الاثنين 13 مايو 2024
خارج الحدود

المخابرات الأمريكية تفقد أهم زبون لها بالعالم وهكذا أهانها الرئيس ترامب

المخابرات الأمريكية تفقد أهم زبون لها بالعالم وهكذا أهانها الرئيس ترامب

أثار ازدراء الرئيس المنتخب دونالد ترامب بتقرير سري أعدته وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" عن تدخل روسيا في الانتخابات الاميركية، قلقا لدى خبراء يتخوفون من إحداث فجوة غير مسبوقة في العلاقات بينه وبين الوكالة، مصدر المعلومات الرئيسي للبلاد.

ويرى مسؤولون كبار سابقون في جهاز الاستخبارات ان رفض ترامب لاستنتاجات الوكالة حول تنفيذ موسكو هجوما الكترونيا استهدف حواسيب الحزب الديموقراطي ونشر معلومات لترجيح كفة ترامب، سيلحق ضررا في نهاية المطاف في عملية وضع السياسات الاميركية، الا في حال تحسن العلاقات بين ترامب والوكالة.

ولكنهم يقولون ان ترامب صب الزيت على النار عبر سخريته من السي آي ايه ورفضه تلقي تقارير يومية سرية ترفع للرئيس الاميركي من مستشاريه الامنيين الكبار.

وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية مايكل هايدن لتلفزيون "سي ان ان" الأربعاء "اعتقد ان الرئيس المنتخب هو المسؤول الاميركي البارز الوحيد الذي لم يعترف بعد ان الروس قاموا بشن حملة واسعة النطاق وخفية ضد الولايات المتحدة".

وحذر هايدن ومدير الاستخبارات السابق ليون بانيتا من ان ازدراء ترامب بالوكالة مؤشر على بداية صعبة لعلاقة هامة.

وراى ان "الاستخبارات يجب ان تدعى لوضع الاسس والحدود لخيارات سياسية عقلانية"، معتبرا ان "احتمال حدوث ذلك يبدو صعبا بعد الاسبوع الماضي، ونحن نمضي بالاتجاه الخاطىء".

واعتبر هايدن ان ترامب، برفضه رأي وكالة الاستخبارات المركزية، اختار الاتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يعتبر غريما خطرا لواشنطن

وتابع "في هذا الامر بالذات، ترامب يقول الشيء ذاته الذي يقوله بوتين"

وفي مقابلة تلفزيونية بثت الاحد الماضي مع قناة "فوكس نيوز"، قال ترامب حول معلومات عن تدخل موسكو لمساعدته في الفوز في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، "اعتقد انه امر سخيف. انها ذريعة جديدة لا اصدقها"، مؤكدا انها رد من الديموقراطيين على خسارتهم الانتخابات.

واضاف "لا يعرفون اذا كانت روسيا او الصين او اي جهة اخرى" مارست القرصنة ضد هيئات سياسية خلال حملة الانتخابات الرئاسية. واوضح "قد يكون شخصا كان في سريره في مكان ما. لا يعرفون شيئا بعد"

ورفض فريق ترامب الانتقالي بشكل اكثر حدة منه هذه الخلاصات، معتبرا ان المحللين اصحاب الاستنتاجات "هم انفسهم من قالوا ان (الرئيس العراقي الاسبق) صدام حسين يملك اسلحة دمار شامل".

واعتبر مسؤولون سابقون في الوكالة هذه التصريحات "مهينة"، محذرين من الاضرار المعنوية التي قد تلحق بالوكالة المفتخرة بتقديمها تقييمات غير مسيسة.

وقال مدير العمليات السابق في "سي آي ايه" جاك ديفاين (32 عاما) لوكالة فرانس برس ان خطوة ترامب "غير مسبوقة".

واضاف "اعتقد انه كان من الخطأ الشديد تجاهل خلاصات استخباراتية والوكالة بشكل ابعد".

واكد ديفاين الذي يشغل حاليا منصب مدير شركة الاستشارات الامنية "اركين غروب" ان وكالة الاستخبارات المركزية مؤسسة سيحتاج ترامب للاعتماد عليه حين تنصيبه رئيسا في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.

واعرب ديفاين عن قلقه من ان يؤدي "الخلاف العلني الى قضايا معنوية داخل الوكالة".

واعتبر الموظف السابق في الوكالة هنري كرمبتون انه ليس من غير المألوف ان يتوصل البيت الابيض والسي آي ايه الى استنتاجات مختلفة من معلومات استخباراتية واحدة.

وقال لوكالة فرانس برس "الامر غير العادي هو مجاهرة الرئيس المنتخب بموقف علني مخالف للمجتمع الاستخباراتي بهذا الشكل المهين".

ويشير منتقدو ترامب الى انه لم يقم بازدراء خلاصات الوكالة حول التدخل الروسي في الانتخابات فحسب، بل قلل من شأنها ايضا عبر رفضه تلقي تقارير يومية سرية ترفع للرئيس الاميركي.

وقال ترامب في المقابلة التلفزيونية عن هذه التقارير "أتسلمها حين احتاج اليها"، موضحا "انتم تعلمون. انا شخص ذكي لا احتاج الى ان يقولوا لي الامر نفسه والكلمات نفسها يوميا خلال الاعوام الثمانية المقبلة. لان ذلك قد يستمر ثمانية اعوام".

واعتبر كرامبتون ان مثل هذه المواقف ستضع عضو الكونغرس مايك بومبيو الذي رشحه ترامب لقيادة وكالة "سي آي ايه" في موقف صعب بين بناء علاقة مع موظفي الوكالة وفرض احترامها على ترامب.

واكد كرامبتون ان القضية ليست مجرد مسألة معنويات واحترام، لان الرئيس سيكون لديه عبر مدير الوكالة خط مباشر للعمليات السرية.

واوضح "هذا الامر يتطلب وجود ثقة"، مشيرا الى ان اهانة البيت الابيض للوكالة قد يضر بسمعتها دوليا.

وبحسب كرامبتون، فان "الرئيس هو الزبون رقم واحد للمعلومات الاستخباراتية للسي آي ايه".

واضاف "في حال شكك بهم الرئيس، فقد يلقي ذلك ظلالا على مصداقية الوكالة بين أجهزة الاستخبارات العالمية".