تصريحه الى فظائع الحركات الإسلاموية الجهادية غير مسبوقة من قتل ميداني بأبشع الطرق ولكل الفئات، وترهيب، وتهجير، وسبي، وتدمير لكل مقومات الحضارة ..في ظل صمت مطبق لربيباتها في دولنا، منتقدا تصاعد البكاء في صفوفها بسبب خسارة ما يسمى بالمجاهدين في معركة عسكرية ضارية، مشيرا الى أن حلب تحترق نعم ولكن احتراقها لم يبدأ الآن فقط، وأضاف أنه لا يعقل المفاضلة بين قتل وآخر فلا شيء يبرر قتل إنسان أيا كان، ولا شيء يستحق روح طفل أو عجوز أو امرأة أو تشريد عائلة أو تيتيم صبية ..مضيفا بأن هناك استرزاق إعلامي خبيث بمأساة الشعب السوري، وهناك ترويج كبير لأخبار كاذبة ولصور مفبركة يعود أصلها لضحايا عدد من الكوارث الطبيعية التي شهدتها دول أخرى أو نزاعات مسلحة سابقة .
وعن تدخلات القوى الدولية العظمى في الأزمة السورية، أشار اكميرة أن تدخلات القوى الدولية العظمى يسائل دول المنطقة أنظمة وشعوبا، ويجعلنا نقر بأن سبب ذلك هو الفشل في بناء دول متقدمة قادرة على الحفاظ على سيادتها وفرض احترام مصالحها الوطنية على باقي دول المعمور، مؤكدا بأنه لابديل حقيقي لدى كل القوى الوطنية الصادقة بمختلف توجهاتها عن الجلوس على مائدة حوار وطني شامل يستحضر مسؤولية الحفاظ على الوطن الذي أصبح كيانه مهددا بالزوال، ويقطع الطريق على كل العملاء والمرتزقة الذين استقدموا إلى سوريا من كل حدب وصوب خدمة لأجندات دولية وإقليمية، وأن تقتنع كل الأطراف بأن لا سبيل للحفاظ على الدولة والوطن إلا بناء نظام وطني ديمقراطي ونبذ كل أشكال الاستبداد والتطرف والطائفية التي لن تجلب إلا المزيد من الاقتتال والدموية وتدخل الجميع في دوامة متحكم فيها من طرف قوى دولية وخاصة منها الإمبريالية المتجسدة أساسا في الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها.
مجتمع