من المقرر أن ينظم المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية والجمالية بمدينة فاس يومي 12و13 غشت 2025 مؤتمره العالمي الخامس في موضوع: "منهج التزكية: بناء للإنسان وحماية للأوطان".
أعلن المركز عن محاور المؤتمر المتمثلة:
* علم التزكية: مناهج ومقاربات
* البناء الداخلي للإنسان: مقاربات مختلفة.
* التصوف ومقاربته للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والنهوض الحضاري
* التصوف وترسيخ قيم المواطنة الفاعلة والتعايش مع الآخر..
* الوظائف الحمائية للتصوف، وحدة العقيدة والمذهب تحت إمارة المؤمنين..
أعلن المركز عن محاور المؤتمر المتمثلة:
* علم التزكية: مناهج ومقاربات
* البناء الداخلي للإنسان: مقاربات مختلفة.
* التصوف ومقاربته للإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والنهوض الحضاري
* التصوف وترسيخ قيم المواطنة الفاعلة والتعايش مع الآخر..
* الوظائف الحمائية للتصوف، وحدة العقيدة والمذهب تحت إمارة المؤمنين..
آخر أجل لإيداع الملخصات : 30 يونيو 2025، الإخبار بقبول الملخصات بعد فحصها من اللجنة العلمية: 10 يوليوز 2025.
وآخر أجل لإيداع البحوث كاملة: 30 يوليوز 2025.
وحسب أرضية المؤتمر تقبل الملخصات باللغات: العربية والأمازيغية والإنجليزية والفرنسية
للتواصل:
* ترسل الملخصات والمداخلات كاملة إلى العنوان الإلكتروني: [email protected]
* أو عبر الواتساب: 212705982871+
وحسب أرضية المؤتمر، الإنسان هو مناط الأمانة في هذا الوجود، وهو المتحمل تكليفا وتشريفا لمسؤولية عمارة الأرض، وخلافة الله سبحانه وتعالى في عالم الشهادة ليكون مصدر رحمة وشفقة وحياة. لكن الواقع هو أن معظم مشكلات العالم اليوم إنما منبعها الإنسان نفسه، فقد صار هذا الإنسان نقمة على نفسه، وعلى أسرته، وعلى وطنه، وعلى محيطه الحيوي، عوض أن يكون مصدر رحمة ونفع في الكون وفق الناموس الإلهي الذي سطره الله لعباده مسترشدا في ذلك بالنماذج النبوية.
إن هذا الإنسان لا يحقق الغاية من وجوده إلا إذا كان مبنيا على أساس قوي، ولن يتأتى هذا البناء إلا إذا تربى على أخلاق أهل الإحسان العارفين بالله تعالى الذين بلغوا أعلى المقامات والرتب في تزكية النفس، من خلال استمدادهم من الصفات الخلقية الظاهرية والباطنية لسيدنا رسول الله ﷺ المثال الأسمى للنموذج الإنساني الكامل" وإنك لعلى خلق عظيم".
لذلك كان الصوفية أحرص الناس على تحقيق هذا العمران الرباني من خلال تركيزهم على منهج التزكية، والتي يقصد بها إعادة ترميم الإنسان داخليا ليكون صالحا لتلقي المعرفة الإلهية أولا، ومحققا للتناغم الكوني الذي أبدعه الخالق سبحانه وتعالى فأحسن إبداعه ثانيا.
ولعل أهم مرتكز يستند عليه الصوفية في بناء هذا الإنسان هو تطهير العقل والقلب وتهذيب النفس من صفاتها الظلمانية كالاستكبار والعلو، والحقد والضغينة، والحسد والجشع.. حتى تصير طيبة مطمئنة سالمة مسالمة.. فالإنسان بناء مركب من روح وجسد وعقل وقلب ونفس..
وأهم ما يقاس به الإنسان الفرد، والجماعة الإنسانية في مساعيها الحضارية، هو روحانيتها وتنويرها الروحي.. ومن ثمة كان للتصوف دور مهم في الوقاية ضد الأفكار المنحرفة والمظاهر الزائفة.. فهو يغرس في قلوب الناس البعد التربوي والجمالي بغية استيعاب وفهم الأمور بدون تطرف أو عنف أو تشدد أسوة برسول الله ﷺ الذي أرسل رحمة للعالمين .
لذلك، كان منهج الإسلام إصلاحيا مقاصديا يراعي دفع المفاسد وجلب المصالح، وهو ما يحث عليه التصوف في بعده التربوي والتزكوي، وبما يدعو له من اعتدال وتوازن، لا إفراط ولا تفريط، حيث يحتاج الإنسان إلى المخزون الفكري والفقهي والعلمي، كما يحتاج في الآن نفسه إلى المخزون الروحي الذي يشحذ العزائم، ويهذب الشخصية، ويقوم السلوك والفعل.
إن واقعنا المعاصر في حاجة إلى هذا المنهج الذي يلبي حاجات الأجيال فكريا وتربويا حتى تجد فيه المنهل العذب، والمورد الصافي فكرا وروحا، وبذلك تنطلق مسيرة التحصين لشباب اليوم من مغريات تجذبهم إلى الغلو والتشدد، ومن ردود الفعل غير محسوبة العواقب التي تظهر من خلال السلوك المتطرف والإرهابي، أو تجذبهم إلى التفريط والاستهتار بالقيم، والانحدار إلى مستويات غير مقبولة من الانحراف السلوكي أو الميوعة الأخلاقية.
ومن هذا المنطلق، فعلم التصوف مؤهل للإصلاح والبناء، حين يجمع القائمون عليه بين علوم الشريعة وعلم الحقيقة، وبين الأصالة والمعاصرة، وبين الالتزام بالمقاصد الشرعية السامية، مع الاستفادة من تقنيات العصر واختراعاته وعمرانه. ومن ثمة، يمكن للتصوف أن يجدد الدعوة إلى الالتزام بالسلوك القويم في الحياة العامة، لتنطلق المسيرة في سفينة نجاة البشرية جمعاء من خلال رسالة الأمة الوسط التي تدعو إلى خير وكرامة وحرية الإنسان .
فالدور التربوي والحضاري، لا ينطلق إن لم يتم إعداد أجيال واعدة مسلحة بالعلم والخبرات والتربية المتوازنة للشخصية وللنفس الزكية.
إننا اليوم كأمة، بحاجة إلى وثبة إيمانية روحية تعيد التوازن المفقود بين القول والعمل والروح والبدن، وتفتح قلب الإنسان على آفاق الروح وأنوارها، وتبعث قوتها الكشفية والذوقية بغية اكتمال صفة الإنسان. وهذه الوثبة الروحية لا تتم إلا في إطار تربوي أخلاقي يضمن الحصانة والوقاية من كل زيغ وانحراف، ويشكل بنية تحتية أخلاقية تصلح أساسا للبناء الاجتماعي المتماسك، فتكتمل بذلك أهم شروط الأمن الروحي الذي لا مناص منه لتحقيق الأمن الحضاري..