السي بنكيران: هذا هو التحكم.... بل أفظع من التحكم، هذا سميتو الاستبداد!
لو لم أقرأ دلك مباشرة من موقع حزب المصباح لقلت أنها مزحة... ولكنها الحقيقة....
السيد عبد الإله بنكيران يوجه أعضاء حزبه بل حتى المتعاطفين معه بـ ”... فإنه يوجه كافة الأخوة والأخوات أعضاء الحزب ومتعاطفيه إلى عدم الاستجابة بأي شكل من الأشكال لأي احتجاج بخصوص هذا الحادث المأساوي” بعلاقة بمقتل الشاب محسن فكري الذي فرمته شاحنة الأزبال الجمعة الماضية بمدينة الحسيمة...
عدم الاحتجاج بأي شكل من الأشكال...
يعني أن لا ينظموا بل لا يشاركوا في أي مظاهرة سلمية وحضارية ومدنية
وأن لا يشاركوا في أي وقفة احتجاجية ولو كانت صامتة ولو بالشموع
وأن لا يشاركوا في توقيع أي عريضة احتجاجية ...
وأن لا يحتجوا حتى في كتاباتهم في الفايسبوك والتويتر أو حتى ينقرو على لايك جيم لكتابة احتجاجية ...
ولا حتى أن يقولوا اللهم إن هدا منكر بقلوبهم مادام دلك شكل من أشكال الاحتجاج....
أمام فاجعة كهده، مهما كان المسئول المباشر على تشغيل الآلة التي فرمت الفقيد،
أمام فاجعة مثل هده المجتمع كله يهب ليعترض ويحتج ويطالب بتحديد المسؤوليات ويطالب باتخاذ التدابير لكي لا يتكرر مثل هذا...
أمام جرائم فظيعة ولو كانت فردية المجتمعات تنتفض لأنها تمس في أمنها، تمس في طمأنينتها، تمس في إنسانيتها ولو من طرف شخص معتوه...
هناك تحقيق أمني، هناك قضاء.... على العين الراس...
ولكن هناك مجتمع مصدوم... مجتمع، مجروح... شعب يحس أنه أصبح لاشيء..
شعب يريد أن تأخذ العدالة، العدالة الحقيقية، مجراها، مجراها الحقيقي (واش فهمتيني ولالا)....
شعب يريد أن يقول أن الظلم والحكره بلغا مداهما عندما تم الضغط على آلة الفرم...
ولكن الطغيان بدأ حين تم الشروع في إتلاف السلعة في الشارع العام وأمام الضحية وأمام الملأ...
شعب يريد قبل وبعد ذلك أن يوجه رسالة لكل من يعتقد أننا شعب صراصير وبخوش وطفيليات لا تستحق أدنى احترام لمشاعرها ولا لكرامتها ولا لحياتها ليقول لهم: قد نسكت قد نصمت، لكن حذار أن تعتقدوننا منبطحين، حذار أن ننتفض ونأتي على الأخضر واليابس... حذار.
لماذا السي بنكيران تريدون التعامل مع أعضاء حزبكم والمتعاطفين معه كأنهم كراكيز: لا يشعرون بالغبن، لا يشعرون بالظلم، لا يحتجون، لا يقولون اللهم إن هدا منكر إلا بأمر منكم...
لمادا تريدونهم أن لا يحسوا بما يحس به المغاربة قاطبة، ولا أن يتذمروا كما يتذمر المغاربة قاطبة، ولا أن يحتجوا كما يحتج باقي خلق الله الذين صدمتهم الفاجعة....
لي أصدقاء كثر بحزب بنكيران نعم حزب بنكيران أو هكذا على الأقل كيف يقدمه لنا من خلال مثل هذه الأوامر...
قلت لي أصدقاء كثر بحزب بنكيران وأنا متأكد من أنهم سيحتجون بكل ما أوتوا من قوة ضد ما وقع، كل حسب إمكانياته...
ولكن هناك منتسبون للحزب سينفذون أوامر الجنرال ضدا على قناعا تهم، وضدا على عقولهم، وضدا على قلوبهم...
وهذا هو الفرق بين المناضلين والمنتسبين....