Wednesday 18 June 2025
سياسة

مشاورات بنكيران الحكومية: العقيدة والغنيمة والقبيلة

مشاورات بنكيران الحكومية: العقيدة والغنيمة والقبيلة

للمشاورات الجارية، اليوم،  بين عبد الإله ينكيران وممكنات تحالفه؛ في أفق تشكيل الحكومة التاسعة في تاريخ المغرب؛ بلاغتها الخاصة. من مفردات هذه البلاغة أن كل حديث عن التشكيلة وخلفياتها لا يجري سوى عن اقتسام الغنيمة، عن عدد الوزارات ونوعيتها، ومن المؤهل لاحتلال هذا الكرسي او ذاك. الغائب الحاضر في هذه البلاغة الرثة هو انشغالات المواطنين وحاجياتهم الحيوية بدليل :
1- لم نسمع من بنكيران منذ تكليفه من طرف جلالة الملك فكرة عن تصوره للبرنامج الحكومي، هل سيتراجع مثلا عن ما سماه اصلاح صندوقي المقاصة والتقاعد إرضاء لناخبيه. مثلما لم نسمع منه مقترحات لإصلاح اخطاءىه الحكومية القاتلة التي اقترفها خلأل المدة الحكومية المنتهية.
2- لم نسمع من إدريس لشكر خلال كلمته بعد المشاورات مع بنكيران صدى انشغالات المغاربة بخصوص العيش الكريم.

ما تلفظ به الكاتب الأول الاتحادي هو الاستسلام لإرادة بنكيران التي ترك له مبادرة القول والفعل.
3- وكذلك الأمر مع حميد شياط (حزب الاستقلال) ونبيل بنعبدالله (التقدم والاشتراكية). الأول أعاد للذاكرة فكرة الغنيمة، مؤكدا أن دخول الحكومة قدر من شأنه ان ينقذ حالة حياة الحزب من موته. أما نبيل فيتمادى في ابتلاع لسانه منذ بلاغ الديوان الملكي الشهير.
مجمل القول: فساد المشاورات من فساد السياسة المغربية.

إنه المظهر الآخر لبؤس نخبتنا الحزبية. وليس عبثا توصيف المفكر الراحل محمد عابد الجابري حين كتب إن للعقل السياسي العربي ثلاث مكونات: العقيدة والغنيمة والقبيلة.

حيث التحالفات لإخراج الحكومة بين عبد الإله بنكيران، ونبيل بنعبد الله