ما زال الغزل المتبادل من أجل استقطاب لشكر لدخوله الحكومة إلى جانب شباط قائد حزب الميزان تثير للجدل ، و فرضية تحالف الإتحاد الإشتراكي مع بنكيران خلقت رجة في البيت اليساري بحكم أن بنكيران مطارد بشبهة التورط في اغتيال عمر بنجلون على الأقل من حيث اصطفافه في المظاهرات الأصولية المباركة لاغتيال الزعيم الإتحادي سنة 1975. ، فكيف يستسيغ الإتحاديون توجه لشكر الغريب ؟ وأين هي تحذيرات لشكر من ان صعود البيجيدي في الإنتخابات سيكون إيذانا لتكرار أزمة سوريا في المغرب؟
"أنفاس بريس" اتصلت بعبد المجيد مومر، رئيس تيار أولاد الشعب بحزب الوردة والذي كان من المحتجين ضد استضافة الحزب لبنكيران في مناظرة نظمت ذات ليلة من شهر رمضان الأخير، فأدلى بالتصريح التالي:
أشار عبد المجيد مومر الزيراوي بداية أن تيار "اولاد الشعب" الذي خرج من رحم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أعلن رفضه لتوجه ادريس لشكر نحو الاسترزاق الوزاري و جعل الفكرة الاتحادية مادة تجميلية لأجندات دعاة حركة التوحيد ، كما أنه من غير المستبعد أن تؤدي خطوة التحالف مع بنكيران الى انشقاقات داخلية .
و أكد مومر أن أمجاد الماضي انهارت بفعل سياسة الانتحار الجماعي التي انتهجتها القيادة الحالية لحزب الوردة و الحديث اليوم عن العودة القوية أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بوثبة فكرية تقدم بدائل وحدوية تعيد النبض إلى قلب الاتحاد . و في نقد لاذع للخط السياسي للحزب أعتبر مومر أن الانبعاث الكاذب كما تبناه لوبي الاستبداد و التسلط داخل الحزب كان عاملا رئيسيا في انحصار الفعل الاتحادي الشعبي و ها نحن نتأكد اليوم أن هذا النموذج و معه الذين يتوهمون أنهم دهاقنة التنظيم لم يستطيعوا الصمود أمام غزوات قوى التدين السياسي التي تغلغلت في المجتمع لتأويلات شتى ، فعلا علينا الاقتناع بأن الخريطة السياسية قد تغيرت أرقامها الانتخابية.
و شدد مومر على أن الاتحاديات و الاتحاديين أمام لحظة صعبة و الاختيار الحداثي الشعبي كان ولا زال شرطا لا محيد عنه لإعادة تشكيل اتحاد المستقبل.
من جهة أخرى، انتقد الرئيس المؤسس لتيار " أولاد الشعب " ما أسماه الحرب النفسية التي يقودها خدام ادريس لشكر ضد التيارات الشبابية، وقال إن القيادة تسعى إلى تمييع النقاش الحالي من خلال الدفع ببعض الجهات داخل الحزب إلى تسفيه مشروع "اولاد الشعب" الإصلاحي، موضحا أن الصراع لن يستمر من داخل المؤسسات والتنظيمات الحزبية بعد أن حولها ادريس لشكر إلى زوايا تخضع لمنطق الشيخ و المريد مع طرد كل المعارضين و بالخصوص الشباب الرافض لتزكية الصفقات السياسية المشبوهة والمساومات التي أدت إلى إضعاف الحزب جماهيريا، وتحوله إلى رقم على الشمال يتم الاستعانة به خلال إعداد التحالفات، وأضاف مومر إن أخطر ما يعيشه الحزب اليوم هو سعي البعض إلى تهريب النقاش السياسي الحقيقي، موضحا أن أي نقاش سياسي لابد أن يكون مبنيا على أرضية فكرية صلبة وينطلق من المشروع الثقافي-السياسي الحداثي الذي أطلقه تيار "اولاد الشعب " القائم على ثلاثة أسس واضحة وهي : التأويل الحداثي للدستور، العدالة الاجتماعية ومبدأ التجميع الجهوي.
و أضاف مومر أن الفكرة الاتحادية كانت و ستظل ملكا لـ"اولاد الشعب" حتى وهم ممنوعون من مقر شارع العرعار، موضحا أن الصراع اليوم هو بين كتلة المستضعفين وتيار الاستبداد و الفساد الذي يرفض التقاعد السياسي ويصر على بيع الفكرة الاتحادية للحركات المؤدلجة للدين مقابل غنيمة المقاعد الوزارية مع الاستمرار في رفع شعار" أنا التنظيم و التنظيم أنا " الذي يذكرنا بسقوط كثير من الأنظمة الشمولية.