Tuesday 17 June 2025
سياسة

الدكتور حمضي: الدينامية التي خلقها اليسار اليوم أكثر ايجابية من الدخول إلى البرلمان

الدكتور حمضي: الدينامية التي خلقها اليسار اليوم أكثر ايجابية من الدخول إلى البرلمان

اعتبر الدكتورالطيب حمضي، ناشط سياسي، في اتصال أجرته معه "أنفاس بريس" بأن "الدينامية" التي واكبت انتخابات السابع من أكتوبر 2016 و ترشيح أعضاء فدرالية اليسار الديمقراطي، وبالخصوص ترشيح "نبيلة منيب" كانت مهمة. وأبرز أن هذه الدينامية أكثر إيجابية من الدخول إلى البرلمان في حد ذاته ، قائلا أن إحراز الفدرالية على مقعدين لن تكون إضافة بالنسبة لليسار بل يؤكد حمضي أن الدينامية التي واكبت العملية هي التي لها اهميتها الراهنة وإن كان فوز عضوي الفدرالية الدكتور مصطفى الشناوي من الدار البيضاء آنفا وعمر بلافريج من الرباط له دلالته هذا أولا ، وثانيا ان الخط الثالث الذي تتبناه الفدرالية هو من الناحية السياسية خط من أجل المستقبل واليسار له مستقبل داخل المؤسسات بكل تأكيد . وأوضح محدثنا بأن عمل اليسار هو على عكس عمل اليمين، لأنه إذا كان هذا الأخير يشتغل عادة من داخل المؤسسات بناء على المقاعد التي يتوفر عليها فاليسار من جهته من المفروض أنه يشتغل داخل المجتمع وفي المنظمات النقابية و في الشارع وفي الإعلام، وفي المجال الثقافي .
ولم يفت الدكتور حمضي القول :"صحيح أنه كان هناك نقص ملحوظ في هذا الشأن وهذا هو الإشكال الذي ساهم في نكوص اليسار ليس الآن فقط بل حتى لدى أحزاب اليسار التي كانت مشاركة في الحكومة أو التي اصطفت مع اليمين و تعرضت لنفس هذا النكوص. والسؤال الذي يطرح اليوم حول دواعي هذا النكوص يكمن جوابه في تخلي الطرفين من يسار وأحزاب يسارية عن قلاعها داخل المجتمع.". ويضيف حمضي أن هذه النقطة رئيسية لأن حزب البيجيدي في المقابل ظل دوما يشتغل داخل المجتمع ، لذلك "أعتقد أنه بالنسبة لي فهذه الإنتخابات الأخيرة لـ 7 أكتوبر خلقت هذه الدينامية المطلوبة لليسار سواء في مواقع التواصل الإجتماعي أوفي الحقل الثقافي والفني.
وتسائل:"هل ستستطيع قوى اليسار أن تترجم هذه الدينامية المحفزة إلى فعل مجتمعي ومستمر ؟ لأنه إذا استطاعت ذلك سوف تكون قد نجحت في وضع رجلها في الطريق الصحيح التي ستعطي لليسار مكانته في المجتمع ، مادام اليسار من طبعه يؤمن بأفكار تدعو للتضامن والعدالة الإجتماعية والديمقراطية والحرية الخ لكن ينبغي الإشارة مع ذلك إلى أنه ليس بايماننا كيساريين بهذه القيم والعمل بها بكل صدق ونزاهة نعتقد أنه بالضرورة سيصوت علينا المجتمع ، فواهم من يظن ذلك لأن المجتمع قد يصوت على أناس آخرين لا تتوفر فيهم الشروط التي ذكرت". لهذا يرى الناشط السياسي بأنه على اليسار أن يقوم من جهة بتجميع كل هذه الأفكار التي فرضتها هذه الدينامية، ثم من جهة ثانية يقوم بدراستها و كيف يمكن ترجمتها إلى شعارات عملية تنفذ إلى المجتمع ليس بالخطاب فقط بل بالممارسة اليومية مع المجتمع. وفي هذه الحالة يكون اليسار قد خط طريقه نحو المستقبل، في مقاعد لليسار في البرلمان كما قلت ليس بالأساسي لأن أحزاب اليسار سبق أن كانت لها فرق بالبرلمان ولكن هاهي تتراجع الى الوراء ، لأنها تخلت عن مهام اليسار وعمله داخل المجتمع.