حتى لا تتكرر نفس المأساة الكارثية بفعل التساقطات المطرية التي أدت إلى فيضانات مهولة بسبب ثورة واد كشكاط، الذي يعتبر الواد الوحيد الذي يصب في اتجاه شمال منطقة أحمر، عكس الأودية التي تصب في اتجاه الجنوب بواد تانسيفت، بحيث أن منبع واد كشكاط ينطلق من هضبة الكنتور وتغذيه في حالة تساقط الأمطار مجموعة من الأودية، مما يجعل حمولته أكثر قوة، وفي كثير من الأحيان يتسبب في عدة خسائر مادية وبشرية وخاصة بجماعة الكنتور، ومدينة اليوسفية كما وقع مساء يوم الأحد 06 نونبر 2016 ،أو كذلك خلال فترة التسعينات، هذا وتعلم السلطات الإقليمية جيدا أن ما ضاعف من خطورته تحويل مجراه الحقيقي في فترة من الاستعمار حتى تتجنب الأطر الفوسفاطية والعائلات الفرنسية فيضاناته، دون أن ننسى تخلي الدولة وأصحاب القرار على مشروع سقوي كان من المنتظر أن ينشأ على ضفتيه وينمي المنطقة فلاحيا وزراعيا، هذه المعطيات تساءل كل الجهات المختصة والمتدخلة على اعتبار أن سيول وقوة صبيب يوم 06 نونبر 2016، قد خلفت عدة خسائر مادية وبشرية ونفسية بالإقليم ، مما يستوجب إنجاز دراسة تقنية، تضع في الحسبان وضع قنوات تحت أرضية تنقل المياه إلى خارج جماعة الكنتور ومدينة اليوسفية، وإعادة تجديد القناطر المدمرة، وإنشاء أخرى تبين أنه لا مفر منها لفك العزلة عن المواطنين.
ـ أولوية عدم تكرار زمن الأخطاء القاتلة.
حسب مصادر " أنفاس بريس " أن مصالح عمالة اليوسفية تعكف على وضع تصورا لإعادة إصلاح وترميم خسائر مجرى الواد بالأحياء المتضررة، وخصوصا بشارع الأهرام وشارع المحيط الذي يمر من حي السعادة والقريب من حي الغدير، في اتجاه حي الزلاقة وحي السلام، مرورا كذلك من تحت قنطرة السكك الحديدية التي تشكل أكبر عرقلة لتصفية إرث التهميش والعشوائية في استقرار ساكنة ذات محيط التجمع السكاني بالمقاطعة الحضرية الثالثة، كلنا نتفهم حجم التكلفة التي يمكن أن تصرف على هذا الملف بذات المنطقة، لكن يجب مراعاة كل شروط عدم تكرار زمن الأخطاء، لأن المواطن اليوسفي يؤدي الضرائب وضاق درعا من سلوكات المنتخبين والإدارة الترابية والمجالية التي تتحمل مسئولية العبث بالمصالح الحيوية للمنطقة التي تنعش اقتصاد الوطن فوسفاطيا، حيث يطالب العديد من المهتمين بالتنمية ضرورة إشراك جهة مراكش أسفي في عملية التضامن الجهوي، والسكك الحديدية والمجمع الشريف للفوسفاط.
ـ دفتر تحملات شارع المحيط وشارع الأهرام وقنطرة السكك الحديدية.
النقطة السوداء هي شارع المحيط، الذي يحتاج إلى تصميم وهندسة حقيقية تأخذ بعين الاعتبار شروط تقويته بقنوات تحت أرضية، ذات السمك القوي والقادر على تحمل مرور قوة المياه، وإصلاح الأرصفة بالشكل الهندسي اللائق، مع إزالة كل الأعمدة الكهربائية الحاملة للأسلاك ذات التوتر العالي تجنبا لصعقات كهربائية قد تقع أثناء العواصف، هذا فضلا عن إعادة تزفييت شارع المحيط وشارع الأهرام وإنشاء بالوعات متصلة بقنوات الرصف الصحي بالطريقة القابلة لامتصاص كل المياه الضائعة، نعم يقول أحد المواطنين " هذه هي شروط دفاتر التحملات التي يجب أن ينص عليها المشروع الجديد الذي يتحدث عنه اليوم بردهات عمالة اليوسفية ". ومن المعلوم أن ضمان جودة هذه الأشغال يجب على مصالح عمالة اليوسفية أن تدخل في حساباتها إدارة السكك الحديدية لكي تحسم في ممر القنوات من تحت قنطرة السكك الحديدة التي تشكل حجرة عثرة أمام الساكنة في فصل الشتاء، وتعجل السلطة الإقليمية بعقد شراكة تنموية معها نظرا لما تجنيه من أرباح خيالية بخصوص نقل مادة الفوسفاط، وتنخرط في اقتلاع جدور الخلل البيئي الناتج عن السكك الحديدية وقنطرة قطاراتها.
