دعا يوسف أيت المقدم، مدير مركز التكوين والتوجيه بميدلت، إلى تثمين التراث اللامادي بجهة درعة – تافيلالت، مشيرا إلى أن العديد من المواقع الأركيولوجية التي يتراوح عمرها مابين 3000 و 7000 سنة بكل من محاميد الغزلان وملوية العليا أضحت الآن عرضة للنهب والسرقة والتخريب.
وأضاف في مداخلة ضمن أشغال اليومين الدراسيين، 27 و28 يونيو 2018، حول موضوع "الجماعات الترابية والتنمية القروية: جهة درعة- تافيلالت نموذجا"، وعلامات الحسرة والغضب بادية على محياه أنه لو توفرت هذه المقابر الجماعية التي تعود إلى ما قبل التاريخ للأوروبيين لكانت قد حظيت باهتمام وعناية منقطة النظير، مشيرا إلى أن العديد من السياح القادمين من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا يدركون جيدا أهمية الموقع الأركيولوجي بمنطقة تازرين أيت عطا، لكن للأسف – يضيف – فساكنة المنطقة لا تدرك أهمية هذه المقومات في تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية بسبب تفشي الأمية، داعيا الجماعات الترابية الى مرافقة هؤلاء كي يتمكنوا من معرفة أهمية المقومات التي تزخر بها مناطقهم لتحقيق الإقلاع المنشود في القطاع السياحي.
وقال أيت المقدم، من خلال المناسبة ذاتها والتي ينظمها مركز الدراسات في الحكامة والتنمية الترابية بمدينة ميدلت بتعاون مع المكتب المحلي لودادية موظفي العدل بميدلت و بشراكة مع مؤسسة "هانس سايدل" الألمانية، إنه يستحيل تحقيق التنمية الإقتصادية بجهة درعة – تافيلالت بدون إستحضار المجال القروي، مشيرا إلى أن جهة درعة – تافيلالت تتوفر على مقومات كفيلة بتمكينها من تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية، حيث تتوفر على مؤهلات سياحية كفيلة بتحويلها الى وجهة سياحية مفضلة بدل أن تظل مجرد منطقة عبور، وأشار أيت المقدم أن الجهة تتوفر على مقومات مهمة للسياحة الصحراوية وعلى الخصوص بمرزوكة والراشدية، والسياحة الإستشفائية سواء منها القائمة على الإستشفاء بالمياه المعدنية مثل حامة مولاي هاشم أو الإستشفاء بالرمال مثل مرزوكة، الى جانب السياحة الجبلية والسياحة الروحية المرتبطة بالزوايا والأضرحة القديمة، مثل زاوية أبي سالم العياشي التي تضم عدد هام ونادر من المخطوطات وهو ما يجعلها تحظى بالمرتبة الثالثة على الصعيد الوطني، وضريح مولاي علي الشريف، وزاوية طريقة المرقعين بتيمزيزنت بتقجوين، بالإضافة الى المزار اليهودي بتولال قرب كرامة والذي يحج إليه 3000 يهودي مغربي سنويا، كما تضم ميدلت 7 زوايا مازالت لحدود الآن تحتفظ بديناميتها ونشاطها الروحي، دون إغفال السياحة المرتبطة بالصناعة السينمائية، بكل من وارزازات ومناجم أحولي ميبلاضن وإن كانت تظل ضعيفة لحدود الآن.