في إطار النقاش المفتوح مع فعاليات مختلفة حول المشهد السياسي بالمغرب، في افق الإنتخابات التشريعية المقبلة اتصــلت
"أنفاس بريس" بعبد اللطيف قيلش ، عضو المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، فوافانا بورقة عالج عبرها المسألة الإجتماعية، وكيف تم تعطيل الحوار الإجتماعي بين المركزيات النقابية وحكومة بنكيران والتي عمدت إلى تمرير ملفات جوهرية ك (ملف التقاعد – التوظيف بالتعاقد- فصل التوظيف عن التكوين – مصادرة حق الاضراب –مخطط تفكيك الخدمة العمومية ويضيف فيلش . ان الطبقة العاملة ليست صانعة للاقتصاد فقط بل هي صانعة للسياسة و مؤهلة لان تكون حاسمة في معركة التغيير الديمقراطي لهذا تساند "كدش" فيدرالية اليسار الديمقراطي، وهكذا نقرأ في الورقة:
شكل الملف الاجتماعي برمته احد النقط الساخنة بين المركزيات النقابية و الحكومة الحالية، و لعل أهم الملفات التي كانت مطروحة على طاولة الحوار الاجتماعي الذي اقبر و عطل ،تم تمريرها (ملف التقاعد – التوظيف بالتعاقد- فصل التوظيف عن التكوين – مصادرة حق الاضراب –مخطط تفكيك الخدمة العمومية ...).
رغم كل المعارك النضالية التي خاضتها الطبقة العاملة المغربية و عموم الاجراء بقيادة المركزيات النقابية ، تمادت الحكومة في تجاهلها للمطالب المهنية و الاجتماعية .فماهو أفق المسألة الاجتماعية وما هو موقعها في انتخابات 7 اكتوبر ؟
اذا كانت حصيلة الحكومة سيئة ليس فقط من حيث عدم الاستجابة للمطالب بل من حيث الاجهاز على المستكبات و ضرب الحقوق، فان الحاجة الى قراءة و تقييم المرحلة ملحة، للوقوف على المعوقات التي حالت و تحول دون تقدم الحركة النقابية، و لماذا لم تحدث المعارك النضالية بكل صيغها و اشكالها الاثر على مستوى القرار السياسي و الاجتماعي.
ان المناخ العام السياسي و الاجتماعي الناتج عن، اولا عن مخططات الدولة المتمثلة في بلقنة المشهد السياسي و الحزبي و إعادة هيكلته و هندسته ،و اسقاط نفس المخطط على الحقل الاجتماعي لإعادة بناءه و هيكلته ضمن ترتيبات تفكيك التنظيمات المقاومة و الصامدة امام الاختراق و انتهاك سيادة القرار لتأبيد الاستبداد. يبدو هذا المخطط عاجزا نسبيا في الحقل الاجتماعي لخصوصيته المرتبطة بشكل مباشر بالمصالح الانية للأجراء .فنتائج الانتخابات المهنية و الاجواء التي مرت فيها و القوانين المنظمة لها جديرة بالقراءة النقدية لاستشراف ما ينتظر و يحاك ضد الحقل الاجتماعي .اذا استحضرنا كذلك الاجراءات و القرارات الجائرة التي استهدفت الأجراء دون ان تنجح المواجهة في فرض التراجع عن هذا المسلسل الهجومي على المكتسبات ،فان الخلاصة الأولية تفيد ان المناخ العام بما فيه التمثلات و الاتجاهات التي تبلورت اتجاه الحركة النقابية و اتجاه الحياة السياسية معوق امام الجاذبية و المشاركة وبالتالي الاتجاه نحو العزوف عن الانخراط القوي في المعارك النضالية .
ثانيا اننا امام وضع غير طبيعي حيث تستمد فيه المؤسسات دينا ميكيتها و حيويتها من منطقها الداخلي .فالوظائف و الادوار متحكم فيها و موجهة بشكل ممنهج.
ما السبيل لتخطي المأزق ؟
هناك اليوم تعبيرات احتجاجية ترتكز على مشروعية المطالب و مرتبطة بطبيعة ملف ما.تتعامل مع القضايا الظرفية بمنطق الفصل و التجزيء .فتتحول موضوعيا الى معاداة و مناهضة الحركة النقابية و تدمج بدون الإرادة الواعية في مخطط اضعاف التنظيمات المقاومة. تتحول هذه الاحتجاجات الى حركة لا تقرأ المشهد في تعقيداته و كليته فتتيه عن المداخل وتفقد البوصلة .
ان عبر التاريخ تفيد أن اوج الحركة النقابية ارتبط بجدلية الاجتماعي و السياسي. ان المعضلة الاجتماعية معضلة سياسية بامتياز .و ان احدى الأعطاب هو هذا الفصل دون ايضا السقوط في ظاهرة التحزيب فالمنطقين قاتلين.
فلا افق اليوم للنضال الاجتماعي اذا لم يتأسس على منطلقات موقع الطبقة العاملة في الصراع السياسي من اجل بناء الديمقراطية .
فمخطط تحييد الطبقة العاملة من هذا الصراع يهدف الى عزلها ليبقى افق نضالها مسدودا واضعاف القوى التواقة الى الديموقراطية و العدالة الاجتماعية. ان الطبقة العاملة ليست صانعة للاقتصاد فقط بل هي صانعة للسياسة و مؤهلة لان تكون حاسمة في معركة التغيير الديموقراطي .
أن الكونفدرالية الديموقراطية للشغل،انطلاقامن هويتها التاريخية المتمثلة في هذا الربط الجدلي بين النضال الإجتماعي والسياسي،وأن دواعي ميلادها ووجودها هو الدفاع عن المصالح المادية والاجتماعية للأجراء،وأن تكون في قلب النضال الديموقراطي من الموقع الاجتماعي.
لذلك دعا مجلسها الوطني ليوم 24 شتنبر 2016 الى الانخراط والمشاركة بقوة في انتخابات 7 أكتوبرلدعم ومساندة مترشحي ومترشحات فدرالية اليسارالديموقراطي
أناللحظة دقيقة،تستدعي أن تكون الطبقة العاملة المغربية منحازة الىالتقدم والحرية والكرامة والديموقراطية والعدالةالاجتماعية...أنها مطالبةان تكون في مواجهة قوىالفساد والاستبداد ان مغزى نداء الكونفدرالية الديموقراطية للشغل أن تكون الطبقةالعاملة مع حلفائها لتكون محطة 7 أكتوبرحلقة من المعارك النضالية التي تخوضها من أجل مغرب ممكن .انها المعركة التي يجب أن تكون في قلبهاكل التعبيرات الاحتجاجية.