ـ خطورة قنطرة " الخراجة " المؤدية للمقاطعة الحضرية الثانية.
أكثر من نصف ساكنة مدينة اليوسفية تستقر بتراب المقاطعة الحضرية الثانية ( 7 أحياء شعبية ) والتي تفصلها السكك الحديدية عن وسط المدينة، وتجبر على المرور من تحت " الخراجة " قنطرة القطارات الفوسفاطية، لكن في فصل الشتاء كما هو الحال اليوم يمتلأ نفق القنطرة عن آخره بمياه التساقطات المطرية ويحاصر المواطنون وسياراتهم وشاحناتهم ودراجاتهم النارية، ويمنعون من قضاء حاجياتهم وأغراضهم والتزاماتهم المهنية والتعليمية والإدارية والاجتماعية، وقد تطول فترة الإقامة الجبرية أو تقصر حسب تدخلات الوقاية المدنية والفوسفاط ومستودع الجماعة والعمالة في غياب آليات دعم لوجيستيكية لفك العزلة عن المحاصرين، فمنذ عقود والقنطرة المذكورة تشكل عائقا كبيرا أمام مواطني اليوسفية، ولم تجد من يخطط هندسيا وتقنيا لضمان انتقال سلس لشعب الويجانطي بين ضفتي المدينة المنكوبة والمهمشة، لذلك حان الوقت للتعامل مع هذا الملف الملح وإخراج دراساته لحيز الوجود والضغط على إدارة لخليع والمجمع الشريف للفوسفاط لتنفيذ اتفاقيات سابقة تؤرخها محاضر دورات المجالس المتعاقبة والمرتبطة بإنشاء ممرات حديدية فوقية يعبر منها المواطنون لقضاء مهامهم في فصل الشتاء وضمان صبيب متزن للراجلين بعيدا عن زعيق السيارات والشاحنات التي تخنق الأنفاس بخراجة حي السمارة.
ـ العمل على حل النزاعات المرتبطة بمحطة معالجة المياه العادمة .
لما دشن الملك في زيارته لمدينة اليوسفية سنة 2008 محطة معالجة المياه العادمة، استبشرت ساكنة المدينة خيرا، للدور الذي ستلعبه ذات المحطة بيئيا على مستوى الحفاظ على الماء الصالح للشرب، وضمان وصول المياه العادمة للمحطة بفضل إعادة الهيكلة التي بوشرت على مستوى تجديد قنوات التطهير، لكن ظل الملف على ما عليه، وتشعبت المشاكل، وتشابكت المصالح، لكن مع ناقوس خطر الفيضان لواد كشكاط، وجب التسريع بحل هذا الملف واستكمال شروط تفعيله لانطلاق المحطة في عملها المنوط بها، دون أن ننسى أن للملف علاقة بشارع المحيط وكل أحياء مدينة اليوسفية.
ـ تكثيف عملية التشجير والأغراس .
ملف بيئي آخر له أهميته في التوازن البيئي لمحاربة تلوث المدينة، وضمان مواجهة انجراف التربة، وامتصاص المياه، وتعتبره عدة مصادر بالدرع الواقي للفيضانات، ويتعلق بضرورة تغطية كل الطرقات والشوارع والفضاءات بالأشجار والأغراس، والتفكير في إعادة غرس غابة العروك التي تتعرض للتدمير الوحشي، وخلق مناطق خضراء كما كان في زمن الفرنسيس، لأن الأحزمة الخضراء قادرة على خلق متنفس رئوي بالمدينة، دون الحديث عن مناصب الشغل التي يمكن أن تشتغل على هذه الواجهة البيئية مدة سنة من أوراش الحفر والغرس والسقي والمتابعة والمراقبة .