الجمعة 17 مايو 2024
مجتمع

الدكتور المانوزي: حان الوقت لإعدام مرض "البواسير" من طابوهات عيب وحشومة

 
 
الدكتور المانوزي: حان الوقت لإعدام مرض "البواسير" من طابوهات عيب وحشومة الدكتور عبد الكريم المانوزي

شدد الدكتور عبد الكريم المانوزي، أخصائي في الجهاز الهضمي، على أن تميز الأخير بين باقي التخصصات يفرض توفر الطبيب المعالج على كفاءات موازية تمتد إلى أجهزة وأعضاء أخرى، نظرا لدخول جميع تلك التشعبات ضمن دائرة الطب الباطني. واستطرد في حوار مع جريدة "أنفاس بريس" إلى أن مرض "البواسير" يظل أحد أهم العلل التي تشكل "طابوها" لدى المغاربة. الأمر الذي يدفع بهم إلى عدم استشارة الطبيب بشأنها. وبالتالي، الوقوع في مطب مضاعفات أخطر. لهذا، قدم الدكتور المانوزي مجموعة نصائح وتوجيهات يرى بأن الامتثال لحذافيرها شرطا أساسيا من أجل اتقاء الأسوء.

+ ربما قد يعلم الجميع طب الجهاز الهضمي كتخصص، لكن تغيب عنهم ما يميزه بين باقي التخصصات. هل من توضيح في هذا الإطار؟

++ بالفعل، هناك ما يميز تخصص الجهاز الهضمي على أساس دخوله ضمن دائرة الطب الباطني الواسعة والمتعددة الفروع. وبذلك يحدث مرارا أن نستقبل مريضا يعاني ألما في البطن، لكن نكتشف بعد الفحص بأن مصدر الوجع الأصلي عضو لا علاقة له بما كان يشك فيه، كالمتانة أو البنكرياس أو الكلي.. وهنا، يجرنا الحديث إلى صلب التميز الذي ذكرت، والمتمثل أساسا في ضرورة توفر الدكتور على كفاءات أخرى لها صلة بتخصصات موازية.

+ وكيف يكون تعاملكم مع الحالات التي تعني تخصصا آخر؟

++ في هذه الحالة تكون القاعدة هي توجيه الشخص إلى الطبيب الأكثر خبرة في العضو المريض لإكمال رحلة العلاج. لكن ذلك لا يمنع طبيب الجهاز الهضمي من القيام بهذا الدور إذا كان على قدر كاف من الإلمام العلمي بالحالة، فضلا على أن لا تكون الأخيرة قد بلغت درجة متقدمة من الخطورة.

+ لنعد إلى أحد الأمراض التي تدخل في تخصصكم المحض. وأقصد "البواسير" خاصة على مستوى رأيكم في التعامل معها كـ"طابو" يتم تحاشي مجرد نقاشه فبالأحرى عرضه على طبيب معالج؟

++ هذا واقع للأسف، ولا يمكن نكرانه بأي حال من الأحوال. إذ ينتشر ذلك التعامل الخجول مع مرض "البواسير" بين النسبة الأكبر من المواطنين، والأكثر ضمن صفوف النساء تحت ضغط "عيب وحشومة". الأمر الذي ينتهي بهم إلى عدم زيارة الطبيب. ومن ثمة، تعريض أنفسهم لمضاعفات أخطر.

+ وكيف يمكن أن تبسط شرح هذا المرض بعيدا عن قاموس رجال الميدان؟

++ أقول بأن هناك عضلات تتحكم في "المصران"، وإذا تكاسلت لأي سبب من الأسباب قد يصيبها الشلل. وهذا ما يؤدي إلى حالة الإمساك المحدثة لضغوطات بالمخرج. ونتيجة ذلك، تنتفخ الشرايين، وقد تلحقها فتحات وتقرحات وجروح أو ثقوب تجعلها تنزف دما بفعل ليونة المنطقة وسرعة تأثرها. كما تكون عرضة وبنسبة خيالية لتعفنات مؤلمة باعتبارها قناة خروج البراز. ويكفي أن نذكر بأن غراما واحد منه يحتوي على أزيد من 10 ملايير من الميكروبات.

+ بالنظر إلى الإنزعاج الذي من الممكن أن يزيده نزول الدم لدى المريض. هل هناك احتمال وجود أسباب أخرى له؟

++ بكل تأكيد، ولهذا نكون دائما كأطباء منفتحين على جميع التوقعات ولو كانت بنسبة ضعيفة من الشك. كما أننا ومع التأكد من تشخيص مرض "البواسير"، نتجاوز الفحص إلى ما هو أبعد أو على الأقل ما يتيح الوصول إلى أمراض أخرى حالة وجودها. وأنبه في هذا الاتجاه إلى بعض الحبيبات التي تصيب "المصران" وتتطور مع مرور الوقت إلى سرطان. من هذا المنطلق، نحرص باستمرار على نصح كل من تعدى سن الأربعين أن يخضع لفحص بالمنظار، لأنه الكفيل بوضع اليد على أي خلل قد تثيره الأمراض الباطنية.

+ نعلم أن اتقاء أي داء لابد وأن ينطلق من اجتناب أسبابه. لهذا سيكون السؤال عن أبرز ما يسيء للجهاز الهضمي عموما؟

++ يأتي في المقام الأول السلوك الغذائي المضطرب وغير الخاضع للتوازن. وأود هنا فتح قوس للإشارة إلى تلك الأكلات التي تباع في الشوارع وبشكل رهيب. مع ما يصاحبها من افتقار لأدنى درجات النظافة بدليل ثمنها البخس. والأفظع عدم خضوعها لأي مراقبة من طرف الجهات المعنية. مما يشكل تهديدا مباشرا على الصحة ومنها الجهاز الهضمي طبعا. وأضيف كذلك الابتعاد عن ممارسة الرياضة كخلفية مهمة لإضعاف المناعة. وبالتالي، سهولة الإصابة بالأمراض. كما أنه وبالنسبة لـ"البواسير" التي سبقت الإشارة إليها، فيرهقها أيضا كثرة الوقوف أو الجلوس، ناهيك عن تناول المواد "الحارة".