ما معنى أن تكون زبونا لوكالة بنك بريد المغرب وتؤدي كل واجباتك والتزاماتك القانونية والمادية تجاه ذات الإدارة، وتجد نفسك مسلوب الحقوق الملزمة بها؟ لا شيء يفسر هذا "التسيب" سوى ما جاء في خطاب الملك حول الإدارة المغربية أمام نواب الأمة يوم افتتاح البرلمان.
سبب هذه التوطئة هو ما يعيشه بعض زبناء بنك بريد بمدينة اليوسفية مع وكالتهم التي لم تحترم الآجال المخصصة لمنحهم بطاقات الشباك الأوتوماتيكي لسحب رصيدهم المالي كلما تطلب الأمر ذلك، وفي هذا السياق أكد بعض الزبناء لـ "أنفاس بريس" أنه فعلا قد انقضت "صلاحية بطائقهم الأوتوماتيكية منذ شهر شتنبر من السنة الجارية، وما زالوا ينتظرون الإفراج عنها لسحب أموالهم". وأضافت المصادر نفسها قائلة "لقد أدينا تم تلك البطائق من جيوبنا المثقوبة، ولحد الآن تتلاعب بنا إدارة بنك بريد المغرب، وتستهتر بحقوقنا المشروعة وكأننا مجرد أرقام في معادلة رياضية نتائجها مستقرة في صناديق الاقتطاع الشهري لا غير". وأكد أحد المتضررين من هذا التقاعس غير المستساغ بأن "بنك بريد قد فوتت إنجاز البطائق الأوتوماتيكية لإحدى الشركات المتخصصة ولم تفي بتعهدها في الوقت المناسب مما عطل مصالح الزبناء".
وتساءل العديد من الزبناء المتضررين عن عدم تسليمهم البطائق الأوتوماتيكية مدة ثلاثة أشهر بعد نهاية صلاحية بطائقهم المستعملة عن "من يعوضهم عن الأضرار التي لحقتهم جراء استهتار إدارة ذات المؤسسة بحقوقهم المشروعة لقضاء أغراضهم"، معتبرين ما وقع لهم يعاكس كل ما جاء في خطاب الملك الذي وجه انتقادات للإدارة المغربية التي تشتغل بعقلية ومزاج "التحكم" و"اللامبالاة".
ومن جهة أخرى فإن الاكتظاظ يعد سمة ذات المؤسسة كما عايناه مرات عديدة.. وحسب مصادر "أنفاس بريس" فبريد المغرب التي خرج من رحمها "بريد بنك" مازالت خدماتها "تفتقر للجودة والدقة والسرعة في الأداء نظرا لحجم ما أسند لها من ملفات وصناديق مالية تقوم بصرف مستحقاتها لأصحابها الوافدين من مختلف المناطق".. فمن تحويلات عملية تيسير إلى مستحقات الأرامل ثم المطلقات واستخلاص ضرائب السيارات (فينييت)، إلى أداء أجور الأئمة والمؤذنين بالإضافة إلى صرف تعويضات "عملية دار" الخاصة سواء بالأراضي المنزوعة لفائدة المكتب الشريف للفوسفاط أو مستحقات كرائها وصولا إلى صرف معاشات المتقاعدين بمختلف القطاعات والموظفين..". كل هذه العمليات الإدارية والمالية تتطلب مجهودات خاصة لتنفيذها وتقريبها من الزبناء، لكن في ظل شروط لا ترقى إلى مستوى العمل الإداري الخالص في غياب موارد بشرية تخفف العبء عن ستة موظفين كل له عمله بذات المؤسسة يصعب التعامل مع هذا الحجم من القضايا الإدارية والمالية وتتبعها بدقة وكفاءة مهنية عالية، يقول أحد الزبناء .
فهل من تفسير لهذه التجاوزات اللاقانونية التي سجلت على نبك بريد المغرب، وكيف سترد الاعتبار لزبنائها الذين يلتزمون بواجباتهم وسلبوا من حقوقهم المشروعة؟؟
