ولم يفت الدكتور حمضي القول :"صحيح أنه كان هناك نقص ملحوظ في هذا الشأن وهذا هو الإشكال الذي ساهم في نكوص اليسار ليس الآن فقط بل حتى لدى أحزاب اليسار التي كانت مشاركة في الحكومة أو التي اصطفت مع اليمين و تعرضت لنفس هذا النكوص. والسؤال الذي يطرح اليوم حول دواعي هذا النكوص يكمن جوابه في تخلي الطرفين من يسار وأحزاب يسارية عن قلاعها داخل المجتمع.". ويضيف حمضي أن هذه النقطة رئيسية لأن حزب البيجيدي في المقابل ظل دوما يشتغل داخل المجتمع ، لذلك "أعتقد أنه بالنسبة لي فهذه الإنتخابات الأخيرة لـ 7 أكتوبر خلقت هذه الدينامية المطلوبة لليسار سواء في مواقع التواصل الإجتماعي أوفي الحقل الثقافي والفني. وتسائل:"هل ستستطيع قوى اليسار أن تترجم هذه الدينامية المحفزة إلى فعل مجتمعي ومستمر ؟ لأنه إذا استطاعت ذلك سوف تكون قد نجحت في وضع رجلها في الطريق الصحيح التي ستعطي لليسار مكانته في المجتمع ، مادام اليسار من طبعه يؤمن بأفكار تدعو للتضامن والعدالة الإجتماعية والديمقراطية والحرية الخ لكن ينبغي الإشارة مع ذلك إلى أنه ليس بايماننا كيساريين بهذه القيم والعمل بها بكل صدق ونزاهة نعتقد أنه بالضرورة سيصوت علينا المجتمع ، فواهم من يظن ذلك لأن المجتمع قد يصوت على أناس آخرين لا تتوفر فيهم الشروط التي ذكرت". لهذا يرى الناشط السياسي بأنه على اليسار أن يقوم من جهة بتجميع كل هذه الأفكار التي فرضتها هذه الدينامية، ثم من جهة ثانية يقوم بدراستها و كيف يمكن ترجمتها إلى شعارات عملية تنفذ إلى المجتمع ليس بالخطاب فقط بل بالممارسة اليومية مع المجتمع. وفي هذه الحالة يكون اليسار قد خط طريقه نحو المستقبل، في مقاعد لليسار في البرلمان كما قلت ليس بالأساسي لأن أحزاب اليسار سبق أن كانت لها فرق بالبرلمان ولكن هاهي تتراجع الى الوراء ، لأنها تخلت عن مهام اليسار وعمله داخل المجتمع.