Tuesday 8 July 2025
مجتمع

منعم وحتي: المطروح اليوم إخلاء سوريا من الميلشيات التكفيرية

منعم وحتي: المطروح اليوم إخلاء سوريا من الميلشيات التكفيرية

يرى منعم وحتي، القيادي في حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، أن مشيخات الخليج لا يمكن لها نشر الفكر التنويري بسوريا، بحكم أن جهاز التحكم ينتهي بواشنطن و "تل أبيب"،  وأضاف في هذا الحوار الذي أجرته معه " أنفاس بريس"  أن لا وجود للدولة السورية بتواجد مشروع التكفيريين.

+ هل هناك مأساة إنسانية بسوريا و بحلب خصوصا ؟

++ نعم، و هي نفس المأساة بدرعا و إدلب و الرقة و تدمر،...

+ هل كان يمكن تجنب هاته المأساة عند بداية الحراك بسوريا ؟

++ كان يمكن تجنبها جزئيا لو فتح النظام قنوات الحوار مع العمق السوري النظيف، وكان الصراع حول مشاريع مدنية، لكن تسليح الميليشيات التكفيرية و استقدامها من كل مستنقعات الأرض أجهض كل إمكانيات التغيير الديمقراطي السلمي.

+ هل يمكن أن يحمل التكفيريون التغيير الديمقراطي لسوريا على دبابات أمريكية وفكر وهابي دموي ؟

++ فاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكن لمشيخات الخليج الحائرة مع سياقة نسائها للسيارات، نشر التنوير الديمقراطي بسوريا، وجهاز تحكمها ينتهي بواشنطن و "تل أبيب".

+ هل تسويق التكفيريين لخطاب حقوق الإنسان للترويج لجلائهم من سوريا، قناعة بهاته الحقوق ؟

++ حقيقة أن الواقع مأساوي بحلب، لكن الحلبيين تخلصوا من أكبر عملية لأسر عائلات بكاملها تحت سلطة قسرية اقطع الرؤوس و المحاكم الشرعية، وقاطع رؤوس آخر ما يزعجه ما يحلو له تسميته بدعة نصرانية لحقوق الانسان، فهتلر أيضا كان يؤمن بحقوق الإنسان في إطار الجنس الآري كما العصبية الوهابية لبعض السنة بتكفير غيرها.

+ هل موقفنا يجب أن يكون متساويا من الدولة السورية و التكفيريين ؟

++ لن يكون هنالك وجود للدولة السورية بتواجد مشروع التكفيريين، الذي يهدف إلى تقسيم سوريا إلى إمارات دموية على منهاج داعش، فالأولى الدفاع عن بقاء الدولة السورية و كيانها، و الأولى بقاء التعدد السوري في الحضن السوري، و اجثتات المشروع التكفيري.

+ و هل هاته الأولوية نهاية مطامح السوريين ؟                      

++ على العكس، فالمعركة الديمقراطية مستمرة، و يجب أن تكون أشرس، من أجل بناء وطن سوري متعدد و ديمقراطي لا استأثار فيه بالحكم، إلا أن الأسلوب و الأدوات مغايرة لقطع الرؤوس و التحريض الطائفي، وهو شأن سوري - سوري، فالأولوية المطروحة بالحفاظ على الوطن السوري، حدودها زمنيا إخلاء سوريا من الميلشيات التكفيرية، و بعدها فمعركة بناء الدولة الوطنية الديمقراطية مستمرة و طويلة النفس، خارج لعبة المحاور.

+ يتهم البعض هذا الطرح بالعمى الإيديولوجي و إغماض العين حول مأساة حلب ؟

++ العمى الإيديولوجي هو بإغماض العين لسنين حول مشروع سايكس بيكو الثاني، الذي بشرت به كونداليزا بلبنان لتفتيت المنطقة، و الصمت حول مجازر قطع رؤوس الأهالي في قارعة الطريق، و نشر الفكر الوهابي ووصاياه الدموية و تقتيل الأطفال في قارعة الطريق بالسيوف، باسم الطائفية الدينية، وباسم خلافة اسلامية مزعومة، الحرب واقع قائم، من الأجدى اختيار الطريق الأقصر لنهاية المأساة بأقل الأضرار، أو لعنة الظلام في مغارة بانتظار اتجاه الرياح.

+ وكيف حال اختلاف البعض في التقدير لمجريات أحداث حلب، على صعيد المغرب ؟

++ في المواقف المفصلية، لايمكن مسك العصا من الوسط لإرضاء أهواء الجميع، فالزائدة الدودية لحقوق الإنسان تتضخم لدى البعض براغماتيا حسب الطلب، وبعضهم يسكت دهرا عن مجازر التكفيريين و فتاوي الفقهاء بالقتل و تقطيع الأشلاء و التمثيل بالجثت، و يستفيقون فجأة للتمسح بالمنتظم الدولي، وهم لا يؤمنون أصلا بحقوق الإنسان، فالانسانية قيمة لا تتواجد بالضرورة و الحصر بمجلس الأمن و دهاليز الأمم المتحدة، الإنسانية هي عمق تمثل قيم التسامح و التعدد و العيش المشترك، و القاموس الامبريالي لا يتقن هاته القيم، كما لا يتقن هاته القيم من جيش تكفيريي العالم بإعلان النفير العام لقتلة الأرض لإبادة سوريا.

+ ما العمل الآن ؟

++ الحفاظ على كيان الوطن السوري، و الاستمرار في معركة التغيير الديمقراطي، فأطفال سوريا يستحقون مجد حضارات عظيمة مرت ببلادهم، حافظت على قوة تنوعها.