الجمعة 3 مايو 2024
مجتمع

الشريط الأسود لحرائق السجون بالمغرب

الشريط الأسود لحرائق السجون بالمغرب

الحريق الذي اندلع ليلة أمس (الخميس) بسجن عكاشة بالدار البيضاء، وخلف عدة حالات اختناق في صفوف السجناء ليس حدثا معزولا، بل سبقته عدة أحداث مأساوية بالسجون المغربية، ولعل حادث الحريق الذي شب بسجن سيدي موسى بمدينة الجديدة في شهر شتنبر 2002 هو الأكثر دموية وحصاد الأرواح كان ثقيلا ومفجعا، بعد مقتل 50 سجينا على الأقل وإصابة العشرات. وأفادت تقارير إخبارية آنذاك القتلى ماتوا اختناقا أو بسبب التدافع وعدم توافر عمليات الصيانة. وقد روى شهود عيان من السكان المجاورين للسجن إنهم سمعوا صراخ النزلاء طلبا للمساعدة بعد اندلاع النيران في الساعة الواحدة صباحا، وبدأ الحريق في أحد مباني السجن لكنه سرعان ما امتد للمباني الثلاث الأخرى. واستغرق رجال الإطفاء أربع ساعات لمحاولة إطفاء ألسنة النيران.

وبالسجن المركزي اندلع حريق بالقنيطرة ليلة الأربعاء 15 يناير 2003 دون أن يسفر لحسن الحظ عن خسائر في الأرواح. وأفادت مصادر مطلعة من داخل السجن أن الحريق، الذي بدأ حوالي التاسعة ليلا ودام قرابة ربع ساعة، شب في الطابق الثاني من حي الأمل الذي يضم معتقلي الحق العام، وساهم التدخل العاجل لرجال الوقاية المدنية في عدم وقوع ضحايا.

وزادت المصادر شارحة بأن الحادث أدى إلى وقوع حالات اختناق في صفوف السجناء المرضى بالربو وما شابهه، مما استدعى نقلهم على وجه السرعة إلى المستشفى الداخلي بالسجن، فيما تم إخراج حوالي مائة سجين من زنازنهم بحي الأمل تفاديا لوقوع فاجعة شبيهة بفاجعة حريق سجن سيدي موسى بالجديدة والذي أودى كما هو معلوم بحياة خمسين سجينا.

A-3

ورجحت المصادر ذاتها أن يكون الحريق نجم عن فعل متعمد لسجينين أرادا التعبير عن تذمرهما وسخطهما من ظروف الاعتقال، فقاما وأشعلا النار في الأغطية بـ "زنزانة العقاب" (الكاشو) التي كانوا داخلها، ثم تضيف المصادر أن أحد السجينين المتمردين كان قضى مدة عقابه ثم أدخل ثانيا زنزانة العقاب بأمر من رئيس المعقل بعد شجاره مع سجين آخر بالسجن المركزي، الأمر الذي دفعه إلى الاعتصام احتجاجا على وضعية الاعتقال، ثم التمرد بإضرام النار رفقة سجين ثان بداخل الزنزانة.

سجن عكاشة الذي كان ليلة أمس مسرحا لعملية عصيان وتمرد غير مسبوقة من طرف مجموعة من السجناء الغاضبين، شهد  في غشت 2014 حادث اندلاع حريق في الطابق السفلي داخل الجناح رقم 4، ولم تعرف أسبابه، في حين أضاف مصدر آخر أن الحريق ناتج عن تماس كهربائي .

وأفاد المصدر ذاته أن السجناء هم من قاموا بإخماد الحريق، مضيفا أن الحريق خلف اختناقات في صفوف السجناء.