الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

فلاحو أراضي عبدة الزراعية يستنجدون بـ "خربوشة الزايدية" في زمن السيبة

فلاحو أراضي عبدة الزراعية يستنجدون بـ "خربوشة الزايدية" في زمن السيبة مشهد من اكتساح الرحل لأراضي في عبدة وصورة أيقونة عبدة خربوشة

إن المشاهد المستفزة التي وثقتها تسجيلات عدة فيديوهات وصور، وتناقلتها صفحات رواد مواقع التواصل الاجتماعي بغزارة، تحيلنا على فترات غابرة من زمن السيبة والاستقواء على المجالات الآمنة، وهجوم القبائل على بعضها البعض، واستباحت الممتلكات العينية والمادية والبشرية بالقوة والنهب والسلب.

في هذا السياق قال أحد الفاعلين الحقوقيين، لجريدة "أنفاس بريس"، إن ما قام به الرعاة الرحل القادمون من الأقاليم الصحراوية، يوم السبت 19 ماي 2018، من "صور العنف والهجوم والتهديد بالعصي والسلاح الأبيض والحجارة، واستنفار حشود سيارات الرعي، وإثارة الرعب والهلع في نفوس الساكنة، بمنطقة عبدة بإقليم أسفي، وتحديدا بالأراضي الزراعية المتاخمة لدوار لفقيه بن سليمان (أولاد زكري) يستلزم المساءلة والمتابعة القضائية". مؤكدا أن ما شهدته المنطقة يسائل كذلك "السلطات الإقليمية، ويضعها أمام محك حماية ممتلكات وأمن المواطنين الأبرياء".

لقد اعتبر المواطن العبدي الهجوم الكاسح على أراضيه الفلاحية، وإنزال آلاف رؤوس الأغنام للرعي في محاصيله الزراعية بالقوة، هو "نوع جديد من التسيب والسيبة و"حلان العينين" لهؤلاء الرعاة، الذين يعتبرون أن كل المجالات الجغرافية هي في متناولهم ويقومون فيها بما يحلوا لهم، دون اعتبار لأحد".

وأعرب بعض أبناء المنطقة عن قلقهم إزاء ما يقع، موجهين سؤالهم للرعاة الرحل الذين قاموا بغزوتهم "لماذا لم تجرؤوا على تحرير أراضيكم الشاسعة التي احتلها القطريون دون سند قانوني وحولوها إلى محميات للصيد وحرموكم من الرعي وطردوكم منها، وفضلتم قطع آلاف الكيلومترات رفقة مواشيكم في اتجاه أراضي عبدة؟". وقد شهدت منطقة عبدة هذه الأيام إنزالا وزحفا لا يوصف من أعداد كثيرة لرؤوس الأغنام على متن عشرات الشاحنات للبحث عن مناطق للرعي (أكثر من 60 شاحنة تدخل يوميا لمنطقة، وكل شاحنة تقل 150 رأس من النعجة).

وأوضح عدد من المواطنين من دوار أولاد زكري لجريدة "أنفاس بريس" بأن السلطات الإقليمية، بتنسيق مع القياد وأعوان السلطة بدائرة جمعة سحيم، "هم سبب هذا التسيب، وهم من شجع الرعاة الرحل منذ سنوات للرعي بأراضي عبدة عند حلول كل موسم حصاد". وأضافت المصادر نفسها مؤكدة بأن السلطات "أجبرت الفلاحين ومنعتهم من عدم حرث الحصائد، وترك غلة التبن لتستفيد منها مواشي الرحل دون تعويض عن الاستغلال". مع العلم أن الفلاح العبدي يقوم بحرث أراضيه مباشرة بعد عملية الحصاد كطريقة لتسميدها للحصول على منتوج جيد في الموسم الزراعي الموالي.

وحسب متتبعين للأوضاع المحتقنة بكل من دواوير جماعة الكرعاني ولمصابيح وجزء من لبخاتي بالمجال العبدي، فإن الترقب والهدوء الذي تسبقه العصافة يعم أرجاء تلك المناطق الفلاحية، حيث من الممكن أن تنشب معارك جديدة في كل حين إذا حاول الرعاة إطلاق جحافل موشيهم في الأراضي الفلاحية المملوكة للعائلات العبدية.

وقد طالب مجموعة من الفلاحين من السلطات الإقليمية والمحلية بحماية ممتلكاتهم ومحاصيلهم الزراعية وآلياتهم الفلاحية، وتطبيق القانون في حق كل من يريد أن يخلق الرعب والهلع في نفوس المواطنين الآمنين فوق أراضيهم.