السبت 18 مايو 2024
مجتمع

كيف هُربت الأعراس المغربية من "السطاح" إلى "قاعة الأفراح"..!!

 
 
كيف هُربت الأعراس المغربية من "السطاح" إلى "قاعة الأفراح"..!!

ولو أن حفلات الأعراس صارت تقام على مدار السنة وفي كافة أيام الأسبوع، إلا أن فصل الصيف  ويومي السبت والأحد مازالت مواعيد بطابع خاص وذات "بريستيج" وجذب مميز للمقبلين على إشهار ارتباطهم بليلة العمر. وهذا ما يفسر اختيار جل العائلات لأشهر يونيو ويوليوز وغشت وحتى النصف الأول من شتنبر لتنظيم حفلاتهم.

وبالمقابل، لم يكن هذا الإقبال المكثف إلا أن يحرك في مموني الحفلات لهفة التعامل بمنطق الربح التجاري المبني على قاعدة العرض والطلب. مما يسجل معه ارتفاع كبير وأحيانا هستيري للأسعار إلى درجة استغلت معها شريحة مهمة من المتطفلين على الميدان الفوضى التي تعشش فيه لتتخذه مرتعا مستباحا لإلقاء المزيد من لكمات "الكاو" على قدرة المواطن الشرائية، وخاصة ذلك الذي بالكاد يوفر من جهة ويقترض من جهات أخرى، ليس فقط لينال اعترافا موثقا بالصوت والصورة على أنه "إلى قالها يقد بيها" أو كونه المقصود ولو مرة في حياته ب"العزارة كلهم مولاي السلطان سيدهم".

ولكن ليحفظ كذلك دم وجهه ووجه شريكته أمام الأهل والأصدقاء في مجتمع مازال يصر على إلقاء نظرة دونية تجاه كل من تخلف على تتويج خطوبته بعرس احتفالي وفي"قاعة الحفلات" دون غيرها من "السطوحا أو الوثاقات"، وأحيانا يُسقط اللوم ذاته حتى إن لم يكن العرس في شهر غشت بدليل ما صرح به أحد الشباب من "الناويين يتأهلو" قريبا وهو يشكو شرط زوجته التي تلقى بدورها ضغطا من محيطها الأسري، بعد أن أصبح فاتحة كلامها عند كل لقاء بينهما هي: "العرس ف أوت ولا نموت..".

القاعة تنهي زيجات قبل بدءها

تحذير نسائي "إلى ماكانت القاعة ولوازمها ماكاين زواج"

بعد فترة خطوبة امتدت سنة ونصف تبادل خلالها عثمان وخطيبته نظرات الحب والهيام وتشابك الأيادي وهما يجوبان أكبر الشوارع، ويتقابلان على موائد أفخم المقاهي وأرقى المحلبات. لم يكن هذا الشاب يتوقع بأن تتحول فرحته بعقد القران إلى كابوس حين وصل مع شريكته إلى نقاش قيمة الغلاف المالي الواجب والمعقول لإقامة العرس، وخاصة فيما يتعلق بمكان إحيائه. فالرجل يتبنى مبدأ "الزمان صعيب والليلة دايزة باللي عطا الله" توفيرا لما هو آت وأهم، فيما تتمسك الزوجة بشعار "إلى ما كانت القاعة ولوازمها ماكاين زواج". الأمر الذي وسع الهوة بين رؤية كل واحد منهما للأمور، وانتهى إلى أن أصبح "شي كيشرق وشي كيغرب".

ومع ذلك، حاول عثمان ما أمكن إيجاد حل توافقي. فتنازل في البداية عن فكرة الاكتفاء بحفل عائلي صغير في "صالون الدار"، ليقترح كراء صالون أوسع بمنطقة "الدريسية"  في الدار البيضاء يكريه صاحبه بملبغ 3000 درهم، لكن لم يكن لهذا الرأي صدى لدى الزوجة التي لا تعترف بمحدودية الإمكانيات في هذا الشأن، ولا تنظر إلى "قاعة الحفلات" كما تراها عين عثمان باعتبارها فزاعة تجر وراءها تبعات أخرى "طالعة فالنيفو" من "أوركسترا هاي وسرباية كلاس ونكافة موضيرن ودقايقية سيبير". مما يرشح فاتورة التكاليف للمزيد من النفخ. فكان هذا التقابل في التصورات الكابح الذي أوقف مسير مشروع الاقتران إلى نهايته، وحرض "قاعة الحفلات" لتمتنع على منح عثمان وزوجته تأشيرة الدخول الفعلي لنادي المتزوجين على الرغم من توديعهما عالم العزوبية على الورق.